رئيس أرمينيا يغادر منصبة بشكل مفاجئ.. ماذا يحدث في يريفان؟

رئيس أرمينيا
رئيس أرمينيا

فوجئ العالم، مساء اليوم الأحد، بإعلان الرئيس الأرميني آرمن ساركسيان،استقالته من منصبه، دون سبب واضح حتى الآن، إلا أنه أصدر بيانًا أعلن فيه قراره بالتخلي عن منصبه كرئيس لأرمينيا، مرجعًا السبب إلى "افتقاره التأثير في السياسة الداخلية والخارجية للدولة" على حد قوله.

البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للرئاسة الأرمينية جاء فيه: "فكرت لوقت طويل وقررت ترك منصب رئيس الجمهورية بعد عمل مكثف استمر 4 سنوات، هذا القرار ليس عاطفيا على الإطلاق، فيه منطق معين".       

وأضاف البيان: «لا تتوفر لدى رئيس البلاد أدوات ضرورية للتأثير على أهم القضايا بالنسبة إلى الدولة والأمة سواء في السياسات الداخلية والخارجية»، وتابع قائلًا: " وتابع: «في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها دولتنا، والتي تتطلب الوحدة الوطنية، يجب ألا يصبح المنصب الرئاسي هدفًا لنظريات القيل والقال والمؤامرة، وبالتالي صرف انتباه الرأي العام عن أهم القضايا».

الغريب في الأمر أن أرمينيا تشهد حالة من الهدوء الحذر بعد فترة توترات مع عدة دول جارة لها، حيث شهدت الفترة الأخيرة تطبيع بين أرمينيا وتركيا، والتقى الممثلين الخاصين للدولتين في 14 يناير الماضي، لبحث العلاقات ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بالأوضاع في إقليم ناجورنو كاراباخ.

لكن البعض ربط إستقالة الرئيس الأرميني بأخر التطورات التي شهدتها بلاده خلال عام 2021، بعد أن ضربت البلاد موجة مظاهرات واسعة وخلافات سياسية حادة على خلفية نتائج حرب خريف 2020 في إقليم قره باغ مع أذربيجان التي استعادت بالأعمال القتالية ثلثي الأراضي التي خسرتها جراء المواجهة في المنطقة في التسعينيات من القرن الماضي.

لكن بعض المحللين رأوا أن إستقالة الرئيس الأرميني سبقها تمهيد تمثل في قيادة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل إستقالة الرئيس بيوم واحد، إذ بحث الطرفان مستجدات الوضع بين أرمينيا وأذربيجان.

وعقب تلك المباحثات التي إنطلقت أمس السبت، أعلن الكرملين في بيان صحفي أن بوتين وباشينيان، استعرضا المسائل العملية المتعلقة بتطبيق الاتفاقات المنصوص عليها في البيانات الثلاثية التي صدرت عنهما والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في التاسع من نوفمبر 2020 و11 يناير و26 نوفمبر 2021، وخصوصا فيما يتعلق بترسيم الحدود بين أرمينيبا وأذربيجان.

وأيد كل منهما مواصلة العمل على مستوى الرؤساء المشاركين (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية النزاع في إقليم ناجورون كاراباخ ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وذكر البيان أن بوتين بطلب من باشينيان أطلعه بشكل وجيز على المستجدات في مباحثات موسكو مع واشنطن وحلفائها بشأن مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قرب روسيا.