حلم استعادة دولة الجنوب يقترب: عوامل قوة تدعم مشروع التحرر الجنوبي
بات حلم استعادة دولة جنوب اليمن، المشروع الوطني الراسخ، أقرب من أي وقت مضى، مدفوعًا بجملة من العوامل السياسية والشعبية والعسكرية التي تعزز حضور هذا المشروع على الأرض وتكرّس استمراريته رغم التحديات الكبيرة التي تحيط به.
إرادة شعبية لا تنكسر
تُعتبر صلابة الإرادة الشعبية في الجنوب من أهم العوامل التي مكنت هذا الحلم من الثبات والنمو. فالجنوبيون رغم سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ظلّوا متمسكين بحقهم في استعادة دولتهم كقضية لا يمكن المساومة عليها. هذه الروح الثابتة والوعي الوطني العميق، كانا ولا يزالان وقودًا لمقاومة كل محاولات التشويه والتقسيم.
إن الشعب الجنوبي أثبت مرارًا أن المطالبة بالاستقلال ليست مجرد شعار، بل مشروع حياة يرغب في تحقيقه كل جنوبي، ما يخلق قاعدة شعبية واسعة تدعم القيادة والسياسات التي تسير نحو تحقيق هذا الهدف.
المجلس الانتقالي: قيادة سياسية وتنظيمية رائدة
لعب المجلس الانتقالي الجنوبي دورًا محوريًا في تجسيد هذا الحلم وتحويله إلى مشروع سياسي منظم ومتناسق. فقد استطاع المجلس أن يحظى بقبول شعبي واسع، وتمثل شرعيته السياسية والعسكرية والشعبية حجر الزاوية في تعزيز مكانة الجنوب داخليًا وخارجيًا.
إن تمثيل المجلس في المحافل الخارجية، وتفاعله مع المعادلات الإقليمية والدولية، يشكل عاملًا مهمًا في رفع مستوى الوعي العالمي بالقضية الجنوبية، كما أن الحضور المتقدم في معادلات الداخل، يزيد من ثقة الجنوبيين في أن المجلس هو القائد الشرعي لقضيتهم.
تجاوز التحديات السياسية بحنكة ومرونة
واحدة من أبرز التحديات التي واجهها المجلس الانتقالي هي إدارة الفجوة بين سقف طموحات الشارع الجنوبي والواقع الإقليمي والدولي المعقد. لكن القيادة الجنوبية، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، استطاعت أن تجمع بين التمسك بالمبدأ والمرونة في التعامل مع المستجدات السياسية.
هذا التوازن الدقيق منح المجلس قدرة على الاستمرار في تعزيز مشروعه الوطني دون التضحية بالثوابت، ما أكسبه تقديرًا داخليًا وخارجيًا على حد سواء.
بناء قوة عسكرية قادرة على تأمين الجنوب
لم تقتصر جهود المجلس على الجانب السياسي فقط، بل شملت بناء قوة عسكرية منظمة وموحدة قادرة على حماية الجنوب وكبح جماح المشاريع المعادية. هذا التوجه أسهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب، وخصوصًا العاصمة عدن التي شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأوضاع الأمنية.
تعزيز الاستقرار الأمني هو ركيزة أساسية لأي مشروع دولة ناجح، وهو ما يوفر بيئة مناسبة للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
تعزيز الإدارة والتنمية الاقتصادية
في المجال الإداري والاقتصادي، أصبح للمجلس حضور فاعل من خلال لجان ومؤسسات رقابية متخصصة. تركز هذه المؤسسات على تنظيم الموارد المحلية، وتحسين أداء الخدمات العامة، وفرض الاستقرار الاقتصادي، ما يعكس استعداد الجنوب الكامل لإدارة دولة مستقلة قادرة على توفير حياة كريمة لمواطنيها.
الاهتمام بتحسين الاقتصاد المحلي وفرض الرقابة على الموارد، يرسخ مقومات الدولة ويعزز من ثقة المواطنين بقدرة القيادة على تحقيق التنمية المستدامة.
توسيع العلاقات الدولية ورفع مستوى الاعتراف
على الصعيد الدولي، نجح المجلس الانتقالي في توسيع دائرة علاقاته الدبلوماسية، وبات يُستقبَل في عواصم القرار الرئيسية، ويشارك كطرف معترف به في المحافل الدولية. هذا التطور يعزز فرص الاعتراف الدولي بدولة الجنوب في المستقبل القريب.
إن حضور المجلس في الساحة الدولية لا يقتصر على التمثيل فقط، بل يشكل منصة للتعبير عن قضايا الجنوب وشرح رؤيته الوطنية أمام المجتمع الدولي، مما يضغط على الأطراف الإقليمية والدولية لدعم الحلول السياسية العادلة.
المضي قدمًا رغم المؤامرات والتحديات
كل هذه العوامل مجتمعة مكنت الجنوب من تجاوز العديد من المحطات الصعبة والمراحل التي أرادت قوى الاحتلال أن تحصر الجنوب في دوامة الأزمات وتظلّه رهينة لأجنداتها. لكن إرادة الشعب الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي أثبتت أن هذه المؤامرات لن تُثني عزيمة الجنوب أو توقف مسيرته نحو استعادة دولته.
يظل الجنوب، برغم كل التحديات، يكتب فصلًا جديدًا في التاريخ، يثبت فيه أن الحق لا يموت، وأن حلم الحرية والاستقلال لا يمكن أن يُقهر مهما تعاظمت الصعوبات.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
