الجيش الجنوبي.. 54 عامًا من البطولة وحماية السيادة
يحيي أبناء الجنوب العربي، في الأول من سبتمبر، الذكرى الرابعة والخمسون لتأسيس عيد الجيش الجنوبي، مناسبة وطنية خالدة تعكس تاريخ مؤسسة عسكرية كانت على مدار العقود الماضية الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار، وحصنًا يحمي السيادة الوطنية ويصون الهوية الجنوبية.
الجيش الجنوبي مدرسة وطنية
لم يكن الجيش الجنوبي مجرد تشكيل عسكري تقليدي، بل كان منذ اللحظة الأولى مدرسة وطنية صقلت الأجيال، وأسهمت في حماية الأرض وصون الهوية الوطنية والدفاع عن خيارات الشعب. لقد جسدت المؤسسة العسكرية الجنوبية على الدوام حضور الجنوب ككيان مستقل يتمتع بإرادة حرة، قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدفاع عن مكتسباته.
منذ نشأته، امتاز الجيش بالانضباط والاحترافية، وعمل على بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، وحماية حدودها، فضلًا عن دوره البارز في ترسيخ قيم الانتماء الوطني لدى الشباب والأجيال الجديدة.
كما أصبح رمزًا للهيبة وجدارًا منيعًا أمام الأطماع الخارجية، ليبعث برسالة طمأنة للمواطن الجنوبي بأن مقدراته في أمان تام.
محاولات التدمير بعد حرب 1994
غير أن هذا التاريخ المجيد لم يكن خاليًا من المحن. فقد واجه الجيش الجنوبي مؤامرة خبيثة عقب حرب 1994، عندما اجتاحت قوى الاحتلال اليمني الجنوب، وسعت إلى تدمير البنية العسكرية بشكل منظم.
تم تسريح عشرات الآلاف من الضباط والجنود، في محاولة لطمس تاريخ هذه المؤسسة وإضعاف حضورها الوطني.
ورغم محاولات التهميش والإقصاء، بقيت روح الجيش متقدة في وجدان الشعب الجنوبي، وظلت الكفاءات العسكرية التي جرى إقصاؤها حاضرة على الأرض مع كل منعطف وطني، تنتظر اللحظة المناسبة للعودة إلى الميدان واستعادة المجد.
عودة المشروع التحرري وبناء الجيش
مع انطلاق الحراك الجنوبي وعودة المشروع التحرري، لعبت هذه الخبرات دورًا محوريًا في إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية، التي أصبحت اليوم إحدى الركائز الأساسية لمواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك التصدي للمليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها المليشيات الإخوانية، بما يحمي الأمن القومي الجنوبي ويؤكد استقلالية القرار الوطني.
لقد أثبتت التجارب أن إعادة بناء الجيش لم يكن مجرد هدف عسكري، بل كان مشروعًا وطنيًا متكاملًا يعكس إرادة الشعب الجنوبي في استعادة دولته وهويته، ويعزز من حضور المؤسسات الوطنية كركيزة للتنمية والاستقرار.
الجيش الجنوبي اليوم.. قوة ووحدة
اليوم، أصبح الجيش الجنوبي مؤسسة عسكرية متماسكة واحترافية، يتمتع بقدرة عالية على حماية الحدود والدفاع عن السيادة. ويجسد الروح الوطنية الجنوبية، ويعكس التزام القيادة السياسية والأمنية بالحفاظ على مكتسبات الشعب، وإرساء دعائم الدولة الفيدرالية الجنوبية التي يسعى إليها أبناء الجنوب.
الذكرى الرابعة والخمسون.. رسالة وفاء
إحياء ذكرى عيد الجيش الجنوبي ليس مجرد استحضار للماضي، بل هو تأكيد على استمرار الدور الوطني لهذه المؤسسة. فالجيش، من خلال تضحياته وبطولاته المتجددة في الجبهات، يعبر عن صمود الشعب الجنوبي، وعن التمسك بالسيادة والحرية.
وفي ظل التحديات الراهنة، تبقى هذه الذكرى رسالة وفاء لجميع رجال الجيش الذين صنعوا المجد، وتجديدًا للعهد على مواصلة درب التحرير وبناء الدولة الجنوبية الحرة. إنها دعوة للأجيال الجديدة لتقدير الدور الوطني للقوات المسلحة، والاعتزاز بما قدمه الجيش في حماية الأرض والإنسان.
أهمية الاحتفال بالعيد
تجسد الاحتفالات بعيد الجيش الجنوبي أيضًا فرصة للتأكيد على قيم الانتماء والولاء، ولتقدير جهود القوات المسلحة الجنوبية في دعم الأمن الداخلي والخارجي. كما تعمل هذه الذكرى على تعزيز الوعي الجماهيري بأهمية بناء جيش وطني متماسك قادر على مواجهة كل التحديات، وتحقيق الاستقرار والاستقلال.
يبقى الجيش الجنوبي رمزًا للوطنية والتضحيات، ومؤسسة حاضنة للهوية الجنوبية. ومع مرور 54 عامًا على تأسيسه، يظل صمام أمان الجنوب، وقوة ردع للتهديدات الخارجية، وضمانة لمستقبل الدولة الفيدرالية الجنوبية. إن ذكرى عيد الجيش ليست مجرد تاريخ، بل هي عهد مستمر بين الشعب وجيشه، ورسالة للأجيال بأن الحرية والسيادة لن تُستعاد إلا بجهود أبناء الجنوب وبالتزامهم المستمر بمؤسسة الجيش.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
