الزُبيدي يلتقي بن بريك في أبوظبي لمناقشة الأوضاع الوطنية وتعزيز الجهود الاقتصادية والخدمية

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، التقى اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم السبت، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، لمناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية على الساحة الوطنية، وبحث سبل تحسين حياة المواطنين وتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة.

يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة اجتماعات متواصلة يعقدها الزُبيدي مع قيادات الدولة بهدف توحيد الجهود الوطنية، ومواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي أثرت على حياة المواطنين والخدمات الأساسية.

ملفات اقتصادية ومعيشية في صدارة النقاش

خلال اللقاء، تمت مناقشة عدد من الملفات الحيوية التي تمس حياة المواطن اليومية، وعلى رأسها ملف الخدمات العامة، وتحسين الوضع المعيشي، واستقرار العملة المحلية. كما تم التطرق إلى ضرورة مضاعفة الجهود الحكومية في تفعيل الإيرادات، وضبط الموارد المالية بما يضمن توجيهها نحو تحسين الخدمات في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم.

وأكد الرئيس الزُبيدي في حديثه أن المرحلة الراهنة تتطلب تكاتفًا وطنيًا واسعًا بين الحكومة والمجالس المحلية وكافة القوى السياسية، مشددًا على أهمية تبني حلول اقتصادية عاجلة للتخفيف من معاناة المواطنين. كما أشار إلى ضرورة تفعيل الرقابة على الأداء الحكومي ومحاسبة المقصرين في أداء واجباتهم تجاه الشعب.

من جانبه، ثمّن رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم بن بريك الدعم الكبير الذي يقدمه الرئيس الزُبيدي في سبيل إنجاح عمل الحكومة وتسهيل مهامها، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على تنفيذ خطة إصلاح شاملة تشمل تحسين كفاءة الإنفاق العام وتفعيل مؤسسات الدولة في كل المحافظات، مع التركيز على المناطق المحررة التي تحتاج إلى دعم عاجل لتأهيل بنيتها التحتية.

تعزيز العمل المشترك وتوحيد الجهود

اللقاء في أبوظبي حمل رسائل واضحة حول أهمية توحيد الجهود الوطنية في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد. وأكد الجانبان أن الأولوية اليوم هي تحسين الوضع الاقتصادي وتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية والمحررة، بما يخلق بيئة مناسبة للتنمية وجذب الاستثمارات.

كما ناقش اللقاء خطط الحكومة المستقبلية في الجانب الخدمي، وضرورة المتابعة الميدانية لأداء الوزارات والمؤسسات لضمان تنفيذ المشاريع التنموية في مواعيدها المحددة. وشدد الزُبيدي على أهمية الشفافية في إدارة الموارد العامة، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه دون أي تجاوزات أو فساد إداري.

وأكد الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيواصل دعم الحكومة في جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسينات ملموسة في الخدمات الأساسية بفضل التنسيق المشترك بين مختلف الجهات التنفيذية.

أهمية اللقاء في ظل المرحلة الراهنة

يأتي هذا اللقاء في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية كبيرة، بسبب تراجع الإيرادات وارتفاع كلفة المعيشة، إلى جانب الظروف الأمنية والسياسية التي تلقي بظلالها على الاستقرار العام.

ويُعد هذا الاجتماع تأكيدًا على التقارب بين المجلس الانتقالي والحكومة في العمل بروح الشراكة والمسؤولية الوطنية لمواجهة هذه التحديات. كما يعكس التزام القيادة السياسية بقيادة الزُبيدي وبن بريك بمبدأ الحوار والتعاون لتحقيق أهداف التنمية والإصلاح.

ويرى مراقبون أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو إعادة هيكلة الأداء الحكومي وتحديد الأولويات الوطنية بما يتوافق مع تطلعات المواطنين، خاصة في الملفات التي تتعلق بالخدمات اليومية كالكهرباء والمياه والرواتب والدعم الاجتماعي.

توجيهات الزُبيدي لدعم المواطن وتحسين الخدمات

في ختام اللقاء، شدد  الزُبيدي على ضرورة أن تنعكس الجهود الحكومية بشكل مباشر على تحسين معيشة المواطن، داعيًا إلى العمل على سرعة معالجة ملفات الكهرباء والمياه والمرتبات المتأخرة. كما وجه بضرورة متابعة تنفيذ برامج الدعم السكني والمشروعات الخدمية بالتنسيق مع الجهات المختصة في الداخل والخارج.

وأكد الزُبيدي أن المجلس الانتقالي سيواصل العمل بشفافية وانفتاح مع جميع القوى الوطنية، مشيرًا إلى أن هدف الجميع هو خدمة المواطن وتحقيق الاستقرار. كما دعا إلى تعزيز التعاون مع الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين تلعبان دورًا محوريًا في دعم التنمية وإعادة الإعمار.

من جهته، عبّر رئيس الوزراء بن بريك عن تقديره لمواقف الزُبيدي الوطنية الداعمة للحكومة، مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق مشاريع خدمية وتنموية جديدة في عدد من المحافظات، ضمن خطة شاملة لتحسين البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

رسائل اللقاء ودلالاته السياسية

يحمل اللقاء في طياته عددًا من الرسائل السياسية المهمة، أبرزها التأكيد على الانسجام والتنسيق بين القيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، بما يسهم في تحقيق أهداف المرحلة الانتقالية.

كما يعكس اللقاء الاستقرار في العلاقة بين المكونات السياسية داخل مجلس القيادة الرئاسي، والحرص على تجاوز الخلافات من أجل مصلحة الوطن والمواطن. ويؤكد أن العمل المشترك هو الطريق الوحيد لمواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية التي تمر بها البلاد.

اللقاء بين القائد عيدروس الزُبيدي ورئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك في أبوظبي يمثل خطوة عملية نحو توحيد الرؤية الوطنية وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الراهنة. ومن شأن هذه اللقاءات الدورية أن تسهم في بناء نهج إداري واقتصادي متوازن يعيد الثقة للمواطنين، ويدعم عملية التنمية والاستقرار في البلاد.

وبينما تتواصل اللقاءات والمشاورات، يأمل الشارع اليمني أن تترجم هذه الجهود إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، من خلال تحسين الخدمات وتخفيف الأعباء المعيشية وتحقيق تطلعات الشعب في حياة كريمة ومستقرة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1