الجيش الجنوبي.. عماد الهوية وحامي السيادة في ذكرى تأسيسه

الجيش الجنوبي
الجيش الجنوبي

تحل ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي لتعيد إلى الأذهان تلك المسيرة النضالية الطويلة التي خطها أبناء الجنوب بدمائهم وتضحياتهم في سبيل الحرية وصون الهوية الوطنية. 

ففي هذه المناسبة العظيمة، يتجدد الاعتزاز بأهم مؤسسة وطنية حملت على عاتقها منذ نشأتها حماية الأرض وبناء الإنسان، لتغدو اليوم الركيزة الأساسية لمستقبل دولة الجنوب الفيدرالية المنشودة.

منذ اللحظة الأولى، لم يكن الجيش مجرد قوة عسكرية نظامية، بل كان انعكاسًا حيًا لإرادة شعب بأكمله تطلع إلى الحرية والسيادة والاستقلال.

لقد أدرك الجنوبيون باكرًا أن أي مشروع وطني أو دولة عصرية لا يمكن أن يقوم على أرض الواقع دون جيش قوي ومنظم يلتزم بثوابت الوطن ويدافع عن مصالحه العليا. ولهذا، ارتبطت نشأة الجيش الجنوبي ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية الجنوبية وبمعركة التحرير والاستقلال.

الجيش الجنوبي عبر التاريخ

شكّل تأسيس الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر منعطفًا تاريخيًا في مسيرة الجنوب. فقد امتلك الجيش في مراحله الأولى بنية قتالية متطورة مقارنة بظروف المنطقة آنذاك، ونجح في بناء وحدات منظمة عززت من مكانته كقوة دفاعية تحمي حدود الوطن وتؤمّن استقراره الداخلي. ومع مرور السنين، أصبح الجيش الجنوبي عنوانًا للوفاء والتضحية، وشارك في معارك مصيرية أثبت فيها قدرته على الصمود والانتصار.

لم يتوقف دور الجيش عند حدود الدفاع العسكري فحسب، بل تجاوز ذلك ليكون حاضنًا للقيم الوطنية ومؤسسة جامعة تعكس وحدة الشعب الجنوبي. لقد كان بحق العمود الفقري لمسيرة التحرر الوطني، ومصدر إلهام للأجيال التي حملت الراية من بعده.

الجيش الجنوبي.. قوة انتماء وولاء

لقد أثبتت التجارب أن الجيش الجنوبي ليس مجرد قوة ردع، بل هو روح وطنية نابضة تعكس معنى الانتماء والولاء. فمنذ انطلاقة المقاومة الشعبية الجنوبية، جسّد الجيش صورة البطل الذي لا يساوم على السيادة ولا يتنازل عن الهوية. وفي أصعب الظروف، كان الجنود المرابطون هم السند الحقيقي للشعب، يذودون عن الأرض ويحمون المكتسبات.

ولعل هذا الارتباط العميق بين الجيش والشعب هو ما جعل أبناء الجنوب أكثر إيمانًا بأن دولتهم الفيدرالية القادمة لن تقوم إلا على أساس جيش محترف، منظم، ومخلص لتطلعاتهم. فالدولة العصرية التي يحلم بها الجنوبيون تحتاج إلى مؤسسة عسكرية قوية تحمي وحدتها الداخلية وتصون حدودها الخارجية وتكون عنوانًا للسيادة والكرامة.

ذكرى تتجدد بالوفاء

في هذه المناسبة الوطنية الخالدة، يوجه أبناء الجنوب رسالة فخر واعتزاز إلى كل جندي مرابط على حدود الوطن. فكل موقع عسكري، وكل خندق مرابطة، وكل نقطة دفاع، ما هي إلا شهادة حية على أن إرادة الجنوب عصية على الانكسار. الجنود الجنوبيون يرسمون بصلابتهم ملامح الغد، ويثبتون أن السيادة لا تُمنح بل تُنتزع وتُصان بدماء الأبطال.

إن التمسك ببناء جيش قوي ليس ترفًا سياسيًا أو خيارًا ثانويًا، بل هو ضرورة وجودية للدولة الفيدرالية المنشودة. فمن دون مؤسسة عسكرية متماسكة، لا يمكن أن تتحقق التنمية ولا أن يهنأ الشعب بالاستقرار. ولهذا، فإن الجنوبيين وهم يستذكرون ذكرى تأسيس جيشهم، يجددون العهد على مواصلة الطريق نحو بناء دولة حديثة قائمة على أسس الأمن والسيادة.

الجيش الجنوبي وبناء المستقبل

يحمل الجيش الجنوبي اليوم مسؤولية كبيرة تتجاوز حدود الحاضر، فهو مؤسس لمستقبل يليق بتضحيات الشهداء وتطلعات الأجيال القادمة.

 فالمؤسسة العسكرية الجنوبية ليست فقط قوة دفاع، بل هي شريك أساسي في عملية بناء الدولة الفيدرالية الحديثة، عبر المساهمة في تعزيز الأمن، وتثبيت الاستقرار، ودعم عملية التنمية الوطنية.

لقد أصبح من الواضح أن أي مشروع سياسي أو اقتصادي في الجنوب لن يكتب له النجاح ما لم يكن مدعومًا بجيش محترف قادر على حماية المنجزات وصون المكتسبات. وهذا ما يعزز مكانة الجيش الجنوبي كركيزة أساسية في مشروع الدولة القادمة، وحصنًا منيعًا في وجه التحديات الإقليمية والدولية.

عهد متجدد بين الشعب والجيش

في هذه اللحظة التاريخية، يؤكد الجنوبيون من جديد أن جيشهم سيبقى مشعل الحرية وحارس السيادة. فالعلاقة التي تربط الشعب بجيشه لم تبنَ على المصالح الآنية، بل على تضحيات جسام ودماء زكية سقطت دفاعًا عن الأرض والعرض. ومن هنا، فإن الوفاء لهذا الجيش هو وفاء للوطن ذاته.

إن ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي ليست مجرد تاريخ عابر يُسجل في كتب الذاكرة، بل هي محطة سنوية لتجديد العهد بين الأجيال وقواتها المسلحة، وللتأكيد على أن الجنوب ماضٍ بخطى واثقة نحو دولته الفيدرالية المستقلة، محميًا بجيش وطني قوي، يمثل عنوان الكرامة والسيادة.

يبقى الجيش الجنوبي هو المؤسسة الوطنية الجامعة التي تستحق كل أشكال الدعم والوفاء. فهو ليس فقط حامي الحدود، بل صانع المستقبل وضامن الهوية. وفي ذكرى تأسيسه، يجدد أبناء الجنوب عهد الولاء له، ويؤكدون أن دولة الجنوب الفيدرالية المنشودة لن تبصر النور إلا بوجود جيش محترف يحميها ويصون مكتسباتها.

إنها ذكرى خالدة تجسد تضحيات الماضي، وتمنح الحاضر قوة، وترسم للمستقبل طريقًا واضحًا نحو الحرية والسيادة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1