عبدالعزيز الشيخ يؤكد: شعب جنوب اليمن حسم خياره ويتجه نحو الاستقلال الكامل
تشهد مدن ومحافظات جنوب اليمن خلال الأسابيع الأخيرة موجة واسعة من الانتفاضات والاعتصامات الشعبية، التي خرجت بمطالب واضحة ومباشرة تدعو اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى إعلان الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي.
مطالب شعبية متنامية.. إرادة تقترب من الانفجار السياسي
ويرى المجلس الانتقالي الجنوبي أن هذه الجموع الحاشدة التي خرجت في عدن وحضرموت والمهرة وأبين ولحج والضالع وشبوة تعبّر عن إرادة شعبية ناضجة، تشكّلت عبر عقود طويلة من النضال منذ ما قبل الوحدة وبعدها، مرورًا بمحطات المواجهة العسكرية والسياسية مع القوى اليمنية المختلفة.
وقال عبدالعزيز أحمد الشيخ رئيس هيئة الإعلام والثقافة بالمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن إن ما تشهده مدن ومناطق الجنوب كافة من انتفاضة واعتصامات شعبية واسعة، مطالِبةً اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بإعلان الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي، يجسّد تعبيرًا صادقًا عن الإرادة الشعبية والتطلعات المشروعة لشعب الجنوب العربي.
وأضاف أن هذه التطلعات التي نضجت عبر عقود طويلة من النضال والتضحيات، وقدّم خلالها شعب الجنوب أرواحًا وجهودًا جسيمة في سبيل انتزاع حقوقه وتحقيق حقه المشروع في تقرير مصيره.
وفي تصريحاته قال: لقد تجاوزت اللحظةُ الراهنةُ حدود الانتظار والمناورات السياسية؛ فقد آن الأوان لأن يخطو شعبنا خطوته التاريخية نحو بناء دولته المستقلة القائمة على آماله في الأمن والاستقرار والازدهار.
وأوضح أن بسط القوات المسلحة الجنوبية باليمن سيطرتها على كامل التراب الجنوبي، من المهرة وحتى باب المندب، بات يمثل ضرورة وطنية وحتمية لضمان استقرار المنطقة وتعزيز للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى احترام إرادة هذا الشعب وحقه في تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة.
جذور القضية الجنوبية.. صراع قديم يتجدّد
يذكر إنه نذ إعلان الوحدة عام 1990، ظلّ الجنوب يعيش حالة من التوتر السياسي والعسكري، تفجّرت في حرب 1994 وما تبعها من تهميش وإقصاء، وفق رواية القوى الجنوبية. ومع اندلاع الحرب اليمنية عام 2015، صعدت القضية الجنوبية إلى واجهة المشهد، بعدما لعبت القوات الجنوبية دورًا محوريًا في مواجهة التمدد الحوثي، لتنشأ بعد ذلك مؤسسات سياسية وعسكرية جنوبية أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومع مرور الوقت، تزايد حضور الجنوب على طاولة التفاوض، بالتزامن مع توسّع نفوذ القوات المسلحة الجنوبية في مختلف المحافظات، ما عزّز من مطالبات الشارع بضرورة الانتقال من مرحلة “الإدارة المحلية” إلى مرحلة “الاستقلال السياسي الكامل”.
البعد الإقليمي والدولي.. بين الدعم والانتظار
في ظل التوترات القائمة في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار إلى الجنوب اليمني باعتباره منطقة مفصلية في الأمن الإقليمي. فالمجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى والجهات الفاعلة في البحر الأحمر، تراقب الوضع بدقة لأسباب تتعلق بمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة.
وفي هذا السياق، يدعو المجلس الانتقالي الجنوبي عبر تصريحات رئيس هيئة الإعلام والثقافة المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب الجنوبي وحقه في تقرير مصيره. ويؤكد الشيخ أن إقامة دولة الجنوب لن تكون خطوة انعزالية، بل على العكس، ستسهم في تعزيز الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، وترسيخ الاستقرار في منطقة شديدة الحساسية جيوسياسيًا.
تبدو التطورات المتسارعة في الجنوب اليمن جزءًا من تحول استراتيجي أوسع يشهده اليمن والمنطقة. وبينما تتواصل الاعتصامات والدعوات الشعبية الداعية لإعلان دولة الجنوب العربي، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن هذه المطالب ليست وليدة اللحظة، بل تتويجًا لمسار طويل من النضال.
سواء اتخذت الخطوة قريبًا أم لاحقًا، فإن الجنوب بلا شك يقف اليوم أمام مفترق طرق تاريخي، قد يفتح بابًا لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي أو يعيد تشكيل المشهد اليمني بالكامل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
