تصعيد المليشيات الحوثية يهدد فرص السلام: الحسم العسكري خيار لا بديل عنه

تعببرية
تعببرية

رغم تزايد الدعوات الدولية والإقليمية بضرورة وضع حد للحرب وإحلال السلام الشامل في اليمن، إلا أن المليشيات الحوثية ماضية في خطواتها التصعيدية، ما يكشف عن نواياها الخبيثة الرامية إلى إطالة أمد الحرب وتعقيد أي جهود لإنهائها. فخلال الأيام القليلة الماضية، كثّفت المليشيات من تحركاتها العسكرية عبر الدفع بتعزيزات ضخمة إلى جبهات القتال، في خطوة تؤكد أنّ خيار التصعيد ما يزال هو المسار الوحيد الذي تؤمن به هذه الجماعة.

تعزيزات عسكرية حوثية تكشف نوايا التصعيد

التقارير الميدانية تشير إلى أن المليشيات الحوثية دفعت بمعدات عسكرية ثقيلة وعناصر بشرية إلى مناطق التماس في أكثر من جبهة، بالتزامن مع تحصينات واسعة لمواقعها القتالية. هذه التحركات تكشف بوضوح أنّ الحوثيين يسعون إلى تفجير الوضع عسكريًا، وعرقلة أي جهود إقليمية أو دولية تستهدف إحياء مسار السلام.

توقيت هذه التحركات يأتي في ظل تحركات سياسية خجولة لإعادة إطلاق المفاوضات، وهو ما يجعل التصعيد الحوثي بمثابة نسف كامل لأي بارقة أمل في إنهاء الحرب. بل إن هذا السلوك يمثّل استفزازًا صارخًا يفتح الباب أمام مزيد من التوتر والانفجار العسكري.

موقف الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي

منذ البداية، تبنى الجنوب عبر المجلس الانتقالي الجنوبي موقفًا واضحًا وحاسمًا تجاه المليشيات الحوثية، يقوم على ضرورة التصدي لمشروعها التدميري. فالتجارب السابقة أكدت أن هذه الجماعة لا تؤمن بالسلام، ولا ترى في أي عملية تفاوض سوى فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع عسكريًا.

لذلك، يركز المجلس الانتقالي على خيار الحسم العسكري كمسار لا بديل عنه من أجل دحر مشروع المليشيات، وحماية الجنوب واليمن عمومًا من خطر تمددها. هذا الموقف يبرهن على صوابية الرؤية الجنوبية التي تنظر إلى الحوثيين كأداة لزعزعة الأمن والاستقرار، وكمشروع إيراني توسعي يسعى لتفجير المنطقة.

المليشيات الحوثية وإجهاض مساعي السلام

منذ سنوات الحرب، أبدت المليشيات الحوثية مرارًا مواقف متناقضة تجاه جهود السلام. ففي العلن تدّعي استعدادها للانخراط في المفاوضات، بينما على الأرض تواصل التصعيد العسكري وبناء التحصينات وإرسال التعزيزات. هذا التناقض يثبت أنّها لا ترى في السلام سوى فرصة لكسب الوقت، واستغلال الهدن الإنسانية لإعادة بناء قدراتها القتالية.

الزج بتعزيزات عسكرية في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية نحو إنهاء الحرب، يكشف بجلاء أن الحوثيين لا يمتلكون أي إرادة سياسية حقيقية للسلام. بل إنهم يفضّلون خيار الحرب باعتباره وسيلة لفرض أجندتهم بقوة السلاح، حتى لو كان الثمن المزيد من الدمار والمعاناة الإنسانية.

خطورة التصعيد الحوثي على الاستقرار الإقليمي

لا يقتصر خطر التصعيد الحوثي على الداخل اليمني فقط، بل يمتد تأثيره إلى المستوى الإقليمي. فالمليشيات ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالمشروع الإيراني، وتعمل كذراع عسكرية تهدد استقرار المنطقة، سواء عبر استهداف الملاحة الدولية أو عبر إشعال الجبهات الداخلية.

أي تصعيد جديد سيؤدي بالضرورة إلى إجهاض جهود الوساطة الدولية، ويدفع نحو موجة جديدة من الحرب المفتوحة التي لن تكون نتائجها محصورة داخل اليمن وحده، بل ستنعكس على أمن البحر الأحمر والخليج العربي.

ضرورة الحسم العسكري لمواجهة المشروع الحوثي

في ظل هذا المشهد، تبرز أهمية الحسم العسكري كخيار لا مفر منه للتعامل مع المليشيات الحوثية. فالتجارب تؤكد أن أي رهان على التفاوض مع هذه الجماعة لن يؤدي إلى نتائج ملموسة، بل يمنحها فقط مزيدًا من الوقت لمواصلة مشروعها التخريبي.

الحسم العسكري لا يعني رفض السلام، بل على العكس، يمثل السبيل الوحيد لفرض واقع جديد يجبر الحوثيين على القبول بتسوية سياسية حقيقية. فمن دون ردع قوي، ستظل المليشيات تنظر إلى الحرب كخيارها المفضل والأكثر ربحًا.

الجنوب في مواجهة التحديات

الجنوب اليوم يقف في خط المواجهة الأمامي مع المشروع الحوثي. فالمجلس الانتقالي الجنوبي وقواته يتحملون العبء الأكبر في حماية الأرض والمواطن من خطر هذا التمدد. ومع استمرار التصعيد، تزداد القناعة الشعبية والقيادية بأن الخيار العسكري هو الضمانة الوحيدة لصون مكتسبات الجنوب، ولحماية الأمن القومي العربي من التهديدات الإيرانية عبر الحوثيين.

تثبت الأحداث الأخيرة أنّ المليشيات الحوثية ليست جادة في السلام، بل تتخذ التصعيد العسكري خيارًا استراتيجيًا لإطالة أمد الحرب. تعزيزاتها وتحركاتها الميدانية تكشف بوضوح أنّها تتجه نحو تفجير الأوضاع، وعرقلة أي جهود دولية أو إقليمية لإنهاء الصراع.

أمام هذه الحقائق، يصبح الحسم العسكري ضرورة وطنية وإقليمية، ليس فقط من أجل إنهاء مشروع الحوثي التدميري، ولكن أيضًا لحماية الاستقرار والتنمية في الجنوب واليمن والمنطقة ككل. إنّ الموقف الجنوبي الذي يتبناه المجلس الانتقالي يظل هو الأكثر وضوحًا وعقلانية، باعتباره يضع أمن المواطن واستقرار الوطن فوق أي حسابات سياسية ضيقة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1