عمرو البيض: دولة الجنوب العربي حقيقة قائمة وضمانة للأمن الجيوستراتيجي في المنطقة

عمرو البيض
عمرو البيض

في تصريح يحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية هامة، أكد عمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، أن قضية الجنوب العربي لم تعد مجرد تطلعات شعبية، بل أصبحت حقيقة قائمة على الأرض لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات سياسية أو أمنية مستقبلية.

وأوضح البيض، عبر منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن التعامل مع الجنوب العربي ككيان مستقل وسيادي يعد ضرورة قصوى ضمن التركيبة الأمنية الجيوستراتيجية للمنطقة، مشددًا على أن "دولة الجنوب العربي ليست تهديدًا.. بل هي الحل" للأزمات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة.

الجنوب العربي: من التطلعات إلى الواقع الجيوسياسي

تأتي تصريحات عمرو البيض في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تسعى القوى الدولية والإقليمية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة. ويرى المجلس الانتقالي الجنوبي أن أي حل يتجاهل إرادة شعب الجنوب لن يكتب له النجاح.

الأهمية الجيوستراتيجية لموقع الجنوب

يمتلك الجنوب العربي موقعًا فريدًا يشرف على أهم الممرات المائية في العالم، بدءًا من باب المندب وصولًا إلى خليج عدن وبحر العرب. ويؤكد الخبراء أن استقرار هذه المنطقة هو مفتاح استقرار التجارة العالمية، وهو ما أشار إليه البيض بضرورة دمج الجنوب في المنظومة الأمنية الإقليمية.

دولة الجنوب "الحل وليست التهديد": ماذا يعني ذلك؟

تحمل عبارة البيض "دولة الجنوب العربي ليست تهديدًا.. بل الحل" رسائل مشفرة للمجتمع الدولي، يمكن تفكيكها في النقاط التالية:

مكافحة الإرهاب: أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها الشريك الأكثر موثوقية في مكافحة التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش)، واستعادة الدولة الجنوبية تعني تعزيز هذه الجهود وتأمين السواحل من التهريب والقرصنة.

تأمين الملاحة الدولية: في ظل التهديدات المستمرة للملاحة في البحر الأحمر، تبرز دولة الجنوب كقوة ضابطة قادرة على حماية السفن التجارية بالتعاون مع التحالفات الدولية.

الاستقرار السياسي: إنهاء حالة الصراع الممتد منذ عام 1994 يتطلب العودة إلى وضع الدولتين، وهو ما يراه الانتقالي الطريق الوحيد لإنهاء "الاحتلال" وتحقيق سلام مستدام بين الجيران.

المجلس الانتقالي الجنوبي والتحرك الدبلوماسي

منذ تأسيسه، خاض المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي معارك دبلوماسية موازية للمعارك العسكرية. ويعد عمرو البيض أحد المهندسين الرئيسيين لهذه التحركات في المحافل الدولية.

المكاسب التي حققها الانتقالي:

اتفاق الرياض ومشاروات الرياض: التي منحت الجنوب تمثيلًا رسميًا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

الاعتراف الدولي: تزايدت وتيرة اللقاءات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، حيث يتم طرح قضية شعب الجنوب كملف مستقل في أي مفاوضات سلام.

التحديات الراهنة أمام قضية الجنوب العربي

رغم المكاسب، يواجه الجنوب العربي تحديات كبرى تضعها القوى المناوئة لمشروع الاستقلال، ومن أبرزها:

الحرب الاقتصادية: تدهور العملة والخدمات التي يراها الجنوبيون وسيلة ضغط سياسي لتقديم تنازلات.

التحشيد العسكري: التهديدات المستمرة من قبل ميليشيات الحوثي والقوى المتطرفة على الحدود الجنوبية.

محاولات الالتفاف: السعي لفرض حلول "الأقاليم" أو "الوحدة الاندماجية" التي يرفضها الشارع الجنوبي جملة وتفصيلًا.

رؤية عمرو البيض لمستقبل المنطقة

يرى البيض أن استعادة دولة الجنوب بحدود ما قبل 21 مايو 1990 ليست مجرد استعادة للأرض، بل هي إعادة بناء لمنظومة الأمن القومي العربي. فالجنوب القوي والمستقر يعني صمام أمان لدول الخليج العربي والجزيرة العربية، وهو ما يفسر استخدام مصطلح "التركيبة الأمنية الجيوستراتيجية".

إن الدولة الجنوبية القادمة، كما يطرحها الانتقالي، هي دولة مدنية فيدرالية تحترم المواثيق الدولية وتؤمن بالتعددية، وتكون شريكًا فاعلًا في التنمية الإقليمية، بعيدًا عن صراعات الأيديولوجيات التي دمرت اليمن الشمالي.

الالتفاف الشعبي حول "خيار الاستقلال"

لا تقتصر تصريحات القيادة الجنوبية على الغرف المغلقة، بل تستمد قوتها من الزخم الشعبي المليوني في محافظات (عدن، حضرموت، شبوة، أبين، لحج، المهرة، وسقطرى). هذا الالتفاف هو ما يمنح عمرو البيض والوفد المفاوض القدرة على القول بأن "الجنوب حقيقة قائمة".

تضع تصريحات عمرو البيض النقاط على الحروف قبل أي جولة مفاوضات قادمة. الرسالة واضحة: لا سلام في المنطقة دون حل عادل لقضية الجنوب العربي يلبي تطلعات شعبه في استعادة دولته كاملة السيادة. الاستقرار الجيوستراتيجي للمنطقة يمر عبر بوابة عدن، ودولة الجنوب هي "الحل" الواقعي والوحيد لمواجهة التهديدات الراهنة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1