رفع الجاهزية العسكرية الجنوبية.. استراتيجية راسخة لحماية الوطن
يمثل رفع الجاهزية العسكرية الجنوبية سياسة ثابتة وراسخة في عقيدة القوات المسلحة الجنوبية، إذ يُنظر إليه باعتباره الركيزة الأهم في تعزيز القدرات القتالية وتمكين المؤسسة العسكرية من مواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي تحيط بالجنوب.
وفي هذا السياق، بعث الجنوب برسالة جديدة إلى الداخل والخارج عبر عرض عسكري مهيب نظمه اللواء الرابع عشر صاعقة في الذكرى السادسة لتأسيسه، والذي جاء متزامنًا مع الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس الجيش الجنوبي.
عرض عسكري مهيب.. روح الانضباط والالتزام
أحيت قيادة اللواء الرابع عشر صاعقة هذه الذكرى من خلال عرض عسكري مهيب جسّد الانضباط والجاهزية القتالية العالية لمنتسبي اللواء. بدأت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني الجنوبي، تلاها استعراض ميداني شاركت فيه وحدات رمزية من اللواء، عكست مستوى عاليًا من التدريب والانضباط.
وفي كلمة ألقاها العميد الركن عثمان حيدرة معوضه قائد اللواء، عبّر عن اعتزازه الكبير بمستوى الجاهزية القتالية التي يتمتع بها ضباط وأفراد اللواء، مؤكدًا أن اللواء الرابع عشر صاعقة يقف في كامل الاستعداد لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية، ممثلة بالقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية اللواء عيدروس قاسم الزبيدي.
يقظة دائمة لمواجهة التحديات
شدد العميد معوضه على أن الظروف الأمنية الراهنة تتطلب اليقظة الدائمة والانضباط العسكري الصارم لمواجهة التحديات المستمرة التي تهدد الجنوب، مؤكدًا أن أفراد اللواء على أهبة الاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن والدفاع عن مكتسباته.
وأضاف أن الميادين القتالية في أبين والضالع وكرش ومودية والعاصمة عدن تظل شاهدًا حيًا على التضحيات والانتصارات التي حققها اللواء منذ تأسيسه، حيث تصدى بفاعلية للمليشيات الإرهابية وقوى الغزو التي حاولت النيل من أمن واستقرار الجنوب.
التدريبات العسكرية.. ركيزة استراتيجية
لا تقتصر أهمية هذه العروض على كونها مظاهر احتفالية، بل إنها تمثل أداة استراتيجية تعكس صلابة المؤسسة العسكرية الجنوبية. فالتدريبات العسكرية الدورية والعروض الميدانية تؤكد على جاهزية القوات لمواجهة أي تهديدات محتملة، وتعكس مستوى عاليًا من الانضباط والتماسك.
من الناحية العسكرية، تعد هذه الفعاليات بمثابة اختبار عملي للقدرات القتالية، حيث تحاكي ظروف القتال الواقعية وتعزز من كفاءة المقاتلين. ومن الناحية السياسية، توجه رسائل واضحة للأطراف المعادية بأن الجنوب يمتلك قوة عسكرية قادرة على حماية حدوده ومصالحه الاستراتيجية.
رسائل متعددة الأبعاد
تحمل هذه الفعاليات رسائل طمأنة للمجتمع الجنوبي، إذ تؤكد أن قواته المسلحة في حالة استعداد دائم لحماية الأمن والاستقرار، مما يرسخ ثقة الشعب بدور الجيش كحارس للوطن. كما أنها تبرز صورة الجنوب كقوة إقليمية صاعدة تسعى لتثبيت حضورها في محيط مضطرب مليء بالصراعات.
القيادة الجنوبية، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تبدي إصرارًا واضحًا على المضي في مسار بناء جيش حديث ومتطور، يستند إلى الانضباط الصارم والتدريب النوعي المتواصل، بما يضمن جاهزية قتالية عالية قادرة على مواجهة مختلف التحديات.
الجنوب.. من التضحيات إلى بناء القوة
منذ تأسيس الجيش الجنوبي قبل أكثر من نصف قرن، ارتبطت المؤسسة العسكرية الجنوبية بتاريخ طويل من التضحيات والنضال. فقد خاض أبناء الجنوب معارك شرسة دفاعًا عن هويتهم وأرضهم وكرامتهم، وأسهموا في دحر قوى الغزو والإرهاب في مراحل متعددة. واليوم، تمثل العروض العسكرية والجاهزية القتالية استمرارًا لذلك الإرث النضالي، ورسالة مفادها أن الجنوب ماضٍ قدمًا نحو حماية أرضه وترسيخ مكانته.
بناء جيش حديث لمستقبل الجنوب
التحولات الراهنة في المنطقة تتطلب امتلاك جيش منظم ومجهز بشكل حديث، وهو ما تسعى إليه القيادة الجنوبية. فالعروض العسكرية مثل تلك التي نظمها اللواء الرابع عشر صاعقة، لا تعكس فقط القدرات الحالية، بل تؤشر أيضًا على رؤية استراتيجية تهدف إلى تطوير المؤسسة العسكرية لتكون قادرة على حماية الجنوب وضمان أمنه واستقراره في المستقبل.
كما أن هذه الفعاليات تحمل رسالة قوية مفادها أن الجنوب لا يسعى فقط إلى الدفاع عن نفسه، بل يطمح إلى أن يكون رقمًا صعبًا في معادلات الأمن الإقليمي، من خلال بناء قوة عسكرية حديثة تتسم بالكفاءة والاحترافية.
إن رفع الجاهزية العسكرية يمثل أحد أهم الثوابت في العقيدة العسكرية الجنوبية، ويعكس إرادة صلبة لدى القيادة والشعب على حد سواء في مواصلة مسيرة الدفاع عن الأرض وحماية السيادة. ومع العروض العسكرية المهيبة التي تجسد الانضباط والالتزام، يثبت الجنوب للعالم أنه قوة صاعدة قادرة على مواجهة التحديات وصون المكتسبات الوطنية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
