بيع الأثاث في شوارع عدن: مأساة معيشية تُفضح من يشنون حرب الخدمات ضد الجنوب
في مشهد مؤلم يُجسد حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في العاصمة عدن، بات بيع أثاث المنازل في سوق الحراج أمرًا مألوفًا ومؤلمًا في آنٍ معًا.
فهذا المشهد الذي اختصر الكثير من الألم، يُعري الوجه الحقيقي لما يُعرف بـ "حرب الخدمات" التي تُشن بوحشية ضد أبناء الجنوب، ويكشف عن واقع مأساوي يُهدد الكرامة الإنسانية.
قسوة المعيشة تجبر الناس على التخلي عن ممتلكاتهم
في ظل تدهور الخدمات الأساسية، دفعت الظروف الاقتصادية القاهرة الكثير من الأسر إلى التخلي عن مقتنياتها الخاصة – من أثاث وأجهزة منزلية – في محاولة يائسة لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة، كالغذاء والدواء والماء والكهرباء.
وفي المقابل، تتخذ الجهات المتسببة في هذا التدهور، وعلى رأسها بعض المؤسسات الحكومية، موقف المتفرج أو حتى المتواطئ، دون أن تبدي أي تحرك فعلي لمعالجة الكارثة المتفاقمة.
حرب الخدمات: معاناة يومية تُهدد بالانفجار
لا يمكن تجاهل أن ما يحدث في عدن وغيرها من مناطق الجنوب هو نتيجة لحرب خدمات ممنهجة، تستهدف المواطن في تفاصيل حياته اليومية.
فالأزمات المتراكمة – من انقطاع الكهرباء وغياب المياه، إلى غلاء المعيشة وتدهور العملة – تجعل الجنوب يعيش حالة مركبة من الغضب والخذلان والصبر المهدد بالانفجار.
واقع معيشي يضغط على آخر أعصاب المواطن
أصبح المواطن في عدن غير قادر على الصمت أو الاحتمال، فقد بلغ الوضع حدًا لا يمكن تجميله أو الالتفاف عليه.
الرواتب لا تكفي ليوم واحد، والعملة الوطنية تنهار أمام أعين الناس، والأسعار تواصل الصعود بلا رقيب، فيما تتراجع الخدمات الأساسية بوتيرة متسارعة، ما جعل العيش الكريم أمنية صعبة المنال.
الحكومة أمام اختبار أخلاقي ومصيري
أمام هذا الواقع الكارثي، تبرز مسؤولية الحكومة والقوى الفاعلة في الداخل، إذ لم تعد حرب الخدمات مجرد "أزمة" يمكن تجاوزها بالصبر، بل تحولت إلى معركة وجودية يخوضها المواطن الجنوبي يوميًا.
ولا يمكن فصل هذا التدهور عن مخططات معادية تسعى لتركيع الجنوب، باستخدام الخدمات كسلاح سياسي بهدف كسر إرادة الناس وإرهاقهم نفسيًا واقتصاديًا.
هل نقترب من لحظة الانفجار؟
الخطير في هذا المشهد أن عوامل الانفجار الاجتماعي باتت كلها حاضرة، ليس بسبب حدث طارئ أو أزمة عابرة، بل نتيجة سياسات متعمدة أدت إلى هذا الانهيار، في وقت لم تعد فيه أبسط متطلبات الحياة متاحة للجميع.
إن استمرار هذا الوضع يهدد ليس فقط الاستقرار المعيشي، بل أسس السلم الاجتماعي ذاته، ما يتطلب تحركًا عاجلًا وحقيقيًا من جميع الأطراف المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تنفجر الأوضاع بشكل لا يُمكن احتواؤه لاحقًا.
يعيش الجنوب بحالة ترقب لسياسات الحكومة تجاه حرب الخدمات في ظل تحديات يفرضها انهيار الوضع الاقتصادي وتردي الظروف المعيشية.
