من قلب برلين.. الجاليات الجنوبية في أوروبا تطالب بـ "الاستقلال الثاني" وتدعم انتصارات "المستقبل الواعد"

حراك دبلوماسي شعبي
حراك دبلوماسي شعبي في قلب القارة العجوز

في تظاهرة سياسية نوعية تعكس التحام الجنوبيين في المهجر مع تطلعات الداخل، شهدت العاصمة الألمانية برلين، اليوم، وقفة تضامنية حاشدة نظمتها الجاليات الجنوبية في أوروبا. ووجه المحتجون رسالة قوية إلى المجتمع الدولي والمجلس الانتقالي الجنوبي، بضرورة المضي قدمًا نحو إعلان "الاستقلال الثاني" واستعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.

حراك دبلوماسي شعبي في قلب القارة العجوز

احتشد العشرات من أبناء الجنوب القادمين من مختلف دول الاتحاد الأوروبي أمام المعالم السياسية في برلين، رافعين أعلام دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقًا). ولم تكن الوقفة مجرد تعبير عن تضامن عاطفي، بل كانت منصة سياسية لمطالبة المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، باتخاذ خطوات حاسمة لفك الارتباط واستعادة الدولة التي سلبت في أعقاب الوحدة اليمنية عام 1990.

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أن "الوحدة اليمنية تحولت إلى احتلال عسكري استنزف مقدرات الجنوب وهمش إرادة شعبه"، مشيرين إلى أن الوقت قد حان لفرض واقع سياسي جديد يتماشى مع التضحيات التي قُدمت على الأرض.

مباركة عملية "المستقبل الواعد": تحرير حضرموت والمهرة

تضمنت الوقفة رسائل عسكرية واضحة، حيث بارك أبناء الجالية الجنوبية الانتصارات الاستراتيجية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية مؤخرًا. وخصّ المحتجون بالذكر نجاح عملية "المستقبل الواعد" التي أدت إلى بسط السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة.

ويرى مراقبون أن هذه الانتصارات تمثل نقطة تحول جوهرية، لكونها:

تأمين الحدود الشرقية: السيطرة على المهرة تمنع التدخلات الخارجية وتهريب الأسلحة.

قطع شريان الحوثي: نجاح القوات الجنوبية في تأمين هذه المناطق ساهم بشكل مباشر في تجفيف منابع تهريب السلاح والمعدات لميليشيات الحوثي الإرهابية.

السيادة على الثروات: حضرموت تمثل الثقل الاقتصادي للجنوب، واستعادتها تعني القدرة على إدارة الموارد لصالح الشعب الجنوبي.

مطالب الاستقلال الثاني: لماذا الآن؟

رفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ "الاستقلال الثاني"، وهو مصطلح بدأ يتصدر المشهد السياسي الجنوبي مؤخرًا. ويقصد به استكمال السيادة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة الحديثة.

وتستند هذه المطالب إلى عدة ركائز أساسية طرحها منظمو الوقفة في برلين:

فشل الشراكة السياسية: استمرار التهميش المتعمد للكوادر الجنوبية والنهب المنظم للثروات النفطية والغازية.

التفويض الشعبي: تجديد الولاء للمجلس الانتقالي الجنوبي كحامل وحيد للقضية الجنوبية في المحافل الدولية.

الحق في تقرير المصير: استنادًا إلى القوانين الدولية التي تمنح الشعوب حق تقرير مستقبلها السياسي بعيدًا عن الإكراه.

رسائل للمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي

حرص منظمو الوقفة على إيصال صوتهم لصناع القرار في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. واستنكر المحتجون الصمت الدولي تجاه معاناة شعب الجنوب الذي واجه حربين (1994 و2015) أدت إلى تدمير البنية التحتية ونشر الفقر والبطالة.

وجاء في كلمة أحد ممثلي الجالية: "نحن هنا في برلين، عاصمة القرار الأوروبي، لنقول للعالم إن إرادة شعب الجنوب لا يمكن تجاوزها في أي تسوية سياسية قادمة. نحن شركاء في مكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية، ونستحق دولة تحمي هذه المصالح وتؤمن لمواطنيها حياة كريمة".

التلاحم بين الداخل والخارج

تأتي هذه الوقفة بالتزامن مع تحركات شعبية واسعة تشهدها العاصمة عدن ومحافظات لحج، وأبين، وشبوة، والضالع، وسقطرى. هذا التناغم بين نضال الداخل وضغط الخارج يشكل جبهة موحدة تهدف إلى انتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الجنوبية القادمة.

وأكد المشاركون أنهم سيستمرون في تنظيم فعاليات مماثلة في باريس، بروكسل، وجنيف، لملاحقة مرتكبي الجرائم الاقتصادية والسياسية بحق الجنوبيين أمام المحاكم الدولية، ولحشد الدعم السياسي لمشروع الاستقلال.

خيار لا رجعة عنه

اختتمت الوقفة في برلين بترديد النشيد الوطني الجنوبي، وسط تأكيدات بأن "استعادة الدولة هو خيار لا رجعة عنه"، وأن تضحيات الشهداء والجرحى هي البوصلة التي توجه عمل المجلس الانتقالي والقوات المسلحة.

إن رسالة برلين اليوم كانت واضحة: الجنوب العربي اليوم يمتلك القوة العسكرية على الأرض (عبر عملية المستقبل الواعد) والظهير الشعبي في المهجر، مما يجعل مسألة إعلان الاستقلال الثاني مجرد مسألة وقت.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1