دلالات إطلاق "عملية الحسم" وتأثيرها على خريطة النفوذ في الجنوب
أصدرت القوات المسلحة الجنوبية بيانًا عسكريًا هامًا من العاصمة عدن، أعلنت فيه تدشين عملية عسكرية واسعة النطاق أُطلق عليها اسم "عملية الحسم" في محافظة أبين. تأتي هذه العملية كخطوة استراتيجية و"تتويجًا للإنجازات العسكرية السابقة" التي حققتها القوات الجنوبية، وعلى رأسها عملية سهام الشرق، التي استهدفت معاقل التنظيمات الإرهابية.
وأكدت القيادة في بيانها أن الهدف الرئيسي من "عملية الحسم" هو مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار بشكل كامل، لا سيما في مديريات المنطقة الوسطى بأبين، التي كانت تُستخدم مسرحًا نشطًا لـ تنظيمي الحوثي والقاعدة الإرهابيين. هذا الإعلان يعكس إصرار القوات المسلحة الجنوبية على تطهير كامل أراضي الجنوب العربي من أي وجود للجماعات المتطرفة.
تحديات المرحلة: تحركات عدائية لتحالف الحوثي والقاعدة
أشارت القوات المسلحة الجنوبية إلى أن قرار تدشين عملية الحسم لم يأتِ من فراغ، بل جاء "في ظل التهديدات والتحركات العدائية" المستمرة التي يشنها تحالف يجمع بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي.
أبرز دوافع إطلاق العملية:
التهديدات المستمرة: استمرار محاولات التحالف الإرهابي استهداف المحافظة وأبنائها، ومحاولة زعزعة الأمن الهش.
أبين كخاصرة رخوة: شددت القيادة على أن هذه المخططات "استغلت أبين كخاصرة تستهدف أمن الجنوب بالكامل"، مما يجعل تأمينها ضرورة قصوى لحماية الجنوب بأكمله.
الواجب الوطني: أكدت القوات الجنوبية أنها ماضية في واجباتها الوطنية لحماية الجنوب والتصدي لتلك المخططات التي تهدد المشروع العربي وتطلعات الشعب الجنوبي.
يُعد هذا التصريح إشارة واضحة إلى وجود تنسيق وتبادل أدوار بين الحوثيين والقاعدة في استهداف المناطق المحررة، مما يفرض على القوات الجنوبية استراتيجية مواجهة شاملة وموحدة.
دعوة للتكاتف الشعبي: قبائل وأهالي أبين في قلب المعركة
أدركت قيادة القوات المسلحة الجنوبية أهمية الدعم الشعبي لإنجاح هذه العملية المصيرية، لذا تضمن البيان دعوة صريحة وموجهة:
تعزيز التكاتف: دعت القيادة جميع أبناء الشعب الجنوبي، وفي مقدمتهم قبائل وأهالي محافظة أبين، إلى "تعزيز التكاتف والالتفاف خلف قواتهم العسكرية والأمنية المشاركة في العملية".
مرحلة مصيرية: اعتبر البيان أن "عملية الحسم" تمثل "مرحلة مصيرية جديدة وخطوة حاسمة لاستئصال الإرهاب بشكل كامل".
إن حشد الدعم الشعبي وتأمين الغطاء المجتمعي للعملية ضروري لضمان عدم لجوء العناصر الإرهابية إلى الاختباء بين المدنيين أو استغلال التضاريس الصعبة في المنطقة الوسطى. هذا التكاتف هو أساس الأمن الشامل الذي تسعى إليه القوات.
من "سهام الشرق" إلى "عملية الحسم": استراتيجية الأمن الشامل
تمثل عملية الحسم امتدادًا منطقيًا للنجاحات التي حققتها عملية سهام الشرق، والتي أدت إلى دحر الإرهاب من مناطق واسعة في أبين والمناطق المجاورة. ويُظهر تتابع العمليات العسكرية أن القوات المسلحة الجنوبية تتبنى استراتيجية طويلة الأمد لا تكتفي بضربات سريعة، بل تسعى لترسيخ السيطرة الكاملة.
أهداف العملية الاستراتيجية:
تطهير نهائي: استئصال كافة الجيوب الإرهابية المتبقية في المنطقة الوسطى.
تأمين الحدود: تحويل أبين من "خاصرة" يستغلها الأعداء إلى جبهة دفاع قوية عن أمن الجنوب بالكامل.
ترسيخ الاستقرار: العمل على إعادة الحياة الطبيعية وضمان الأمن الشامل، ما يسمح بالانتقال إلى جهود التنمية في المحافظة.
واختتم البيان بالتأكيد على أن "القوات المسلحة الجنوبية بعزيمة رجالها ودعم شعبها ماضية نحو تحقيق الأمن الشامل وترسيخ الاستقرار"، ما يعكس ثقة القيادة في القدرة على تحقيق الأهداف المرسومة للعملية. إطلاق هذه العملية في ظل التحديات الإقليمية والدولية يمثل تأكيدًا على أولوية مكافحة الإرهاب كركيزة أساسية لبناء الدولة الجنوبية الحديثة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