يواصل شعب جنوب اليمن مراكمة الإنجازات السياسية والعسكرية والدبلوماسية، في سبيل تحقيق التحرر من الاحتلال اليمني ودحر مؤامرات قوى الشر.
#المشهد_الجنوبي.. في الوقت الذي تبذل فيه جهود كبيرة لإعادة فتح الطرقات الحيوية بما في ذلك طريق الضالع - صنعاء، عملًا على تخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن سنوات الحرب، جاء القصف المدفعي الحوثي الأخير على قطاع الجب شمال غرب الضالع ليكشف عن الوجه الحقيقي للمليشيات الحوثية ومن خلفها قوى الاحتلال اليمنية.
فتلك القوى والتيارات الإرهابية المارقة ترى في معاناة الجنوبيين ورقة للابتزاز السياسي، وسلاحًا لإبقاء الجنوب في دائرة الفوضى والشلل.
الهجوم الحوثي لم يكن مجرد تصعيد عسكري معزول، بل يمثل رسالة سياسية واضحة مفادها أن هذه المليشيات الإرهابية لا تزال ترفض أي مساعٍ من شأنها تحسين الأوضاع الإنسانية، خصوصًا في الجنوب.
ومن الواضح أنَّ أي خطوة نحو الانفراج، كفتح الطريق بين الضالع وصنعاء، على أنها تهديد لمصالح قوى النفوذ اليمنية التي اعتادت توظيف الجغرافيا كسلاح، والمعاناة كوسيلة للضغط.
القوى اليمنية سواء مليشيات الحوثي أو القوى المتحالفة أو المتآمرة معها وفي مقدمتها المليشيات الإخوانية، لديها هدف واحد وهو إبقاء الجنوب تحت وطأة الأزمات، ومنع أي استقرار أو تنمية يمكن أن يعزز مسار استعادة الدولة الجنوبية أو يرسخ مؤسساتها.
ويأتي استهداف الضالع - وهي بوابة الجنوب ومفتاحه الاستراتيجي - في هذا السياق، لتذكير الجميع بأن مشروع الاحتلال لا يزال نشطًا، ولو بأدوات مختلفة.
فتح الطريق بين الضالع وصنعاء ليس مجرد قضية لوجستية، بل يحمل بُعدًا استراتيجيًا، حيث يسهم في تسهيل حركة المواطنين، وتنشيط التجارة، وتخفيف الأعباء على السكان.
هذا الأمر تخشاه المليشيات الحوثية وأذرعها الإرهابية، لأنها تفقد من خلاله واحدة من أوراق الحصار التي دأبت على استخدامها ضد الجنوب منذ سنوات.
كما أن توقيت التصعيد الحوثي يكشف عن نوايا مبيتة لتقويض أي فرصة لتحسين الأوضاع المعيشية، في ظل مساعٍ يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز الاستقرار، وبناء شراكات داخلية وخارجية تدفع باتجاه التنمية والإغاثة.
فكل تقدم في الجنوب سواء اقتصادي أو خدماتي يُقابله استهداف مباشر من قوى الاحتلال التي تدرك أن الجنوب المستقر يعني نهاية مشروعها التوسعي القائم على الفوضى والتحكم بالممرات والقرارات.
أمام هذا المشهد، لا بد من قراءة التصعيد الحوثي في الضالع باعتباره امتدادًا لسياسة شاملة تستهدف الجنوب شعبًا وأرضًا، وتمنع عنه أي متنفس يمكن أن يعيد إليه الحياة الطبيعية.
ومع ذلك، يظل الجنوب بقيادته وقواته وشعبه أكثر وعيًا من أن يقع فريسة لهذه المخططات، حيث أصبح يدرك تمامًا أن تحسين أوضاعه يبدأ بتأمين أرضه، وفضح هذه الأجندات أمام الرأي العام المحلي والدولي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
