بين الهجوم الإلكتروني والاتهامات.. ما حقيقة سحب موسكو قواتها المتمركزة بالقرب من أوكرانيا؟

متن نيوز

على الرغم من تصريحات روسيا بشأن سحب موسكو القوات المتمركزة بالقرب من الحدود الأوكرانية إلا أن نبرة التصعيد ما زالت موجوده بين الأطراف.

حيث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، دعا الأربعاء، موسكو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تظهر تراجع التصعيد بشأن أوكرانيا الذي يهدد السلام والأمن في أوروبا.


وقال ميشال أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج: "هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق. لا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قوات".

من جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي قادر على الاستغناء عن الغاز الروسي هذا الشتاء بعد تنويع مصادره في الأسابيع الأخيرة.

وقالت فون دير لايين، أمام البرلمان الأوروبي المنعقد في جلسة عامة بستراسبورج: "درسنا فرضيات توقف جزئي أو كامل لإمدادات الغاز الروسي" في حال تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا "ويمكنني القول اليوم إننا بمأمن هذا الشتاء.

وفي سياق الأزمة الأوكرانية دائما، اعتبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن لا إشارات لخفض التصعيد "حتى الآن" وروسيا تستمر بحشد قوات قرب أوكرانيا.
وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرج: "لم نر أي بادرة خفض تصعيد من جانب موسكو، وروسيا مستمرة في حشدها العسكري".

وأضاف: "ملتزمون برسالتنا إلى روسيا بأننا مستعدون للنقاش معها، وجاهزون للسيناريو الأسوأ أيضًا"، معتبرا في الآن نفسه أن "رسائل المسار الدبلوماسي من موسكو تعطينا سببا لأمل حذر".

ولفت المسؤول العسكري إلى أن روسيا تحرك قواتها دائما للأمام والخلف، مشددا على أن "التحركات لا تعني انسحابا".

وأشار إلى أن عدد القوات الروسية على حدود أوكرانيا مستمرة في تزايد.


كما أكدت بيلاروس الأربعاء أن جميع الجنود الروس المتواجدين على أراضيها في إطار المناورات العسكرية الواسعة النطاق، سيغادرون البلاد مع الانتهاء المرتقب لهذه التدريبات بعد 4 أيام.

وقال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، خلال مؤتمر صحفي: "لن يبقى جندي روسي واحد، ولا قطعة واحدة من المعدات (العسكرية) في بيلاروس بعد إجراء المناورات مع روسيا"، في وقت زاد هذا الانتشار العسكري المخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.

كما قال الكرملين إن تحليل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا خاطئ.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء: "هناك مشكلات في تقييم الناتو للوضع".


وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء، إنه لا يرى حتى الآن أي انسحاب للقوات الروسية من مواقع قريبة من الحدود الأوكرانية.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي عن زيلينسكي خلال زيارة لغرب أوكرانيا "نتعامل مع الحقائق التي لدينا ولا نرى أي انسحاب بعد"، مضيفًا "أعتقد أن الكل يتوقع وقف التصعيد. أما التهديد فقد قلت مرات إننا نتعامل بهدوء مع أي تهديدات لأننا نتذكر أن كل هذا لم يبدأ أمس، بل منذ أعوام عديدة".

وتابع: عندما تنسحب القوات سيرى الجميع ذلك، لكن الآن، هذه مجرد تصريحات.
وكانت الرئاسة الروسية (الكرملين)، قد نفت اليوم الأربعاء، مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني استهدف مواقع وزارة الدفاع الأوكرانية وقواتها المسلحة ومصرفين حكوميين.

وفي تصريحات إعلامية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، تعليقا على ترجيح كييف أن يكون الهجوم من جانب روسيا: "كما هو متوقع، تواصل أوكرانيا تحميل روسيا مسؤولية كل شيء. لا علاقة لروسيا بأي هجمات لحجب الخدمة".
وقالت وكالة رويترز إن وزارة الدفاع الأوكرانية وعددا من البنوك تعرضت لهجوم إلكتروني، في وقت يترقب فيه العالم موعدا مفترضا لهجوم روسي من المتوقع أن يتضمن هجمات سيبرانية.

وكانت تقارير غربية قد توقعت أن تشن روسيا هجوما على جارتها الدولة السوفيتية السابقة اليوم الأربعاء، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وجاء الإعلان الصادر عن هيئة رقابة الاتصالات الأوكرانية في وقت يخيّم القلق على الجمهورية السوفياتية السابقة من احتمال تعرّضها لهجوم عسكري تشنه روسيا التي تجري تدريبات عسكرية واسعة عند حدودها.

وطال الهجوم موقعي مصرف الادخار الحكومي "أوشاد بنك" و"بريفات24"، وهما من أكبر مؤسسات الدولة المالية، كما ظهرت رسالة على موقع وزارة الدفاع تشير إلى أنه معطّل و"يخضع لصيانة تقنية".

وأفادت الهيئة بأن "بريفات24" تعرّض لـ "هجوم ضخم يقوم على حجب الخدمة"، وأضافت في إشارة إلى روسيا "لا يمكن استبعاد أن الجهة المعتدية تلجأ إلى حيل قذرة".