مشروع إماراتي ضخم يحول شبوة إلى نموذج رائد في الطاقة المتجددة باليمن
تعيش محافظة شبوة حدثًا استثنائيًا طال انتظاره، مع دخول محطة الطاقة الشمسية الكبرى في مدينة عتق حيز التشغيل الرسمي. خطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا ما دام حلم به الأهالي الذين عانوا لسنوات طويلة من أزمة الكهرباء والانقطاعات المستمرة.
نقلة نوعية في قطاع الطاقة
المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية 53 ميغاوات يشكل نقلة غير مسبوقة في مجال البنية التحتية للطاقة بالجنوب العربي.
فبعد سنوات من الانقطاعات الطويلة التي وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا، جاء هذا الإنجاز ليضع حدًا لمعاناة استمرت لعقود، وليمنح السكان استقرارًا أكبر في حياتهم اليومية.
تصميم عالمي متكامل
المحطة أُنجزت بمبادرة كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفق تصميم متكامل يمتد على مساحة 600 ألف متر مربع.
وتتضمن:
أكثر من 120 ألف لوح شمسي.
نظام تخزين للطاقة الليلية.
محطة تحويلية متطورة.
خط نقل كهربائي بطول 19 كيلومترًا.
هذا الحجم الكبير يجعل المحطة واحدة من أبرز نماذج الطاقة النظيفة في اليمن، حيث تجمع بين الكفاءة التشغيلية والحفاظ على البيئة.
حل جذري لأزمة الكهرباء
تأتي محطة شبوة ضمن سلسلة مشاريع استراتيجية موّلتها الإمارات لتخفيف أزمة الكهرباء في محافظات الجنوب.
وهي ثالث مشروع من نوعه، لكنها الأهم من حيث البنية التحتية المستدامة التي تفتح الباب أمام حلول أوسع تعتمد على الطاقة المتجددة.
الخطوة انعكست مباشرة على حياة المواطنين، من خلال إنهاء الانقطاعات المزمنة، وتحقيق الاستقرار الخدمي الذي أثر إيجابًا على التعليم، الصحة، والأنشطة الاقتصادية.
تعزيز التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود
أهمية المشروع لا تقتصر على توفير الكهرباء، بل تتجلى في دوره بتعزيز التنمية المستدامة.
فمن خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية:
انخفضت التكاليف التشغيلية لمولدات الكهرباء التقليدية.
تراجع الضغط على قطاع الوقود الذي عانى أزمات متلاحقة.
انخفضت الانبعاثات الكربونية، ما يساهم في تحسين البيئة.
وبذلك يشكل المشروع خطوة نحو مستقبل أكثر نظافة بيئيًا وأكثر استقرارًا اقتصاديًا.
أثر اقتصادي ومجتمعي واسع
المشروع لم يكن مجرد إنجاز تقني، بل مشروع اقتصادي ومجتمعي متكامل:
وفر مئات فرص العمل خلال مراحل الإنشاء والتشغيل.
أسهم في تدريب كوادر محلية على تقنيات الطاقة المتجددة.
يعزز فرص الشباب ويفتح أمامهم آفاقًا جديدة.
كما أن استقرار الكهرباء يساعد على جذب الاستثمارات في قطاعات الصناعة والتجارة، ويوفر بيئة آمنة لرواد الأعمال.
دعم إنساني واستراتيجي إماراتي
الإنجاز يعكس الرؤية الإماراتية التي تعتبر الجنوب شريكًا حقيقيًا في الاستقرار الإقليمي.
فقد تجاوز الدعم الإماراتي حدود المساعدات الطارئة إلى شراكة استراتيجية تعزز التماسك المجتمعي وتعيد بناء البنية التحتية على أسس قوية.
بالنسبة لأهالي شبوة، تجسد هذه المحطة معنى الأخوة الصادقة بين الجنوب والإمارات، حيث تتحول الأقوال إلى أفعال، والمشاريع إلى إنجازات ملموسة تخفف معاناة الناس.
رسالة لمستقبل مختلف
محطة الطاقة الشمسية في شبوة تحمل رسالة واضحة:
الاعتماد على الطاقات المتجددة هو السبيل الأمثل لمواجهة أزمات الخدمات.
التنمية الفعلية والمستدامة هي الطريق لترسيخ الاستقرار.
تشغيل المحطة بقدرة 53 ميغاوات يمثل علامة فارقة في تاريخ الجنوب العربي، ونجاحًا جديدًا يسجل لدولة الإمارات التي حولت دعمها إلى إنجازات عملية، لتفتح الباب نحو مستقبل أكثر إشراقًا قائم على التنمية والشراكة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
