مشاريع الطاقة الشمسية في عدن وشبوة: خطوة استراتيجية نحو التنمية المستدامة
تواصل العاصمة عدن ومحافظة شبوة مسيرة التحول في قطاع الطاقة الكهربائية البديلة، بما يعكس الالتزام الجاد بالتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وقد تم تدشين محطات الطاقة الشمسية الاستراتيجية في إطار شراكة إماراتية–جنوبية، برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، لتصبح هذه المشاريع نقطة تحول نوعية في البنية التحتية للطاقة في الجنوب اليمني.
التحول نحو الطاقة النظيفة في الجنوب
أكد اللواء عيدروس الزُبيدي خلال تدشين محطة الطاقة الشمسية في شبوة أن المشروع يمثل مرحلة جديدة في مسيرة التنمية الجنوبية، مشيرًا إلى أن مشاريع الطاقة لم تعد مجرد وعود نظرية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يغير حياة المواطنين اليومية.
وأضاف أن المحطة ستغطي احتياجات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات، وتوفر كهرباء نظيفة ومستقرة، ما يعزز النشاط الاقتصادي والاجتماعي في محافظة شبوة.
وأشار الزُبيدي إلى أن هذه المشاريع تعكس التزام الشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم التنمية المستدامة والاستقرار الطاقوي، كما تسهم في حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، لتكون أساسًا لمزيد من المشاريع التنموية المستقبلية في الجنوب.
مشروع شبوة للطاقة الشمسية: تفاصيل وأثر اقتصادي
يمثل مشروع الطاقة الشمسية في شبوة، بقدرة إنتاجية 53 ميجاواط ومنظومة تخزين بسعة 15 ميجاواط/ساعة، امتدادًا لمشروع محطة عدن للطاقة الشمسية، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 240 ميجاواط عند اكتمالها، لتغطي أكثر من 687 ألف منزل. يوفر المشروع الكهرباء للمستشفيات والمدارس والمراكز الخدمية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين الجنوبيين ويعزز النشاط الاقتصادي والخدمي.
وأكد الوكيل المساعد لقطاع البيئة بوزارة المياه والبيئة، نايف الخليفي، أن مشاريع الطاقة الشمسية في عدن وشبوة تمثل رافعة استراتيجية لمحافظات الجنوب، مشددًا على أن الدعم الإماراتي لم يقتصر على التمويل، بل شمل التخطيط الهندسي والتقني، ما يعكس شراكة حقيقية ومستدامة لتعزيز الأمن الطاقوي والاستقرار الاقتصادي.
من جانبه، أوضح مدير كهرباء شبوة، عوض الأحمدي، أن المشروع سيزود أكثر من 330 ألف منزل بالكهرباء النظيفة والمستقرة، ويخفض الانبعاثات الكربونية السنوية لأكثر من 62،700 طن، أي ما يعادل إزالة عشرات آلاف السيارات من الشوارع، مما يعكس الأثر البيئي الإيجابي للمشروع.
الأبعاد التنموية والاجتماعية للمشاريع
يمثل تدشين محطة الطاقة الشمسية في شبوة انطلاقة تنموية جديدة، حسب الشيخ علي محسن السيماني، مع التأكيد على حرص القيادة الجنوبية على التحول نحو التنمية المستدامة. ويشدد مدير عام الضرائب بشبوة، أحمد الهقل، على الدور الإماراتي الريادي في دعم الجنوب، معربًا عن الشكر لدولة الإمارات على دعمها المستمر ومساندتها للمشاريع الاستراتيجية، بما يعكس التزامًا طويل الأمد بتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.
تعد المحطات الشمسية في عدن وشبوة الأكبر من نوعها في الجنوب، حيث تعتمد على أحدث المواصفات العالمية، بما في ذلك أكثر من 85 ألف لوح شمسي، و159 محولًا، وبطاريات تخزين ليلي، وخطوط نقل متطورة بطول 15 كيلومترًا، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضمن استقرار التيار الكهربائي للمواطنين.
الاستدامة المناخية وحماية البيئة
تساهم مشاريع الطاقة الشمسية في تعزيز البيئة والاستدامة المناخية، إذ تولد المحطات السنوية أكثر من 118،642 ميجاواط/ساعة من الكهرباء النظيفة، وتعمل على تقليل التلوث البيئي. هذه الجهود تؤكد التزام الجنوب بالتحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، بما يواكب التطورات العالمية في مجال الطاقة المتجددة ويضمن حقوق الأجيال القادمة.
الأثر الإنساني والاجتماعي للمشاريع
تعكس المشاريع الجانب الإنساني والاجتماعي لدعم المواطنين، حيث توفر الكهرباء المستقرة للمدارس والمستشفيات والمراكز الخدمية، وتحفز النشاط الاقتصادي المحلي، وتعزز ثقة المجتمع الجنوبي بالمشاريع التنموية والقيادة السياسية. كما تؤكد على أن الشراكة الإماراتية–الجنوبية ليست دعمًا مؤقتًا، بل استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة أزمة الكهرباء وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في الجنوب.
شراكة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة
يأتي هذا المشروع في إطار رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي، لتظهر مشاريع الطاقة الشمسية أن الجنوب يسير بثبات نحو الاستقرار في مجال الطاقة والتنمية المستدامة. وتشكل البنية التحتية الحديثة ومشاريع الطاقة النظيفة أساسًا لمستقبل أفضل وحياة كريمة للمواطنين، كما تفتح الباب أمام المزيد من المشاريع الاستثمارية والتنموية الكبرى في جميع محافظات الجنوب.
إن هذه المشاريع تعكس نموذجًا ناجحًا للشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تتكامل الخبرات الفنية والتقنية مع التمويل والدعم المستدام، لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الجنوب.
تثبت مشاريع الطاقة الشمسية في عدن وشبوة أن التحول نحو الطاقة البديلة ليس مجرد خيار بيئي، بل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين، وتحقيق الأمن الطاقوي، ودعم الاقتصاد المحلي.
إن الشراكة الإماراتية–الجنوبية تشكل نموذجًا عالميًا للتعاون الإنساني والتنموي طويل الأمد، الذي يجمع بين التكنولوجيا الحديثة، الاستدامة البيئية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، لتكون مشاريع الطاقة الشمسية في الجنوب اليمني علامة فارقة في مسيرة التنمية المستدامة والاستقرار المستقبلي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
