الرئيس السيسي يستقبل مسرور بارزاني: دعم مصري كامل لوحدة العراق واستقراره
شهدت العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأحد، لقاءً رفيع المستوى جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والسيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية تمر به منطقة الشرق الأوسط، لتعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر والعراق بمختلف أطيافه ومكوناته، وتؤكد دور مصر المحوري كصمام أمان للاستقرار الإقليمي.
حضر اللقاء اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، ومن الجانب الكردي العراقي رايبوار أحمد وزير داخلية الإقليم، ومحسن كمال رئيس جهاز المخابرات بالإقليم، مما يعطي انطباعًا واضحًا عن الثقل الأمني والاستراتيجي للمباحثات.
رسائل دعم مصرية لوحدة وسيادة العراق
في مستهل اللقاء، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تجديد موقف مصر الثابت والراسخ تجاه الدولة العراقية. وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد خلال المباحثات على دعم مصر الكامل والمستمر للعراق الشقيق، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية.
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر تقف جنبًا إلى جنب مع العراق في مواجهة التحديات الجسيمة التي تفرضها الظروف الراهنة في المنطقة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الذي يستهدف تقويض الدولة الوطنية. وأشاد الرئيس بمستوى التنسيق الرفيع بين الأجهزة الأمنية المصرية والعراقية، مثمنًا جهود سلطات إقليم كردستان في إحلال السلام والاستقرار.
مسرور بارزاني: مصر ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط
من جانبه، عبّر مسرور بارزاني عن تقدير حكومة إقليم كردستان العراق العميق للدور الذي تلعبه الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسي. وأكد بارزاني أن مصر تمثل ركيزة أساسية لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن الإقليم يتطلع وبقوة لمواصلة تعزيز علاقات التعاون مع المؤسسات المصرية في مختلف المجالات.
وأثنى رئيس حكومة الإقليم على الرؤية المصرية المتزنة تجاه قضايا المنطقة، مؤكدًا أن التجربة المصرية في البناء والتنمية تمثل نموذجًا يحتذى به في العراق وبشكل خاص في إقليم كردستان.
الاقتصاد والبناء: الشركات المصرية تفتح آفاقًا جديدة في كردستان
لم يقتصر اللقاء على الجوانب السياسية والأمنية فحسب، بل احتل الملف الاقتصادي مساحة كبيرة من النقاش. وقد وجه الرئيس السيسي دعوة مباشرة لحكومة إقليم كردستان للاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي تمتلكها الشركات المصرية.
مجالات التعاون المقترحة:
قطاع الطاقة: نقل الخبرات المصرية في مجالات الكهرباء والغاز والطاقة المتجددة.
البنية الأساسية: الاستعانة بالشركات المصرية التي حققت طفرة عمرانية داخل مصر لتنفيذ مشروعات الطرق، والكباري، والمدن الجديدة في الإقليم.
الجودة والتنافسية: شدد الرئيس السيسي على أن الشركات المصرية قادرة على تنفيذ المشروعات بجودة عالمية وتكلفة تنافسية تجعلها الخيار الأمثل لإعادة الإعمار في العراق.
ورحب مسرور بارزاني بهذا الطرح، مؤكدًا تطلعه للعمل مع الجهات المصرية المعنية لترجمة هذه الرغبات إلى مشروعات ملموسة على الأرض، مشيدًا بالسمعة الطيبة والخبرة العريقة التي تتمتع بها العمالة والشركات المصرية في الأسواق الخارجية.
تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والأمن القومي
أشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن اللقاء شهد تبادلًا معمقًا للرؤى حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. استعرض الرئيس السيسي الرؤية المصرية الشاملة لسبل نزع فتيل الأزمات في المنطقة، مؤكدًا أن الحوار والتعاون الإقليمي هما السبيل الوحيد لضمان أمن الشعوب.
من جانبه، استعرض الوفد الكردي تقديره للأوضاع في العراق والجوار، مؤكدين توافق الرؤى مع القاهرة بشأن ضرورة تجنيب المنطقة ويلات الصراعات المسلحة والتركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
دلالات الحضور الأمني الرفيع في اللقاء
إن حضور اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، ونظيره في إقليم كردستان العراق، يعكس الأولوية القصوى لملف مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. وتعد هذه الشراكة الأمنية جزءًا من استراتيجية مصرية أوسع لتجفيف منابع التطرف وتأمين العمق الاستراتيجي العربي، خاصة في المناطق التي تعاني من نشاط لفلول تنظيمات إرهابية أو تدخلات إقليمية غير مشروعة.
آفاق مستقبلية للعلاقات المصرية الكردية-العراقية
يتوقع المحللون أن تعقب هذه الزيارة سلسلة من اللقاءات الفنية بين وزراء من الجانبين لوضع خارطة طريق للتعاون الاقتصادي. إن "الدبلوماسية التنموية" التي تنتهجها مصر حاليًا في العراق، عبر آلية التعاون الثلاثي (مصر، العراق، الأردن) أو عبر التعاون الثنائي مع إقليم كردستان، تهدف إلى خلق كتلة اقتصادية قوية قادرة على الصمود أمام الأزمات العالمية.
أبرز نتائج الزيارة المتوقعة:
تفعيل مذكرات تفاهم في مجالات المقاولات والإنشاءات.
زيادة التبادل التجاري وتسهيل حركة رجال الأعمال بين القاهرة وأربيل.
تطوير التعاون الأمني والاستخباراتي لضمان استقرار شمال العراق.
تظل مصر دائمًا هي الوجهة والمقصد للأشقاء الباحثين عن الاستقرار والتنمية. واستقبال الرئيس السيسي لمسرور بارزاني اليوم هو تأكيد جديد على أن القاهرة تدعم عراقًا قويًا موحدًا ومستقرًا، وأنها مستعدة لتقديم كافة خبراتها البشرية والفنية لدعم الأشقاء في إقليم كردستان وفي كل ربوع العراق، بما يحقق تطلعات الشعوب العربية في غدٍ أفضل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
