اليابان تحيي الذكرى الثالثة لاغتيال شينزو آبي وسط أجواء من الحزن والاحترام الصامت
في مشهد مفعم بالأسى والاحترام، أحيى المواطنون اليابانيون اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، من خلال وضع الزهور أمام منصة تذكارية أقيمت بالقرب من موقع الجريمة في مدينة نارا، غرب اليابان، حيث وقع الهجوم في 8 يوليو 2022.
وبحسب ما نقله موقع "Nippon"، فقد نُصبت المنصة التذكارية بمبادرة من مجموعة من المتطوعين أمام محطة "ياماتو-سايدايجي"، وهي المحطة التي شهدت واحدة من أكثر الحوادث السياسية دموية في تاريخ اليابان الحديث.
وتوافد المواطنون بهدوء إلى المنصة لإحياء ذكرى آبي، في طقس جنائزي يطغى عليه التأمل والصمت.
ولاحترام قوانين الانتخابات التي تمنع أي نشاط سياسي خلال الحملة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ، المقررة في 20 يوليو الجاري، تم تغطية صورة شينزو آبي بالقماش الأبيض فوق المنصة، التزامًا بالقواعد التي تقيّد ظهور الشخصيات السياسية في الأماكن العامة خلال فترة الحملات الانتخابية.
شينزو آبي، الذي يُعد أطول رؤساء وزراء اليابان بقاءً في المنصب، كان قد تعرض لإطلاق نار من مسدس محلي الصنع أثناء إلقائه خطابًا لدعم مرشح انتخابي، عند الساعة 11:30 صباحًا من يوم الحادث.
وأصيب برصاصتين في الرقبة والصدر، وتوفي لاحقًا في المستشفى عن عمر ناهز 67 عامًا.
أما المتهم بتنفيذ عملية الاغتيال، "تيتسويا ياماجامي"، فقد اعترف أثناء التحقيقات بأنه استهدف آبي بدافع كراهية شديدة تجاه "كنيسة التوحيد"، وهي طائفة دينية أثارت جدلًا واسعًا في اليابان بسبب ممارساتها المالية، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد بوجود صلة بين آبي والكنيسة.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة ياماجامي في محكمة مقاطعة نارا يوم 28 أكتوبر المقبل، أمام قاضٍ متخصص في قضايا الجرائم الكبرى.
ويُعد اغتيال آبي أول عملية قتل تطال رئيس وزراء ياباني بعد الحرب العالمية الثانية، وسادس حادث من نوعه منذ تأسيس إمبراطورية اليابان، حيث سبقه في ذلك سايتو ماكوتو وتاكاهاشي كوريكيو في حادثة 26 فبراير عام 1936.
اغتيال آبي ما يزال يُشكّل صدمة عميقة للمجتمع الياباني الذي ما دام تباهى بانخفاض معدلات الجريمة فيه، ويجدد النقاش العام حول الأمن السياسي ومراقبة الجماعات الدينية المثيرة للجدل في البلاد.
