الجنوب يكتب فصولًا جديدة من الانتصار وسط انقسامات الحوثيين
تعيش المليشيات الحوثية الإرهابية حالة من الأزمات المتفاقمة على مختلف الأصعدة، إذ تعاني من تداعيات خسائر كبيرة تكبدتها أمام القوات المسلحة الجنوبية، مما انعكس بشكل واضح على الحالة النفسية والمعنوية لعناصرها ودفعها إلى عصيان عسكري واشتباكات مسلحة داخل صفوفها.
هذا الانهيار المتسارع يكشف حجم الضغوط التي تتعرض لها المليشيات، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، ويعكس هشاشة بنيتها التنظيمية وقدرتها على الصمود في وجه الضربات المتلاحقة.
الاشتباكات الداخلية وتأثيرها على المليشيات الحوثية
شهد قطاع الثوخب في مديرية الحشاء اشتباكات داخلية عنيفة بين عناصر المليشيات الحوثية، خلفت قتلى وجرحى في صفوفهم، في مؤشر صادم على عمق الأزمة التي تعصف بالمليشيات. أسباب هذه الاشتباكات تعود بشكل رئيسي إلى رفض المجندين الجدد أوامر قياداتهم الميدانية بالزج بهم في جبهات القتال خاصة في جبهة الضالع، إلى جانب عدم توفير الإمكانيات اللوجستية والمستحقات المالية لهم، مما دفع المليشيات إلى اتهامهم بالخيانة والتمرد، ومباشرة إطلاق النار عليهم.
تدل هذه الأحداث على فقدان السيطرة داخل صفوف الحوثيين، وهو ما يفاقم حالة الفوضى والضعف التنظيمي، ويؤثر بشكل مباشر على فعالية المليشيات القتالية في جبهات الصراع. فالتمرد الداخلي والصراعات المسلحة بين المليشيات نفسها تنذر بانهيار أكبر قد يطيح بقدرتها على الحفاظ على مواقعها أو تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة.
الأوضاع الاقتصادية المأزومة وتأثير العقوبات الأمريكية
لا تقتصر أزمات المليشيات الحوثية على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضًا الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه الحوثيون، والذي تفاقم بعد الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مصادر تمويلهم، ومنعت وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية التي كانت تمثل شريانًا حيويًا لهم. هذه الإجراءات أدت إلى تجفيف جزء كبير من الموارد المخصصة للمجهود الحربي، ونقص حاد في الإمكانيات العسكرية واللوجستية.
ويأتي هذا التدهور الاقتصادي في وقت تتعرض فيه المليشيات لضربات موجعة على مختلف الجبهات، ما يزيد من الضغط النفسي على المقاتلين ويضعف قدرتهم على الاستمرار في القتال. بالتالي، يمكن القول إن العقوبات الدولية والإجراءات الأمنية أدت إلى إضعاف المليشيات على أكثر من مستوى، وجعلتها أكثر هشاشة أمام التحديات الميدانية.
الانهيار النفسي للعناصر وتأثيره على الروح القتالية
تُظهر التقارير الميدانية أن كثيرًا من مقاتلي المليشيات يعانون من صدمات نفسية حادة جراء الخسائر البشرية والمادية التي تكبدوها، فضلًا عن تعرضهم لضغوط نفسية كبيرة نتيجة الهزائم المتكررة وفشل محاولات التقدم في مواقع استراتيجية. هذه الحالة النفسية المتدهورة تؤدي إلى فقدان الثقة بالقيادات العسكرية، وتخلق بيئة مشحونة بالتوتر والتمرد.
ويترتب على ذلك بروز حالات عصيان داخل الوحدات القتالية، حيث يرفض المجندون تنفيذ الأوامر أو المشاركة في هجمات جديدة، وخاصة بعد أن لمسوا فشل قياداتهم في تحقيق مكاسب ميدانية. كما تم رصد حالات فرار جماعي من بعض الجبهات، ما يعكس تآكل الروح القتالية للمليشيات وقلّة الانضباط داخل صفوفها.
انعكاسات التمزق الداخلي على المعركة مع الجنوب
مع استمرار هذه الأزمات والتدهور النفسي، يبدو أن المليشيات الحوثية تواجه خطر الانقسام والانهيار الكامل، وهو ما يجعلها عاجزة عن الصمود في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية. ويؤكد هذا المشهد على أن المعركة ليست فقط ميدانية، بل تتسع لتشمل الحرب النفسية والمعنوية التي يحقق فيها الجنوب انتصارات كبيرة من خلال ضرب الروح المعنوية للمليشيات وتفكيك تماسكها الداخلي.
الجنوب، من خلال استراتيجياته العسكرية والنفسية، استطاع أن يحسم عدة جبهات، وأحدث شرخًا عميقًا في صفوف الحوثيين، ما قد يمهد الطريق لانهيار أكبر في صفوفهم، ويُسرّع نهاية النزاع في تلك المناطق.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
