عيد القوات المسلحة الجنوبية.. يوم تتجسد فيه معاني التضحية والوفاء
يُعد عيد القوات المسلحة الجنوبية في سبتمبر من أهم المناسبات الوطنية التي تحتل مكانة رفيعة في وجدان أبناء الجنوب، فهو ليس مجرد تاريخ يُسجل في الذاكرة، بل محطة متجددة لتجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء، واستحضار مسيرة طويلة من النضال والكفاح الذي خاضه رجال القوات المسلحة دفاعًا عن الأرض والهوية والكرامة.
هذا اليوم الوطني يعكس حقيقة راسخة مفادها أن القوات المسلحة الجنوبية لم تكن يومًا مجرد تشكيل عسكري، بل مؤسسة وطنية ودرع حامي للجنوب، امتلكت منذ تأسيسها قوة عقائدية وتنظيمية راسخة، جعلتها ركيزة الأمن والسيادة لعقود طويلة.
جذور تاريخية للجيش الجنوبي قبل 1990
قبل الوحدة اليمنية عام 1990م، لعب الجيش الجنوبي دورًا بارزًا في حماية الدولة الجنوبية والدفاع عن سيادتها. فقد تأسس على أسس وطنية متينة، وتمتع بخبرات قتالية وتنظيمية متقدمة جعلته واحدًا من أبرز الجيوش في المنطقة.
ساهم هذا الجيش في حماية المكتسبات الوطنية لشعب الجنوب، وكان العمود الفقري للأمن والاستقرار، وارتبط اسمه بسنوات من التضحية والوفاء.
لكن بعد 1990م، وما أعقبها من تهميش وإقصاء وإلغاء لمؤسساته، وجد الضباط والجنود الجنوبيون أنفسهم أمام تحدٍ كبير، إلا أنهم لم يتخلوا عن قضيتهم، بل حملوا مشعل النضال السلمي مع انطلاق الحراك الجنوبي، وأسهموا في إبقاء القضية حيّة حتى عادت قواتهم اليوم إلى موقعها الطبيعي كجيش منظم وفاعل.
القوات المسلحة الجنوبية اليوم
اليوم، لم تعد القوات المسلحة الجنوبية مجرد تشكيل عسكري محدود، بل أصبحت مؤسسة وطنية راسخة تنطلق من شرعية الشعب الجنوبي وتستمد قوتها من ثقة المواطنين.
فهي جيش الشعب، من الشعب وإليه، ملك لكل بيت جنوبي، وحصن لكل أسرة، ودرع يحمي الجميع.
تقوم القوات المسلحة الجنوبية بمهام متعددة، أبرزها:
مواجهة الإرهاب والتطرف والجماعات المسلحة.
حماية السيادة الوطنية وصون الهوية الجنوبية.
تعزيز الأمن الداخلي وضمان الاستقرار المجتمعي.
المساهمة في حماية الملاحة البحرية وأمن الطاقة العالمي.
هذه المهام جعلت منها قوة إقليمية فاعلة، وشريكًا أساسيًا للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وحماية أمن المنطقة.
رسالة سياسية وعسكرية في يوم الجيش الجنوبي
الاحتفاء بعيد القوات المسلحة الجنوبية لا يقتصر على الطابع الاحتفالي فقط، بل يحمل رسائل سياسية وعسكرية مهمة.
فهو يؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية ثابتة على التزامها الوطني، وفي الوقت نفسه منفتحة على الشراكة مع الأشقاء الإقليميين والدوليين، بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما يعكس هذا اليوم وعيًا شعبيًا عميقًا بأن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن التحديات لا تزال قائمة، مما يتطلب التكاتف خلف القوات المسلحة لتبقى صمام الأمان والعين الساهرة على مستقبل الجنوب.
دور التحالف العربي ودعم القوات المسلحة الجنوبية
لا يمكن الحديث عن نجاحات القوات المسلحة الجنوبية دون الإشارة إلى الدعم الكبير الذي قدمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
فقد أسهم هذا الدعم في تعزيز قدرات القوات الجنوبية وتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، والتصدي للجماعات الإرهابية التي حاولت زعزعة استقرار الجنوب والمنطقة.
وقد عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، مرارًا، عن تقديره العميق لهذا الدعم، مؤكدًا أن هذه الشراكة الإقليمية ساهمت في حماية الأمن المشترك وتعزيز الاستقرار على المستويين المحلي والإقليمي.
القوات المسلحة الجنوبية.. مدرسة للتضحية والإخلاص
لقد أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية، بل مدرسة يتعلم منها الأجيال معاني الوفاء والانضباط والإخلاص.
كل جندي وضابط في صفوفها يمثل قصة تضحية، وكل شهيد ارتقى في الميدان يمثل رمزًا خالدًا للكرامة.
ومع تجدد ذكرى هذا اليوم الوطني، يؤكد أبناء الجنوب أن جيشهم سيظل راية وطنية خفّاقة، ورمزًا للتضحية والإخلاص، وقوة رادعة لكل من يحاول النيل من الجنوب وأمنه وهويته.
تطلعات مستقبلية
مع احتفالات سبتمبر بعيد القوات المسلحة الجنوبية، تتجدد آمال أبناء الجنوب في استعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990م.
فالجيش اليوم يمثل السند المكين لشعب الجنوب في معركته التحررية، وهو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة، التي تضمن العدالة والمواطنة المتساوية والتنمية المستدامة.
إن عيد القوات المسلحة الجنوبية ليس مجرد ذكرى، بل هو تجديد للعهد والوعد، بأن يبقى هذا الجيش الحصن المنيع، والعين الساهرة على أمن واستقرار الجنوب، والدرع الواقي لمستقبله.
فهو جيش الشعب، من الشعب وإليه، سيظل عنوانًا للهوية والسيادة، حتى يتحقق حلم الجنوبيين باستعادة دولتهم كاملة السيادة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
