نهب ثروات الجنوب اليمني: واقع مأساوي يعكس سياسة ممنهجة لإفقار السكان وإضعاف القضية الوطنية

تعببرية
تعببرية

يعاني الجنوب اليمني منذ عقود من صراع ممتد يتمثل في احتلال ممنهج ونهب متكرر لثرواته الحيوية. تواصل قوى الاحتلال اليمنية ممارسة سياسات مقصودة لاستغلال الموارد الاقتصادية للجنوب، حيث تستهدف بشكل خاص ثروات النفط والغاز، إضافة إلى الموانئ البحرية والثروة السمكية، التي تشكل عمودًا فقريًا للاقتصاد الجنوبي.

سياسة النهب والسيطرة على الموارد

تعتمد قوى الاحتلال على آليات محكمة لتحويل موارد الجنوب بعيدًا عن أهله، من خلال نقل عائدات النفط والغاز والموانئ إلى مراكز نفوذ شمالية، بينما يعاني المواطن الجنوبي من أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة. لا يقتصر الأثر السلبي لهذه السياسات على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد ليشمل انهيار البنية التحتية وتدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، مما يفاقم من معاناة السكان اليومية.

أهداف سياسية واقتصادية متداخلة

لا يقتصر نهب الثروات على استنزاف الموارد، بل يتخذ أبعادًا سياسية تسعى إلى إضعاف الحاضنة الشعبية للقضية الجنوبية. من خلال إفقار السكان وإبقائهم في حالة اضطراب مستمر، تعمل هذه السياسات على تعطيل جهود النضال الوطني واستعادة الدولة، عبر تحويل التركيز من القضية الأساسية إلى مطالب يومية وحاجات معيشية ضاغطة.

تأثير النهب على المجتمع الجنوبي

نتج عن هذه السياسات تراجع واضح في جودة الحياة لدى المواطن الجنوبي، إذ يعاني من نقص الخدمات وانعدام الاستقرار، وسط غياب الاستجابة الفعالة من قبل الجهات التي تستغل ثروات الجنوب. كما أن هذه الأزمة تُفاقم التوترات الداخلية وتؤدي إلى زيادة حالة الإحباط واليأس بين أبناء الجنوب، ما يهدد وحدة النضال ويضعف الروح الوطنية.

صمود شعب الجنوب ورسالته الوطنية

رغم كل التحديات، يثبت الشعب الجنوبي يومًا بعد يوم أن إرادته أقوى من محاولات الإفقار والضغط. ظل النضال مستمرًا وصامدًا، حيث كشف الواقع القمعي زيف شعارات الوحدة التي رفعتها قوى الاحتلال، وسلط الضوء على الاستغلال الممنهج الذي يتعرض له الجنوب. أصبح استعادة الثروات والحفاظ على كرامة الشعب من أولويات المشروع الوطني الجنوبي، الذي لا يزال يتقدم بثبات نحو تحقيق أهدافه.

يشكل نهب ثروات الجنوب إحدى أكثر القضايا حساسية في الصراع اليمني، لما له من تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة. إن الوعي الشعبي والتكاتف الوطني يشكلان السبيل الأمثل لمواجهة هذه السياسات، والعمل على استعادة الحقوق والثروات لصالح أبناء الجنوب، لضمان مستقبل مستقر وآمن يسوده العدل والتنمية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1