محطة شبوة للطاقة الشمسية: شريان حياة وتنمية مستدامة للجنوب
في خطوة نوعية تعكس توجه الجنوب نحو مستقبل مشرق ومستدام، شهدت محافظة شبوة افتتاح محطة كهربائية عملاقة تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 53 ميجاوات.
وتعتبر هذه المحطة واحدة من أهم المشاريع الاستراتيجية في مجال الطاقة المتجددة، حيث ستوفر الكهرباء لأكثر من 330 ألف منزل، لتضع حدًا لمعاناة طويلة عاشها المواطنون مع الانقطاعات المتكررة، وفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة في المحافظة والمناطق المجاورة.
ويمثل المشروع نقلة نوعية ليس فقط في مجال الخدمات الأساسية، بل أيضًا في حماية البيئة، إذ يندرج ضمن جهود إنتاج الطاقة النظيفة التي تسهم في التقليل من الانبعاثات الضارة والتلوث، بما يدعم التوجه العالمي نحو بدائل آمنة وصديقة للمناخ.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة المشاريع التي حظي بها الجنوب بدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي لعبت دورًا بارزًا في تمويل وتنفيذ مشاريع حيوية في قطاعات الكهرباء، الصحة، التعليم، والبنية التحتية، بما يعزز صمود الشعب الجنوبي ويرسخ الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في الإمارات.
محطة شبوة الكهربائية.. شريان حياة للمواطنين
تتيح محطة شبوة الكهربائية توفير الكهرباء لأكثر من 330 ألف منزل في العاصمة عتق وست مديريات مجاورة، وهو ما يمثل تحولًا استثنائيًا في حياة المواطنين الذين عانوا لسنوات طويلة من الانقطاعات المستمرة والاعتماد على مصادر طاقة بديلة مرهقة وغير مستقرة. هذا الإنجاز يمنح المجتمع الجنوبي فرصة حقيقية للاستقرار والتنمية ويخفف معاناة السكان اليومية.
انعكاسات المشروع ستظهر في تفاصيل الحياة اليومية؛ فالأسر ستنعم بتيار كهربائي مستقر يساعدها على تجاوز حرارة الصيف القائظ وبرودة الشتاء، كما سيمنح الطلاب بيئة تعليمية أفضل مع إمكانية استخدام الوسائل التكنولوجية دون انقطاع. أما على الصعيد الصحي، فإن توفير الكهرباء بشكل مستمر سيضمن تشغيل المستشفيات والمراكز الطبية بكفاءة، بدءًا من أجهزة التبريد وحفظ الأدوية وصولًا إلى تشغيل غرف العمليات وأجهزة العناية المركزة.
وعلى المستوى الاقتصادي، سيُعيد وصول الكهرباء الحيوية للأسواق المحلية، ويمنح التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة القدرة على الاستمرار في نشاطهم دون خسائر بسبب توقف التيار، فيما ستتيح الكهرباء المستقرة لأصحاب الورش والحرفيين توسيع أعمالهم وتطوير إنتاجهم. كما يشجع المشروع الاستثمارات الجديدة ويعزز من فرص العمل أمام الشباب، ما يسهم في تقليل البطالة وتحسين الوضع المعيشي بشكل عام.
البنية التحتية للطاقة: التوليد والتخزين
يمثل افتتاح محطة شبوة للطاقة الشمسية حدثًا استراتيجيًا غير مسبوق في تطوير قطاع الكهرباء بالمحافظة، إذ تأتي المحطة بقدرة إنتاجية تبلغ 53 ميجاوات مدعومة بمنظومة تخزين حديثة بسعة 15 ميجاوات في الساعة، لتشكل نقلة نوعية في بنية الطاقة التحتية، وتضع المحافظة على خارطة المشاريع الحديثة التي تعتمد على تقنيات متقدمة في التوليد والتخزين وإدارة الأحمال.
