الجنوب يواجه حرب الخدمات بصبر وحكمة: دعوة للسلم والاستقرار

المجلس الانتقالي
المجلس الانتقالي الجنوبي

في ظل الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة التي تشهدها محافظة حضرموت، نتيجة تردي الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية، تبرز سياسة الجنوب الواضحة التي تركز على السلمية والضبط، للحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع تفاقم الأوضاع إلى فوضى قد تضر بالنسيج الاجتماعي.

تحرك قيادي رفيع لمتابعة مستجدات الاحتجاجات في حضرموت

في إطار حرص القيادة الجنوبية على متابعة الوضع عن كثب، أجرى اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اتصالًا هاتفيًا بوكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، عامر العامري، للاطلاع على مستجدات الأوضاع في مدينة تريم وعدد من مناطق وادي حضرموت. جاء ذلك على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والتعليمية.

خلال الاتصال، شدد  الزُبيدي على ضرورة حماية حق المواطنين في التعبير السلمي عن مطالبهم، ووجّه اللجنة الأمنية في الوادي باتخاذ أقصى درجات المسؤولية في التعامل مع المحتجين، وتوفير الحماية الكاملة لهم وتأمين فعالياتهم الاحتجاجية دون تعسف أو ممارسات عنيفة.

التمسك بالسلمية كخيار استراتيجي

تأتي هذه التوجيهات في إطار سياسة متوازنة تتبناها القيادة الجنوبية للتعامل مع أزمة "حرب الخدمات" التي تعصف بالأوضاع في الجنوب، خاصة في حضرموت. حيث يؤكد المجلس الانتقالي على أهمية التعبير المشروع عن الغضب الشعبي والاحتجاج السلمي كوسيلة ضغط مشروعة لكشف مكامن الفساد والتقصير، وعدم السماح بانجرار الوضع إلى الفوضى أو أعمال تخريب قد تستغلها جهات معادية لزرع الفتنة.

حرب الخدمات وتأثيرها على الجنوب

تشكل "حرب الخدمات" واحدة من أخطر الأساليب التي تستخدمها قوى معادية لاستهداف الجنوب، عبر التلاعب في توفير الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمات في قطاعي الصحة والتعليم. هذه الحرب الممنهجة تزيد من معاناة المواطنين وتؤثر سلبًا على الحياة اليومية، ما دفع المجتمع الجنوبي إلى رفع صوت احتجاجه بشكل متزايد.

جهود المجلس الانتقالي الجنوبي بين التعبير والبحث عن الحلول

لا يقتصر دور المجلس الانتقالي على دعم حق المحتجين في التعبير السلمي فقط، بل يسعى بشكل متوازي لتقديم حلول عملية عبر عدة محاور، منها:

دعم تحسين البنية التحتية للخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.

التنسيق مع السلطات المحلية والجهات الإقليمية والدولية لتأمين موارد الدعم والخدمات.

العمل على تأمين الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي الذي يضمن حياة كريمة للمواطنين.

القيادة الجنوبية تدرك أن المعركة ليست فقط عسكرية

أكد الرئيس عيدروس الزُبيدي أن "الحرب الحقيقية ليست فقط في ميادين القتال، بل في القدرة على حماية حياة الناس وكرامتهم في زمن الأزمات"، مضيفًا أن الحفاظ على السلم الاجتماعي هو واجب وطني مقدس لا يسمح لأي جهة بأن تهدمه عبر الفوضى أو التوترات غير المحسوبة.

إن تبني المجلس لخطاب متزن ورفضه للانجرار وراء العنف والتصعيد يعكس حرصًا واضحًا على حماية النسيج الاجتماعي الجنوبي ومنع استغلال الأوضاع من قبل خصوم الجنوب، الذين يسعون إلى خلق حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي.

أهمية السلمية في مسار التنمية والاستقرار

من خلال الحرص على الاحتجاجات السلمية والمنظمة، تضمن القيادة الجنوبية أن تعبر صوت المواطنين عن مطالبهم المشروعة دون الإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة، ما يفتح الطريق أمام تواصل بناء مع السلطات والجهات المعنية لحل الأزمات.

كما يبعث هذا الأسلوب رسالة واضحة للمجتمع الدولي والمانحين بأن الجنوب قادر على إدارة أزماته بحكمة ومسؤولية، مما يعزز فرص الدعم والتعاون لتنفيذ المشاريع التنموية وتحسين مستوى الخدمات.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1