مصر حاضنة فنّ التلاوة.. كيف يعزز برنامج "دولة التلاوة" مكانة الوطن في خدمة القرآن الكريم؟
يمثل برنامج دولة التلاوة، الذي يأتي كثمرة تعاون نوعي بين وزارة الأوقاف المصرية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حدثًا ثقافيًا ودينيًا بارزًا في المشهد المصري والعربي.
هذا البرنامج الطموح هو أكثر من مجرد مسابقة؛ إنه فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب القرآنية الشابة وتأهيلها من جميع محافظات مصر، بهدف تعزيز المشهد الديني والثقافي عبر الأصوات الجميلة والإظهار القرآني المتقن.
لقد أعاد برنامج دولة التلاوة تسليط الضوء على مكانة مصر الرائدة كـالمدرسة المصرية في التلاوة التي علّمت العالم أصول الأداء والخشوع.
مواعيد العرض وشبكة البث: كيف تتابع "دولة التلاوة"؟
لقد وُضع برنامج دولة التلاوة على خريطة المشاهدة الأسبوعية للجمهور المهتم بالقرآن الكريم والمقامات الصوتية. يُذاع البرنامج بانتظام يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وهو موعد ثابت ينتظره الملايين، وذلك في تمام الساعة التاسعة مساءً.
ويُعرض برنامج دولة التلاوة عبر شبكة واسعة من القنوات الفضائية المصرية الرائدة، لضمان وصوله إلى أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة. تشمل القنوات الناقلة كلًا من قناة الحياة وقناة CBC وقناة الناس. إضافة إلى البث التلفزيوني التقليدي، يتميز البرنامج بتواجده القوي على المنصات الرقمية، حيث يُتاح للمشاهدة عبر المنصة الرقمية الشهيرة Watch It، مما يضمن مرونة المشاهدة في أي وقت ومكان. هذا التوزيع الواسع يعكس الأهمية الكبرى التي توليها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لهذا المشروع القومي الديني.
جوائز دولة التلاوة: دعم مادي ومعنوي غير مسبوق
أحد أبرز العوامل التي جعلت من برنامج دولة التلاوة محط أنظار الجميع هو الحجم الهائل والنوعية الفريدة لجوائزه. تبلغ قيمة جوائز برنامج دولة التلاوة الإجمالية مبلغًا ضخمًا يصل إلى 3.5 مليون جنيه مصري. هذا الدعم المادي ليس مجرد حافز، بل هو استثمار مباشر في مستقبل حفظة القرآن الكريم وتشجيعهم على التفوق في إتقان كتاب الله.
تفصيل الجوائز الكبرى والفرص الثمينة
توزَّع الجائزة الكبرى في المسابقة على فرعين رئيسيين، وهما: فرع الترتيل وفرع التجويد. يحصل الفائز بالمركز الأول في كل فرع منهما على مليون جنيه مصري. لكن المكافأة لا تتوقف عند الجانب المالي، بل تمتد لتشمل تكريمًا معنويًا لا يُقدّر بثمن، يعزز مكانة القارئ في المشهد الديني المصري:
تسجيل المصحف كاملًا: يُمنح الفائزان (في الترتيل والتجويد) الفرصة الحصرية لتسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوتيهما.
البث عبر قناة مصر قرآن كريم: يتم إذاعة التسجيلات القرآنية لهما عبر قناة مصر قرآن كريم الرسمية، ما يضمن خلود أصواتهما وانتشارها.
إمامة المصلين: يُكرّمان أيضًا بشرف إمامة المصلّين في صلاة التراويح في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة خلال شهر رمضان القادم، وهو تكريم تاريخي يضعهما في صدارة القراء المصريين.
جوائز المراكز التالية وتشجيع التنافس
كما يحرص برنامج دولة التلاوة على تقدير المواهب التي تلي القمة، لتعزيز روح التنافس الصحي بين جميع المشاركين. ينال الفائزون بالمركز الثاني في فرعي التجويد والترتيل مبلغ 500 ألف جنيه لكل فرع. أما أصحاب المركز الثالث في كل فرع، فيحصلون على 250 ألف جنيه. هذا التوزيع المدروس للجوائز يضمن استمرار الدعم لأكثر من متسابق، ويزيد من جاذبية البرنامج كمنصة مميزة لعدد كبير من المتسابقين لعرض قدراتهم وإيصال صوتهم إلى جمهور واسع.
