يعزز الأمن القومي العربي.. ما وراء التوافق بين مصر والجزائر حول الملفات الإقليمية والدولية؟

متن نيوز

جاء البيان الجزائري المصري المشترك الذي صدر في ختام زيارة عبدالمجيد تبون للقاهرة والتي تعد الأولى لرئيس جزائري لمصر منذ نحو 14 عاما متوافقًاعلى أغلب الملفات الإقليمية والدولية.

◄ مصر

هذا وقد أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدورى والمكثف بين مصر والجزائر حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجى الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربى والأفريقى فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة فى الوقت الراهن.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري السيسى، الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، بقصر الاتحادية، فى أول زيارة له إلى مصر، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمى له، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس المصري عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائرى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدَى البلدين، حيث رحب الرئيس المصري السيسى بالرئيس تبون ضيفًا عزيزًا على مصر، فى هذا التوقيت الدقيق الذى تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات المتلاحقة، معربًا عن التقدير والمودة التى تُكنُّها مصر  قيادةً وشعبًا للأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين.

◄ الجزائر

من جانبه أعرب الرئيس الجزائرى عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتى استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعمًا لأطر التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة، موضحًا تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخمًا إلى الروابط المتينة والممتدة التى تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبى.

وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه لصالح البلدين والشعبين، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلًا عن البناء على ما يتحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالدولتين، والاستعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسَى الوزراء بالبلدين فى أقرب وقت، خاصة أن الدورة الأخيرة عُقدت عام ٢٠١٤ فى القاهرة.

وشهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة والتنسيق الحثيث بين البلدين الشقيقين تجاه التطورات المتلاحقة التى يشهدها حاليًا محيطهما الجغرافى، وذلك كدعامة أساسية لحماية الأمن القومى العربى والأفريقى.

◄ الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر

وأشار إلى أنه تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر فى إطار جهود مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة على المستوى الإقليمى، خاصة عن طريق التعاون والتنسيق العسكرى والمعلوماتى فى منطقة الساحل، فى ضوء أن مصر والجزائر تواجهان نفس التحديات وتتشاركان نفس الرؤية التى تقوم على أهمية العمل على توفير الأمن والتنمية الاقتصادية فى المنطقة، فضلًا عن تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى هذه الدول ويصون سيادتها ومقدَّرات شعوبها.

وتابع: تم التطرق إلى آخر تطورات الملف الليبى، حيث توافق الرئيسان على تكثيف تنسيق الرؤى والمواقف إزاء آليات حلحلة الأزمة الليبية، مع حساسية الوقت الراهن، أخذًا فى الاعتبار أهمية الاستمرار فى دعم كافة الجهود الرامية لاستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، مع التأكيد على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى الليبية، خاصة مع ما يمثله ذلك الأمر من تأثير مباشر على الأمن القومى المصرى والجزائرى، فضلًا عن الدفع نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وعدم السماح بإفشال تطلعات الشعب الليبى الشقيق فى هذا الصدد، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال راضى إنه تم خلال الاجتماع تناول موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمى، مع التأكيد على ضرورة إبراز حُسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف فى المفاوضات، كما تم التباحث بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمَّن رئيس الجزائر الجهود المصرية فى هذا الإطار، خاصة ما يتعلق بثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بينما أكد الرئيس أن جهود مصر تنبع من مسئولية مصر الإقليمية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط فى مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقًا للمرجعيات الدولية.


ورأى مراقبون أن القمة التي شهدتها القاهرة  بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والجزائري عبد المجيد تبون سوف تساهم في ترتيب البيت العربي قبل القمة العربية المقررة في الجزائر، وستشكل دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتأتي زيارة تبون قبل نحو شهر من الموعد الدوري للقمة العربية، التي ستستضيفها الجزائر والتي لم تحدد تاريخ انعقادها بعد.

كما تأتي بعد حوالي أسبوع من استقبال السيسي وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري.

وأكد المراقبون أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقاهرة "مهمة جدا" لعدة اعتبارات بعضها يرتبط بالتطورات في قضايا المنطقة، والبعض الآخر يرتبط بالعلاقات الثنائية بين مصر والجزائر.


ورأى المراقبون بأن التوافق بين مصر والجزائر حول القضايا العربية المختلفة وتأكيدهما على حلها بصورة سلمية وسياسية ورفضهما المساس بأي دولة عربية يعزز الأمن القومي العربي.