كيف يشكل "تحالف الشر الثلاثي" أخطر تهديد على الجنوب العربي ومستقبل المنطقة؟

تعبيرية
تعبيرية

تكشف التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة في اليمن عن ملامح تحالف سري لكنه فعّال، يجمع بين المليشيات الحوثية (ذات التوجه الطائفي المدعوم من إيران)، والمليشيات الإخوانية (ذات الأجندة السياسية والعقائدية العابرة للحدود)، وتنظيم القاعدة (الواجهة التنفيذية للإرهاب).

 هذا التخادم، الذي يطلق عليه هنا "تحالف الشر الثلاثي"، يتجاوز الخلافات الأيديولوجية المعلنة لأطرافه، ليجتمع على هدف واحد وواضح: ضرب الجنوب العربي وإرباك مسار استقراره السياسي والأمني.

يشكل هذا التحالف تهديدًا وجوديًا للمشروع الوطني الجنوبي الذي يسعى إلى بناء دولة مستقرة خالية من الإرهاب والوصاية. الوقائع الموثقة لعمليات التنسيق الميداني والإعلامي تؤكد أن الهدف المشترك هو إجهاض النجاحات العسكرية والسياسية التي تحققت في الجنوب، وإبقاء المنطقة في حالة استنزاف وفوضى دائمة، بما يخدم أجندات إقليمية معادية للأمن العربي المشترك.

هندسة التخادم: أدوار موزعة في "حرب الظلال"

يعمل هذا التحالف المركّب ضمن استراتيجية "حرب الظلال" التي تعتمد على تقسيم الأدوار والمسؤوليات لتحقيق أقصى درجات الفوضى والضرر دون ترك بصمات واضحة لأي طرف بمفرده. التنسيق يتم على مستويات متعددة:

المليشيات الحوثية (التغذية بالمعلومات والسلاح): تقوم بتزويد فصائل الإخوان والقيادات الإرهابية بالدعم اللوجستي، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية والسلاح، مستغلة سيطرتها على مناطق واسعة لفتح خطوط الإمداد والتنقل لعناصر الإرهاب.

المليشيات الإخوانية (الغطاء السياسي والإعلامي): توظف هذه المليشيات أدواتها الدعائية والسياسية والإعلامية لخلق حالة من الفوضى الإعلامية وتغذية النزاعات الداخلية تحت عناوين زائفة. يتمثل دورها في توفير الغطاء السياسي لعناصر التنفيذ الإرهابية وتبرير الأجندات التخريبية.

تنظيم القاعدة (الذراع التنفيذية الميدانية): يتولى التنفيذ الميداني للعمليات الإرهابية النوعية والموجهة. تستهدف هذه العمليات بشكل أساسي القوات المسلحة الجنوبية والبنية الأمنية والمنشآت الحيوية، لتقويض الثقة في المؤسسات الأمنية الجنوبية وكسر إرادة الجنوبيين.

هذا المزيج يجمع بين التطرف الطائفي (الحوثي)، والتطرف العقائدي والسياسي (الإخوان)، والتنفيذ الإجرامي (القاعدة)، ما يجعله يمثل تهديدًا شاملًا ومتعدد الأبعاد، غير تقليدي، لمنظومة الأمن الإقليمي والدولي.

دعم الجنوب: ضرورة استراتيجية لحماية الأمن الإقليمي

بالنظر إلى أن الجنوب خاض معارك طويلة ضد الإرهاب وقدم تضحيات جسيمة، فإن الوقوف بجانبه لم يعد "موقفًا تضامنيًا فحسب، بل هو دفاع عن الأمن الإقليمي". إن نجاح هذا التحالف التخريبي في تقويض استقرار الجنوب سيؤدي حتمًا إلى تمدد الإرهاب بأقنعته المتعددة إلى المضايق الدولية والممرات المائية الحيوية ومن ثم إلى عمق المنطقة.

لذا، تزداد أهمية دعم الجنوب في معركته المصيرية من خلال:

تعزيز القدرات العسكرية والأمنية: دعم القوات المسلحة الجنوبية بالعتاد والتدريب والمعلومات الاستخباراتية اللازمة لمواجهة حرب مركبة تتطلب قدرات عالية في الردع العسكري والعمل الاستخباراتي الوقائي.

التمكين السياسي والاقتصادي: دعم المؤسسات الجنوبية لتبقى نموذجًا ناجحًا للاستقرار في المنطقة، مما يقوي الجبهة الداخلية ويسد الثغرات التي يمكن أن يستغلها التحالف الإرهابي لتغذية النزاعات.

في ظل تنامي المؤشرات على تصعيد منسق، فإن رص الصفوف وتعزيز وحدة الموقف الوطني في الجنوب يمثلان خط الدفاع الأول لمواجهة هذا الخطر المشترك. فالجنوب اليوم لا يدافع فقط عن أرضه ومستقبله، بل يدافع عن مصالح المنطقة بأسرها في وجه قوى تهدف إلى إغراق الجميع في الفوضى.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1