لا يقتصر دور المحطة على التوليد فقط، بل تتفرد أيضًا بامتلاكها منظومة تخزين متقدمة تضمن استمرار الخدمة حتى في فترات انخفاض الإنتاج، ما يرسخ مفهوم الاستدامة الطاقية ويجعل شبوة نموذجًا عمليًا لإدارة الطاقة بطرق حديثة وفعّالة.
محطة شبوة للطاقة الشمسية.. لغة الأرقام
عند اكتمال المشروع، سترتفع القدرة الإنتاجية للمحطة إلى 240 ميجاوات، لتغطي الكهرباء أكثر من 687 ألف منزل في عتق والمناطق المحيطة بها. كما ستسهم المحطة في خفض نحو 142 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وهو ما يعادل الانبعاثات الناتجة عن أكثر من 85 ألف سيارة، لتشكل بذلك درعًا بيئيًا وحماية للإنسان والبيئة.
أيادي بيضاء لإمارات الخير
يُعد الدعم الإماراتي للجنوب من أبرز الركائز التي أسهمت في تعزيز التنمية والاستقرار، حيث يمثل نموذجًا للشراكة الاستراتيجية التي تركز على تحسين حياة المواطنين بشكل ملموس ومستدام. يشمل هذا الدعم مجالات الطاقة والبنية التحتية والخدمات الأساسية، ما انعكس على الواقع المعيشي للمواطنين من خلال مشاريع حيوية مثل محطة شبوة للطاقة الشمسية.
ولا يقتصر الدعم على الجانب الخدمي فحسب، بل يمتد ليشكل ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والأمني، حيث توفر الكهرباء والمرافق الأساسية بيئة مستقرة وقادرة على استيعاب التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الإمارات حليف الجنوب الاستراتيجي
تظهر الإمارات كحليف استراتيجي للجنوب على الصعيد السياسي والإنساني والتنفيذي، من خلال دعم مستمر ومتعدد المجالات. وقد أثبتت الإمارات التزامها الثابت تجاه الجنوب عبر التمويل والمشاريع التنموية التي تعزز من الاستقرار وتخلق فرص عمل وتدعم الاقتصاد المحلي.
البعد الإنساني والاجتماعي لمشاريع الطاقة الشمسية
تؤكد مشاريع الطاقة الشمسية في شبوة على الأثر الإنساني والاجتماعي المباشر، حيث لم تعد الكهرباء مجرد رفاهية، بل ضرورة يومية تؤثر على التعليم، الصحة، العمل، والأمن المنزلي. كما تسهم هذه المشاريع في توفير فرص اقتصادية للشباب، وتشغيل المرافق الحيوية، والحد من البطالة، وتعزيز مستوى المعيشة.
مشاريع الطاقة النظيفة وتأكيد الرئيس عيدروس الزبيدي على التنمية المستدامة
تترجم مشاريع الطاقة الشمسية في شبوة خطابات الرئيس عيدروس الزبيدي حول بناء دولة جنوبية حديثة ومستدامة، حيث تعتبر التنمية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود القيادة والمجتمع والشركاء الدوليين مثل الإمارات. كل شعاع من الطاقة الشمسية هو تجسيد عملي لرؤية القيادة الجنوبية في بناء دولة قائمة على العدالة والاستقرار والتنمية المستدامة.
محطة شبوة نموذج للاستدامة والتعاون الاستراتيجي
تصبح محطة شبوة للطاقة الشمسية أكثر من مجرد مشروع كهربائي، فهي نموذج شامل للاستثمار في الطاقة النظيفة والبيئة والمجتمع والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وتجسيد حقيقي لشراكة استراتيجية ناجحة بين الجنوب والإمارات. يضع هذا المشروع محافظة شبوة على خارطة المشاريع الاستراتيجية في مجال الطاقة المتجددة، ويؤكد أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستندًا إلى القيادة الحكيمة للرئيس عيدروس الزبيدي والدعم المستمر من الأشقاء في الإمارات.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
