ترقب في الصاغة: الذهب يتأرجح بين 4080 دولارًا والـ 5470 جنيهًا... ما القادم؟

أسعار الذهب في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم تراجعًا محدودًا ولكنه محسوس، متأثرةً بحالة من الاستقرار الهش في السوق العالمي بعد موجة هبوط سجلت أمس.

 هذا التحرك دفع سعر الجرام للتنازل عن جزء من مكاسبه، منهيًا ارتفاعًا قادته عوامل عالمية ومحلية على مدار الأسبوع.

جاء هذا التراجع بعد أن سجلت الأونصة العالمية استقرارًا نسبيًا فوق حاجز 4080 دولارًا، مما أدى إلى انخفاض في سعر الذهب عيار 21 اليوم بقيمة بلغت 25 جنيهًا، وذلك بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته لهذا الأسبوع. 

يرصد هذا التقرير الأرقام الرسمية ويفكك العوامل الاقتصادية المعقدة، وفي مقدمتها تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي تحدد مسار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية والمحلية خلال ما تبقى من عام 2025.

تراجع بأرقام واضحة: أسعار الذهب في مصر اليوم

أظهرت بيانات السوق الصادرة صباح اليوم استجابة فورية لسوق الصاغة المصري للاستقرار النسبي الذي سجلته الأونصة العالمية عند مستوى 4080 دولارًا. هذا الاستقرار العالمي كبح جماح الارتفاعات السابقة، دافعًا الأسعار المحلية للتراجع بقيمة 25 جنيهًا في المتوسط للجرام الواحد.

يظل سعر الذهب عيار 21 اليوم هو المؤشر الأكثر أهمية للشارع المصري، حيث يمثل العيار الأكثر تداولًا واستخدامًا في المصوغات والادخار. 

وفيما يلي جدول يوضح آخر أسعار الذهب في مصر اليوم في محلات الصاغة، وهي أرقام تهم كل مستثمر وراغب في الشراء:

عيار الذهبسعر الجرام (بالجنيه المصري)ملاحظات حول التداول
عيار 246251 جنيهًاالأعلى في النقاوة والاستخدام للسبائك
عيار 215470 جنيهًاالأكثر تداولًا ومحور حركة السوق
عيار 184689 جنيهًايستخدم بشكل أساسي للمصوغات والمشغولات
الجنيه الذهب43760 جنيهًايعادل 8 جرامات من عيار 21

هذه التراجعات، وإن كانت محدودة، تشير إلى مدى ارتباط السوق المصري بالديناميكيات العالمية. فعندما يستقر سعر أونصة الذهب عالميًا، ينعكس ذلك فورًا على حركة البيع والشراء في الصاغة المحلية، مما يؤكد أن الجزء الأكبر من حركة الأسعار في مصر مرتبط بسعر الدولار في السوق الموازي والعوامل العالمية المؤثرة على الدولار نفسه.

العلاقة العكسية: الفائدة والفيدرالي وملك المعادن

تستمر توقعات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) في لعب دور "المهندس" الرئيسي لحركة سعر الذهب العالمي. حيث أن أي تراجع في التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية يرسل إشارات سلبية للمعدن الأصفر، وهو ما حدث مؤخرًا.

لقد شهدت التوقعات بقيام الفيدرالي بخفض الفائدة تراجعًا واضحًا، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب. ويعود ذلك إلى أن خفض الفائدة الأمريكية يعد أمرًا إيجابيًا للذهب؛ لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب.

تفسير المفهوم الاقتصادي: الذهب، على عكس السندات الحكومية أو الودائع المصرفية، لا يقدم لحامله أي عائد دوري (فائدة). لذلك، عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، تصبح الأصول التي تدر عائدًا، مثل السندات، أكثر جاذبية للمستثمرين، مما يدفعهم لبيع الذهب والتحول إلى هذه الأصول. أما عندما تنخفض الفائدة (أو تتراجع التوقعات بخفضها)، يصبح الذهب خيارًا أفضل للاحتفاظ بالقيمة، ما يؤدي لارتفاع سعره.

تراجع التوقعات: تظهر توقعات الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 46% فقط أن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع شهر ديسمبر، وذلك بعد أن كانت التوقعات تصل إلى 50%. هذا التراجع في نسبة التوقع يفسر الضغط البيعي الذي تعرض له الذهب مؤخرًا. أي تصريحات "أكثر تشددًا" من مسؤولي الفيدرالي، أو بيانات اقتصادية أمريكية قوية، تدفع المستثمرين إلى تقليل حيازتهم من الذهب.

تضارب البيانات والتوقعات: سيناريوهات 2025 أمام الذهب

لتحليل توقعات سعر الذهب للفترة المتبقية من عام 2025، يجب النظر إلى عاملين رئيسيين: البيانات الاقتصادية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية.

1. تأثير بيانات التضخم والوظائف:

تشير نتائج الأبحاث إلى أن الذهب يهبط بعد بيانات التضخم في أمريكا، خاصة إذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع، لأن ذلك يعطي الفيدرالي مبررًا أكبر لتأجيل خفض الفائدة. ويترقب السوق أيضًا تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)؛ فبيانات الوظائف القوية تدعم الدولار وتضع ضغطًا هبوطيًا على الذهب، بينما البيانات الضعيفة قد تدفع الفيدرالي نحو خفض الفائدة لدعم الاقتصاد، وهو ما يدعم الذهب للصعود مجددًا. التذبذب الحالي حول مستوى 4080 دولارًا للأونصة هو انعكاس لهذا الترقب الحذر.

2. المخاطر الجيوسياسية كملاذ آمن:

يظل الذهب ملاذًا آمنًا تقليديًا، خاصة في أوقات التوترات الجيوسياسية. فالصعود التاريخي للذهب غالبًا ما كان مدفوعًا بحالة عدم اليقين العالمي، سواء بسبب الأزمات الإقليمية أو التوترات التجارية.

في حال تصاعدت التوترات الجيوسياسية مجددًا، فإن الطلب على الذهب سيرتفع بشكل كبير، مما قد يدفع سعر الأونصة لتجاوز مستوى 4130 دولارًا والتوجه نحو مستويات قياسية جديدة (توقعات بعض المحللين تشير إلى إمكانية وصوله إلى 4200 دولار في بيئة متوترة). وعلى النقيض، إذا انحسرت هذه التوترات بشكل واضح، قد يواجه الذهب ضغوطًا هبوطية.

يشهد سوق الذهب في مصر والعالم اليوم حالة من التوازن الهش، حيث تتصارع قوة الدولار (المدعومة بتراجع توقعات خفض الفائدة) مع جاذبية الذهب كملاذ آمن.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1