الثلاثاء 30 أبريل 2024
booked.net

الإعلامي إبراهيم عيسى يثير الجدل.. أنكر معجزة الإسراء والمعراج ودار الإفتاء والبرلمان يستنكرون

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

أثار الكاتب الصحفي والإعلامي المصري ردود فعل واسعة حول تصريحاته التي قال فيها إن 99% من القصص التي يرويها الشيوخ والدعاة كاذبة، وأبرزها قصة الإسراء والمعراج، مؤكدًا أنه لم يكن هناك معراجًا وما ورد قصة وهمية، وهو ما ورد في كتب السيرة والتاريخ.

إنكار الإسراء والمعراج

وإستند عيسى في حديثه – طبقًا لزعمه – على كتب الحديث التي قالت إنه لم يكن هناك معراجا وأن ما حدث قصة وهمية، مشيرًا إلى أن المشايخ يقدمون أنصاف القصص، ما يترتب عليها أن تكون غير حقيقة، وتابع أن الحكايات الواردة عن المعراج، دعائية وغير حقيقية وقصص وهمية اختلقها الشيوخ، معتبرا أن ما يحدث هو ذكر القصص التي تقول إن المعراج قصة حقيقية، ولكنهم يتجاهلون الروايات التي تنفي حقيقة المعراج.

تسببت تلك التصريحات في أزمة كبيرة، إذ هاجم مغردون ونشطاء إبراهيم عيسى بإعتباره يهاجم إحدى ثوابت الدين ومعجزة من المعجزات الإلهية التي خص بها الله سبحانه  وتعالى الرسول الكريم، فيما ردت دار الإفتاء المصرية ومركز الفتوى بالأزهر الشريف على تلك الإدعاءات.

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

ودخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر على خط الأزمة حيث أكد أن لجان الرصد بالمجلس بصدد إعداد تقرير بشأن ما أثير في برنامج "حديث القاهرة" الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، تمهيدًا للعرض على المجلس على الفور، لاتخاذ الإجراء القانوني حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس.

وطلب المجلس الابتعاد عن القضايا التي تثير فتنة في المجتمع حيث ينص كود المحتوى الديني على احترام الأديان السماوية وتعاليمها، وإبراز القيم الدينية فوق كل القيم الأخرى.

دار الإفتاء المصرية

ومن جانبه أكد الدكتور شوقى علام مفتى مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن المغالطات التى تدور حول رحلة الإسراء والمعراج تدور فى اتجاهين؛ الأول: هل حدثت هذه المعجزة؟ والثاني: متى حدثت؟ فأما حدوثها؛ فقد حدثت قطعًا لأن القرآن أخبرنا بذلك ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عز وجل: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة فى ليلة واحدة، وما يراه البعض من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأى لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبى صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحق التعجب منهم.

جاء ذلك خلال لقاء تلفزيونى سابق مضيفًا: أما إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية فالجواب أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذى أسرى بعبده، فلم يقل النبى صلى الله عليه وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل فى الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل، فضلًا عن أن غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذى تمكن من نقل أوراق وصور إلى أى مكان فى العالم فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكترونى منذ عدة سنوات.

وعن ثانى الاتجاهات التى تناولت رحلة الإسراء والمعراج أمر وهو اختلاف تاريخ الرحلة، فقال: والجواب على ذلك أن تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، فضلًا عن أن تتابع الأمة على الاحتفال بذكراها فى السابع والعشرين من رجب يعد شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على قوته.

وناشد المفتى بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة فهو جدل موسمى برغم استقرار منهج البحث العلمى والشرعى فيه، والأولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العِبر والدروس المستفادة من المناسبة كالثقة بنصر الله وحسن التسليم والتوكل عليه والأخذ بالأسباب، ويبقى الدرس الأعظم فيها هو ترقب الفرج فى كل شدة والثقة بالأمل والمستقبل؛ فالمحن تتبعها المنح من خلال السعى بجد واجتهاد لتحصيل ثمار الكد والصبر عليه، فكل محنة وشدة وراءها منحة وعطاء وتكريم من الله تعالى.

البرلمان المصري

كما أثارت تصريحات عيسى ردود فعل واسعة لدى البرلمان المصري حيث أكد النائب أحمد حتة عضو لجنة الاتصالات تقدمه ببيان عاجل يوجه للحكومة ورؤساء الهيئات الإعلامية لوقف برنامج إبراهيم عيسى بعد تطاوله ووصفه الإسراء والمعراج بإنه وهمي وهو ما يعني تكذيب للقرأن وللنبي صلي الله عليه وسلم.

واضاف حته إنه إذا كان هذا ما يفعله البعض في الداخل فلماذا نغضب عندما يتطاول أحد في الخارج على النبي متسألًا ما سبب إثارة هذا الأمر الآن وما الهدف منه وهل هذه حرية التعبير؟.

 وأشار إلى أنه يطالب المجلس الأعلى للإعلام بوقف البرنامج وإحالة إبراهيم عيسى للتحقيق وعدم المساس بالدين، مشيرًا إلى أن الكاتب الصامت منذ فترة لم نشاهد له حرية تعبير حول أوضاع المجتمع ولا ما حدث آخر مرة حول أحد الأفلام على منصة دولية، ولكنه أيد هذا الفيلم ولذلك لا بد من وقفة لمواجهة التجاوزات الدينية والإخلاقية.

ووجه أيضًا النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، بيان عاجل للحكومة بشأن ما تشهده بعض الفضائيات من تجاوزات تمس ثوابت الدين وتنال من أعراف المجتمع المصري.

وأشار النائب في بيانه العاحل المقدم لرئيس مجلس النواب، إلى أن الإعلامي إبراهيم عيسى، اعتاد إثارة بعض الموضوعات بهدف "ركوب الموجة" أو الترند، وليكون مثارا لحديث المجتمع، مؤكدا أن كل ما يثيره ينال من حالة السلم المجتمعي التي تنعم بها مصر.