لجنة التحكيم: نخبة من الخبرة الدينية والفنية
تُعد لجنة التحكيم في برنامج دولة التلاوة ركيزة أساسية لضمان العدالة والمصداقية العالية للمسابقة. تضُم اللجنة نخبة من كبار العلماء والمختصين الذين يمثلون قامات في علوم القرآن والمقامات الصوتية.
الشيخ حسن عبد النبي: وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف في الأزهر الشريف، ما يضمن التدقيق التام في أحكام التلاوة.
الدكتور طه عبد الوهاب: خبير الأصوات والمقامات، ويُعنى بتقييم الجانب الفني والجمالي للأداء.
الداعية الإسلامي مصطفى حسني: يضيف بعدًا دعويًا وتربويًا هامًا لعملية التقييم.
القارئ الشيخ طه النعماني: وهو أحد الأصوات المصرية العريقة، ويمثل المدرسة الأصيلة في التلاوة.
هذه التوليفة الفريدة من الخبرات الدينية والفنية تمنح المسابقة مصداقية كبيرة على المستويين العلمي والجماهيري، وتشجع المشاركين على بذل أقصى جهودهم للوصول إلى أعلى مستويات الأداء.
رد فعل الأوقاف وإشادة الفنانين: إحياء المدرسة المصرية
لم يقتصر التفاعل مع برنامج دولة التلاوة على الجمهور وحسب، بل حظي بإشادة رسمية وفنية واسعة النطاق.
بيان وزارة الأوقاف: مصر ولّادة ومكانة التلاوة
عبّرت وزارة الأوقاف المصرية عن فخرها واعتزازها بانطلاق المسابقة من أرض مصر، التي وصفتها بأنها كانت – وستظل – الحاضنة الكبرى لفنّ التلاوة. وأكدت الوزارة أن المدرسة المصرية في التلاوة هي المدرسة التي نهلت منها الشعوب معاني الجمال، وتعلّمت على أيدي قرّائها أصول الأداء وروح الخشوع.
وشددت الأوقاف في بيانها على أن التفاعل الكريم مع برنامج "دولة التلاوة" لم يكن مجرد متابعة إعلامية، بل "كان حضورًا وجدانيًّا يعبّر عن تقدير راسخ لهذا التراث، ووعيٍ أصيل بقيمة المدرسة المصرية التي امتد عطاؤها عبر عقود طويلة". وأضافت أن المتابعة الواعية و"الكلمات النبيلة" من الجمهور أضفت على المسابقة روحًا خاصة، "روحًا تُعيد إلى الذاكرة مكانة مصر في خدمة كتاب الله، وتؤكد أن هذا الوطن ما زال ينطق بالقرآن حبًّا واعتزازًا ووفاءً لتاريخه العظيم".
واختتمت وزارة الأوقاف بتقديم خالص الشكر لـجمهور مصر الواعي النبيل، الذي اعتبرته الشريك الأصيل في كل جهد يُبذل لخدمة كتاب الله.
الإشادة الفنية: "جميل وهادف"
حظي البرنامج أيضًا بصدى إيجابي واسع في الأوساط الفنية، حيث أشاد الفنان حسن الرداد بالبرنامج ووصفه بأنه "جميل وهادف"، مشددًا على أن مصر "ولّادة" بالمواهب. كما تداولت الأنباء عن إشادة فنية ببرنامج "دولة التلاوة" وعن مفاجآت للمتسابقين في 2025، ما يشير إلى أن البرنامج ليس مجرد مبادرة عابرة بل مشروع استراتيجي طويل الأمد لإثراء الساحة القرآنية.
برنامج دولة التلاوة استثمار في الهوية
يُشكل برنامج دولة التلاوة محورًا هامًا لخدمة القرآن الكريم في مصر، وهو نموذج يحتذى به في الشراكة بين المؤسسات الدينية والإعلامية الكبرى.
من خلال جوائز سخية، ولجنة تحكيم ذات كفاءة عالية، ودعم قوي من وزارة الأوقاف والشركة المتحدة، يضمن البرنامج استمرار تدفق الأصوات القرآنية المتقنة، ويؤكد على مكانة مصر كـدولة التلاوة وقائدة المدرسة المصرية العريقة في هذا الفن الجليل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
