الإمارات تدشن مشروعات استراتيجية للطاقة الشمسية في جنوب اليمن وغربه
من شبوة إلى عدن جنوبًا، وحتى المخا وحيس والخوخة غربًا، تضع دولة الإمارات العربية المتحدة بصمتها الإنسانية والتنموية عبر مشاريع نوعية للطاقة الشمسية، تُعد من أضخم المشروعات الاستراتيجية في تاريخ قطاع الكهرباء اليمني.
هذه المشاريع التي يصل عددها إلى ست محطات شمسية، تمتد على مساحة تتجاوز 3 ملايين و400 ألف متر مربع، وتنتج نحو 373 ميغاواط، مما يمثل نقلة نوعية في مسار الطاقة النظيفة والمستدامة في اليمن.
دعم إماراتي يعزز الاستقرار الطاقوي في اليمن
لطالما شكلت أزمة الكهرباء واحدة من أعقد الأزمات في اليمن، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية التي عانت من انقطاعات متكررة وتدهور مستوى الخدمة. ومع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، باتت الحاجة ملحة إلى بدائل صديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة.
وهنا برز الدور الإماراتي الذي تبنى حلولًا استراتيجية قائمة على الطاقة المتجددة، حيث لا توفر هذه المشاريع الكهرباء فقط، بل تخلق فرص عمل وتدعم الاقتصاد المحلي وتخفف من الأعباء المالية على الدولة اليمنية التي كانت تنفق مئات الملايين من الدولارات شهريًا على الوقود.
محطة عدن للطاقة الشمسية.. الأكبر في اليمن
في مدينة عدن وتحديدًا بمنطقة بئر أحمد، شُيدت أكبر محطة للطاقة الشمسية في البلاد بقدرة إنتاجية تصل إلى 249 ميغاواط.
دخل منها 120 ميغاواط مرحلة التشغيل الفعلي، فيما يجري استكمال المرحلة الثانية بطاقة مماثلة.
المحطة أقيمت على مساحة مليون و600 ألف متر مربع، وتضم أكثر من 211 ألف لوح شمسي.
تشمل البنية التحتية أكثر من 900 كم من الكابلات الكهربائية، و43 ألف حفرة وهيكل معدني، و12 محطة تحويل فرعية، إضافة إلى خطوط ضغط عالٍ تمتد 9 كيلومترات، وصولًا إلى محطة تحويل رئيسية.
هذه المحطة ليست مجرد مشروع كهربائي، بل هي إنجاز استراتيجي يقلص فاتورة الوقود التي تستنزف خزينة الدولة بما يقارب 100 مليون دولار شهريًا، ويضع عدن على طريق الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة.
محطة شبوة للطاقة الشمسية.. رافعة تنموية جديدة
في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، يجري تنفيذ مشروع محطة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 53 ميغاواط على مساحة 600 ألف متر مربع.
تضم المحطة نحو 120 ألف لوح شمسي.
يرافقها نظام تخزين ليلي يضمن استمرارية الخدمة، إلى جانب محطة تحويلية وخطوط نقل تمتد بطول 19 كيلومترًا.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المحطة في إنهاء أزمة الكهرباء في مدينة عتق والمديريات المجاورة، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، ودعم الحركة التجارية والاستثمارية في شبوة.
محطتا المخا (1 و2).. إنجازات مضاعفة
مدينة المخا التاريخية غرب اليمن، شهدت خلال ديسمبر/كانون الأول 2023 تشغيل أول محطة للطاقة الشمسية بقدرة 20 ميغاواط على مساحة 250 ألف متر مربع، باستخدام 30 ألف لوح شمسي بكفاءة تتراوح بين 18% إلى 21%. وقد غطت هذه المحطة احتياجات المدينة ومرافقها الحيوية، من المستشفى العام إلى الميناء والمنازل.
لكن الرؤية الإماراتية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يجري تنفيذ محطة ثانية في المخا بقدرة 40 ميغاواط، تمتد على مساحة 533 ألف متر مربع، وتضم أكثر من 63 ألف لوح شمسي. وتأتي هذه الخطوة لتغذية المطار والمنطقة الصناعية الجديدة المزمع إنشاؤها، وهو ما يؤهل المخا للتحول إلى مركز اقتصادي واستثماري حيوي خلال السنوات المقبلة.
محطة حيس.. عودة الكهرباء بعد سنوات انقطاع
في مدينة حيس بمحافظة الحديدة، ينفذ مشروع محطة للطاقة الشمسية بقدرة 10 ميغاواط على مساحة 180 ألف متر مربع. ويُتوقع أن يعيد هذا المشروع التيار الكهربائي إلى مديرية حيس بعد سنوات طويلة من الانقطاع، وهو ما سيسهم في تحسين الخدمات العامة مثل التعليم والصحة، ورفع مستوى معيشة السكان.
محطة الخوخة.. دعم للصيادين والزراعة
أما في مدينة الخوخة الساحلية بمحافظة الحديدة، فيجري العمل على محطة أخرى بقدرة 10 ميغاواط، تقام على مساحة 225 ألف متر مربع. هذه المحطة ستلبي احتياجات سكان الخوخة والمناطق المحيطة بها، كما ستدعم قطاعات حيوية كالصيد والزراعة والخدمات، ما يفتح المجال لتحسين بيئة العمل والارتقاء بمستوى المعيشة في هذه المنطقة الساحلية.
أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية
لا تقتصر فوائد هذه المحطات على الجانب الكهربائي فقط، بل تحمل أبعادًا متعددة:
بيئيًا: تقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة وتخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
اقتصاديًا: تساهم في استقرار أسعار الكهرباء، وتوفر مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
اجتماعيًا: تحسن جودة الحياة وتوفر الكهرباء للمنازل والمرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات.
الإمارات.. شريان الحياة في جنوب وغرب اليمن
هذه المشاريع الاستراتيجية تؤكد أن الإمارات لا تقدم مساعدات آنية فقط، بل تضع حلولًا جذرية مستدامة لأزمات اليمن. فمن عدن إلى شبوة والمخا وحيس والخوخة، تُضيء أبوظبي درب التنمية عبر الطاقة الشمسية، لتمنح الأمل لملايين اليمنيين الذين عانوا طويلًا من أزمة الكهرباء.
وبذلك، تتحول الأرض القاحلة إلى أرض نابضة بالحياة، ويصبح جنوب اليمن وغربه نموذجًا رائدًا في الاعتماد على الطاقة المتجددة في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
