اللواء شلال شائع من ساحة العروض: الجنوب لن يكون ممرًا لتهريب أسلحة إيران والحرب على الإرهاب "مفتوحة"

اللواء شلال شائع
اللواء شلال شائع

في مشهد جماهيري مهيب أعاد إلى الأذهان زخم الثورة الجنوبية، شهدت ساحة العروض بالعاصمة عدن حشودًا مليونية توافدت من مختلف مديريات العاصمة ومحافظات الجنوب، لتجديد العهد والمضي قدمًا نحو استعادة الدولة. 

وفي قلب هذا المشهد، ألقى اللواء الركن شلال علي شائع هادي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، كلمة تاريخية رسمت ملامح المرحلة القادمة للجنوب أمنيًا وسياسيًا.

تأتي كلمة اللواء شلال في توقيت مفصلي، حيث يواجه الجنوب تحديات مركبة تجمع بين التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي على الحدود، والتحركات اليائسة للتنظيمات الإرهابية في الداخل، مما جعل من خطابه وثيقة أمنية وسياسية موجهة للداخل والخارج على حد سواء.

دلالات الحشد الجماهيري في ساحة العروض

لم يكن الاحتشاد في ساحة العروض مجرد تجمع عابر، بل كان استفتاءً شعبيًا جديدًا. توافدت الحشود من مديرية الشيخ عثمان، وردفان (لحج)، وخور مكسر، لتبعث رسائل قوية:

الاصطفاف الشعبي: الالتفاف الكامل حول القيادة العسكرية والأمنية الجنوبية.

الوفاء للشهداء: التأكيد على أن تضحيات شهداء الجنوب هي الوقود الاستمراري لمشروع الاستقلال.

دعم القوات المسلحة: إرسال رسالة طمأنة للأبطال المرابطين في الجبهات بأن خلفهم ظهرًا شعبيًا صلبًا.

قطع خطوط الإمداد.. نصر استراتيجي للقوات الجنوبية

أشاد اللواء شلال بالمنجز الأمني الأبرز المتمثل في قطع خطوط إمداد وتهريب الأسلحة التي كانت تتدفق لميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية. وأوضح أن هذا الإنجاز لم يحمِ الجنوب فحسب، بل حمى الملاحة الدولية والأمن الإقليمي، حيث كانت هذه الأسلحة المهربة عبر منافذ الجنوب تستخدم لاستهداف السفن التجارية وزعزعة استقرار المنطقة.

وشدد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب على أن الحفاظ على هذه المكتسبات الأمنية هو واجب وطني مقدس، مؤكدًا أن اليقظة الأمنية في أعلى مستوياتها لمنع أي محاولات تسلل أو تهريب مستقبلية.

 الشراكة الاستراتيجية مع التحالف العربي والدولي

أرسل اللواء شلال رسالة واضحة بخصوص التحالفات الدولية، مؤكدًا على النقاط التالية:

التحالف العربي: أشاد بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفًا العلاقة معهما بـ "الشراكة الاستراتيجية العميقة" التي تعمدت بالدم في ميادين الشرف.

التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب: وجه رسالة لأصدقاء الجنوب والقوى الدولية المهتمة بمكافحة الإرهاب، مفادها أن الجنوب هو الشريك الفعلي والوحيد القادر على استئصال شأفة التطرف في هذه البقعة الحيوية من العالم.

مثلث الشر.. التخادم بين الحوثي والقاعدة والشباب المجاهدين

فجر اللواء شلال شائع مفاجأة تقنية وأمنية بالحديث عن "التخادم" الواضح بين الثلاثي:

ميليشيات الحوثي (المدعومة إيرانيًا).

تنظيما القاعدة وداعش.

حركة الشباب المجاهدين في القرن الإفريقي.

وأوضح أن هذا الارتباط الوثيق يهدف إلى خلق حالة من الفوضى المستدامة في الجنوب ومضيق باب المندب، مؤكدًا أن الخطر أصبح "عابرًا للحدود"، مما يتطلب تنسيقًا أمنيًا رفيع المستوى مع دول الجوار والقرن الإفريقي لوأد هذا المخطط الإيراني في مهده.

"الحرب المفتوحة".. استراتيجية جهاز مكافحة الإرهاب

أعلن اللواء شلال صراحة أن الحرب ضد الإرهاب هي "حرب مفتوحة" ولن تتوقف عند حدود جغرافية معينة. وأكد على النقاط التالية:

الملاحقة المستمرة: قوات مكافحة الإرهاب ستطارد العناصر الضالة في الجبال والوديان والمدن.

استئصال الشأفة: الهدف ليس فقط احتواء الإرهاب بل اقتلاعه من جذوره فكريًا وعسكريًا.

وحدة التشكيلات: هناك تنسيق كامل بين جهاز مكافحة الإرهاب وكافة التشكيلات العسكرية والأمنية الجنوبية (الأحزمة الأمنية، العمالقة، قوات الصاعقة) لضمان بيئة أمنية مستقرة.

رسالة إلى إيران وميليشياتها

بلهجة حازمة، قال اللواء شلال: «أرض الجنوب لن تكون جسرًا أو ممرًا للتهريب الحوثي الإيراني». هذه العبارة كانت بمثابة صفعة لمشاريع التمدد الإيراني التي تحاول استخدام جغرافيا الجنوب للوصول إلى البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد أن أبطال القوات المسلحة الجنوبية مرابطون في جبهات القتال، وهم الصخرة التي ستتحطم عليها أحلام المشروع الفارسي.

وحدة الصف والهدف النهائي

اختتم اللواء كلمته بالتأكيد على أن الهدف الأسمى الذي يجمع كل أبناء الجنوب هو "التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة". وأشار إلى أن هذا الاحتشاد هو الدليل القاطع على وحدة الصف الجنوبي، وفشل كل محاولات شق عصا الطاعة أو زرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد.

تحليل سياسي لخطاب اللواء شلال شائع

يرى مراقبون أن خطاب اللواء شلال اليوم يحمل عدة رسائل سياسية:

للشرعية الدولية: أن القوة الحقيقية على الأرض في الجنوب هي القوات الجنوبية التي تحمي الأمن والسلم الدوليين.

للميليشيات: أن أي تصعيد سيواجه بقوة لم يسبق لها مثيل، وأن الجنوب اليوم ليس كما كان قبل سنوات.

للشعب الجنوبي: دعوة لرفع المعنويات والثبات، فالنصر قاب قوسين أو أدنى.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1