حصاد 2025|"عام الانكسار الكبير".. هل شارف عهد حزب الله على النهاية؟

متن نيوز

يلملم عام 2025 أوراقه مخلفًا وراءه مشهدًا سياسيًا وعسكريًا مغايرًا تمامًا لما كان عليه لبنان والمنطقة قبل عامين. فبعد عقود من الهيمنة المطلقة، يواجه "حزب الله" اليوم واقعًا يصفه المحللون بـ "الانهيار الهيكلي"، حيث اجتمعت الضربات العسكرية الإسرائيلية، والضغوط السياسية المحلية، وتجفيف منابع التمويل، لترسم ملامح مرحلة "ما بعد حزب الله" في لبنان.

أولًا: الميدان العسكري.. نزيف القدرات وفقدان "النخبة"

بدأ عام 2025 بانهيار تدريجي لاتفاقات وقف إطلاق النار الهشة التي أُبرمت في أواخر عام 2024. ومع إصرار إسرائيل على استكمال تفكيك البنية التحتية للحزب، شهدت الأشهر الأولى من العام (يناير – مارس) تصعيدًا نوعيًا أدى إلى:

تصفية "الرؤوس الكبيرة": استمرت الاغتيالات الدقيقة لتطال ما تبقى من قادة "الرضوان" والصف الثاني في الهيكلية التنظيمية، مما أحدث خللًا في منظومة القيادة والسيطرة.

خسائر بشرية فادحة: تشير التقديرات الميدانية حتى ديسمبر 2025 إلى خروج أكثر من 10،000 مقاتل من الخدمة الفعلية (بين قتيل وجريح ومصاب بعجز دائم)، وتراجع إجمالي القوة المقاتلة للحزب من 100 ألف (كما ادعى سابقًا) إلى نحو 60 ألف مقاتل مشتتين.

خسارة "الجنوب القلعة": نجحت العمليات البرية والجوية الإسرائيلية في تدمير أكثر من 100 مخزن استراتيجي للأسلحة ومراكز اتصالات تحت الأرض، مما أفقد الحزب ميزته الدفاعية في القرى الحدودية.

ثانيًا: الداخل اللبناني.. رفع الغطاء السياسي

لم تكن الضغوط العسكرية هي الوحيدة؛ ففي أغسطس 2025، شهدت الساحة السياسية اللبنانية زلزالًا تمثل في تبني الحكومة اللبنانية (بدفع دولي) لخطة رسمية لنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني حصرًا.

العزلة الحكومية: أدى انسحاب وزراء الحزب من الحكومة احتجاجًا على القرارات السيادية إلى نتائج عكسية، حيث استمرت الحكومة في اتخاذ قراراتها بدعم إقليمي ودولي واسع، مما جعل الحزب في موقف "المعارض المعزول".

تنامي الرفض الشعبي: زادت الأصوات اللبنانية المطالبة بمحاسبة الحزب على "مغامراته" التي أدت لدمار الجنوب والبنية التحتية، وسط دعوات لفتح ملفات قضائية تتعلق بـ "الاستيلاء على قرار السلم والحرب".

ثالثًا: الخناق المالي.. تجفيف الشرايين

رغم استمرار التدفقات المالية الإيرانية المقدرة بمليار دولار سنويًا، إلا أن عام 2025 شهد أشرس حملة دولية لقطع "طرق الإمداد".

العقوبات والرقابة: فرضت واشنطن رقابة لصيقة على المصارف والقنوات غير الرسمية (مثل "القرض الحسن")، مما عطل قدرة الحزب على دفع الرواتب بانتظام وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مما تسبب في تململ واسع داخل بيئته الحاضنة.

رابعًا: تراجع الدور الإقليمي

مع انشغال طهران بترتيب أوراقها الداخلية والتفاوض على ملفها النووي، تراجع الدعم اللوجستي المباشر للحزب. وبحلول نهاية 2025، بدا واضحًا أن "وحدة الساحات" قد تفككت، حيث لم تعد الفصائل المتحالفة في العراق أو اليمن قادرة على تغيير موازين القوى لصالح الحزب في لبنان.

2026.. عام البقاء أو الذوبان؟

يختتم حزب الله عام 2025 وهو في أضعف حالاته منذ تأسيسه في الثمانينيات. فبينما لا يزال الحزب يمتلك ترسانة صاروخية (مقلصة) وحضورًا أمنيًا، إلا أن "فائض القوة" الذي كان يفرضه على الدولة اللبنانية قد تبخر.

التوقعات تشير إلى أن عام 2026 سيكون عام "التحول الإجباري"، حيث سيضطر الحزب إما للقبول بالاندماج الكامل في الدولة كحزب سياسي منزوع السلاح، أو مواجهة انهيار شامل قد يؤدي لتفككه إلى مجموعات صغيرة فاقدة للقرار المركزي.