في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي.. ذاكرة التضحيات ورمز السيادة

ذكرى تأسيس الجيش
ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي

تحل ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي لتعيد إلى الأذهان المسيرة النضالية الطويلة التي خاضها أبناء الجنوب دفاعًا عن هويتهم وأرضهم وكرامتهم. 

هذه المناسبة الوطنية لا تقتصر على كونها حدثًا تاريخيًا فحسب، بل تمثل محطة متجددة للتأكيد على أن الجيش الجنوبي كان ولا يزال هو الركيزة الأساسية في معركة التحرير والاستقلال، وهو الدرع الذي يحفظ للجنوب حاضره ويصون مستقبله.

الجيش الجنوبي.. مؤسسة عقيدة وولاء

منذ لحظة التأسيس، تميز الجيش الجنوبي بكونه جيش عقيدة وولاء، وُلد من رحم الشعب، ليكون عنوان عزته ورمز صموده. فقد حمل هذا الجيش على عاتقه مهمة الدفاع عن الجنوب، واستطاع أن يكون الدرع الحصين الذي تتحطم أمامه كل المؤامرات.

وعلى امتداد العقود الماضية، أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها ليست مجرد قوة عسكرية، بل مؤسسة وطنية متكاملة، شكّلت صمام أمان حقيقي لأبناء الجنوب. لقد جسّد الجيش الجنوبي عبر ممارساته الميدانية معنى الالتزام والانضباط، ليصبح مدرسة عسكرية خرّجت أجيالًا من القادة والمقاتلين المخلصين.

تضحيات جسام في معارك الجنوب

لقد قدّم أبطال الجيش الجنوبي تضحيات جسامًا على امتداد الجبهات. ففي ميادين القتال، ارتقى الشهداء دفاعًا عن الأرض، وفي معسكرات التدريب أُنجبت أجيال جديدة من المقاتلين، ظلوا أوفياء لقضية الوطن.

من جبال الضالع إلى وديان أبين، ومن سواحل شبوة إلى صحاري حضرموت ومرتفعات لحج، خط الجيش الجنوبي بدماء أبطاله صفحات مشرقة من التضحية والفداء. هذه المعارك لم تكن فقط مواجهات عسكرية، بل كانت جزءًا من ملحمة وطنية شاملة أكدت أن الجنوب لا يمكن أن يعيش بلا جيش يحميه.

الجيش الجنوبي وحماية الهوية الوطنية

إن الجيش الجنوبي لم يكن مجرد أداة للدفاع العسكري، بل كان الحارس الأول للهوية الوطنية الجنوبية. فقد وقف ضد كل محاولات طمس هوية الشعب أو المساس بكرامته، وصمد في وجه المشاريع التي سعت إلى زعزعة الاستقرار.

ولم تقتصر إنجازاته على حماية الحدود فحسب، بل امتدت إلى صون الكرامة، والحفاظ على إرادة أبناء الجنوب، والتأكيد للعالم أن الجنوب يمتلك قوة راسخة قادرة على فرض معادلة الاستقرار في المنطقة.

الحملات الإعلامية ومحاولات التشويه

ومع كل إنجاز يحققه الجيش الجنوبي، لم تسلم القوات المسلحة الجنوبية من الحملات الإعلامية الموجهة التي حاولت تشويه صورتها.

 فقد لجأت قوى معادية إلى استخدام خطاب مأجور يسعى لتقليل التضحيات العظيمة والتشكيك في دور الجيش.

لكن هذه الحملات لم تكن سوى انعكاس مباشر لنجاحات الجيش. فكلما تمكن من دحر الجماعات الإرهابية وكشف مخططات الفوضى، ازدادت محاولات استهدافه إعلاميًا. غير أن الحقائق الميدانية تظل أقوى من الشائعات، لتؤكد أن الجيش الجنوبي هو الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات.

الجيش الجنوبي ركيزة الاستقرار الإقليمي

لا تقتصر أهمية الجيش الجنوبي على الساحة المحلية فحسب، بل تتعداها إلى البعد الإقليمي. فقد أثبتت التجربة أن الجنوب، من خلال قواته المسلحة، يمثل شريكًا محوريًا في محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي.

لقد ساهمت معارك الجيش الجنوبي في تجفيف منابع الإرهاب ومنع تمدده إلى دول الجوار، ما جعل الجنوب جزءًا من معادلة الأمن والاستقرار في المنطقة. هذه الحقيقة جعلت من الجيش الجنوبي قوة لا يمكن تجاوزها في أي حديث عن أمن البحر العربي والممرات البحرية الدولية.

إرادة شعبية متجذرة

من أبرز ما يميز الجيش الجنوبي أن قوته لم تنبع من سلاحه فقط، بل من الإرادة الشعبية الواسعة التي ساندته منذ تأسيسه وحتى اليوم. فالجنوبيون ينظرون إلى جيشهم باعتباره مؤسسة الشعب، وجدار الدفاع الأول عن مشروع الاستقلال، وركيزة بناء الدولة الجنوبية الحديثة.

هذا الدعم الشعبي العميق أعطى الجيش الجنوبي قوة معنوية مضاعفة، جعلته أكثر صلابة أمام التحديات، وأكثر تصميمًا على المضي في طريق الدفاع عن الجنوب مهما كانت التضحيات.

رسالة الذكرى الخالدة

في هذه الذكرى الخالدة، يجدد أبناء الجنوب عهدهم لجيشهم، مؤكدين أنه سيظل مصدر القوة، وعمود الاستقرار، وقاعدة الانطلاق نحو المستقبل المنشود. فهذه ليست مجرد ذكرى عابرة للتاريخ، بل رسالة متجددة بأن الجنوب ماضٍ في مشروعه التحرري والسياسي، مستندًا إلى جيش أثبت أنه قوة لا تلين.

ويظل الجيش الجنوبي، في عيد تأسيسه، عنوانًا للهوية والأمان، وحارسًا لتطلعات الشعب، وركيزة أساسية في معركة التحرير وبناء الدولة. وبين الأمس واليوم، تتجدد المعاني وتبقى الحقيقة راسخة: أن الجيش الجنوبي سيظل الحصن الذي يحمي الأرض، والمدرسة التي تخرّج الأبطال، والرمز الذي يرفع راية الحرية عاليًا حتى يتحقق الاستقلال الكامل.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1