7 يوليو.. جرح مفتوح في ذاكرة الجنوب وميلاد الثورة التحررية

تعببرية
تعببرية

في السابع من يوليو، يستحضر شعب الجنوب العربي الذكرى الـ31 لاجتياح الجنوب في عام 1994، حين أقدمت قوات الاحتلال اليمني على شن حرب شعواء أنهت كل آمال الشراكة الحقيقية، ومهّدت لمرحلة من القهر والإقصاء وتفكيك مؤسسات الدولة الجنوبية. 

لم يكن ذلك اليوم نهاية لحرب، بل بداية لمعاناة شعب، ومرحلة مظلمة من مصادرة الحقوق واغتيال الكرامة.

73 يومًا من الجحيم

خلال 73 يومًا متواصلة، عاش أبناء الجنوب تحت نيران المدافع والطائرات التابعة لنظام صنعاء، في واحدة من أبشع الحروب التي استخدمت فيها الفتاوى الدينية التكفيرية والتحريض الطائفي لتبرير قتل الجنوبيين. لم تسلم المساجد ولا المستشفيات، ولا حتى منشآت الكهرباء والمياه من قصف الاحتلال، لتصبح الحرب عدوانًا على الأرض والإنسان.

الاحتلال المستمر بعد الحرب

لكن المأساة لم تنتهِ بانتهاء المعركة العسكرية، بل بدأ الاحتلال الحقيقي في 7 يوليو 1994. حيث تمادت سلطة صنعاء في قمع الجنوبيين، وتسريح عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، ومصادرة الأراضي والثروات، وطمس الهوية الجنوبية سياسيًا وثقافيًا. تحوّل الجنوب إلى "غنيمة حرب"، في مشهد لا يشبه إلا مراحل الاستعمار التقليدي، وفقًا لتوصيفاتهم الرسمية.

من القهر إلى المقاومة

رغم القمع والتنكيل، لم يستسلم الجنوبيون، بل حوّلوا آلامهم إلى شرارة ثورة. وفي مثل هذا اليوم من العام 2007، انطلقت أولى مظاهر الحراك الجنوبي السلمي، الذي تطوّر لاحقًا إلى ثورة شعبية مسلحة، حققت أبرز أهدافها بطرد الاحتلال وتطهير الأرض من الجماعات الإرهابية المدعومة من صنعاء.

ثمرة النضال: المجلس الانتقالي الجنوبي

استمرت المسيرة النضالية، وقدّمت تضحيات جسيمة تمثلت في عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، حتى تُوجت بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، ككيان سياسي يمثل تطلعات الجنوبيين ويقود مسيرة التحرير نحو استعادة الدولة.

جنوب اليوم.. أمن واستقرار وقيادة قوية

بعد مرور 31 عامًا، تغيّرت المعادلة. فالجنوب اليوم لم يعد كما كان، إذ يمتلك قيادة سياسية وعسكرية راسخة، وقوة أمنية منظمة تحمي الأرض والعرض، من المهرة شرقًا حتى باب المندب غربًا. في المقابل، يعيش الغزاة السابقون واقع الذل والشتات، بينما صنعاء، عاصمتهم، باتت محتلة من مليشيات الحوثي، في مفارقة تعكس عدالة التاريخ.

حملة إعلامية تؤكد ثبات القضية

تزامنًا مع الذكرى، أطلق ناشطون جنوبيون حملة إعلامية إلكترونية على مواقع التواصل، لتجديد العهد لدماء الشهداء، والتأكيد على أن لا مساومة على استقلال الجنوب. وأوضح المشاركون في الحملة أن حرب 7 يوليو لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل مشروع قمع واقتلاع للهوية الجنوبية.

من يوم مأساة إلى يوم مجد

على عكس ما أراده الغزاة، تحوّل السابع من يوليو إلى "يوم الأرض والانتفاضة"، حيث خرج الجنوبيون في 2007 معلنين انطلاق الحراك السلمي، الذي أصبح فيما بعد مشروعًا سياسيًا ناضجًا. ومع تأسيس المجلس الانتقالي، دخل الجنوب مرحلة جديدة من العمل الوطني الواعي والمُنظَّم.

دعوة للمجتمع الدولي: دعم حق تقرير المصير

أكّد محللون وناشطون جنوبيون أن الوحدة اليمنية انتهت فعليًا مع بدء الحرب في 1994، داعين المجتمع الدولي والعربي والإقليمي للاعتراف بحق شعب الجنوب في استعادة دولته وتقرير مصيره. كما جددوا رفضهم لمحاولات إحياء برلمان الاحتلال اليمني المنتهي الصلاحية، معتبرين إياه من بقايا النظام الذي شنّ الحرب الظالمة على الجنوب.

من الألم إلى الأمل

اليوم، وبعد 31 عامًا من الألم، بات الجنوب أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدفه في استعادة الدولة الجنوبية. لقد علّم الجنوب العالم أن الجراح تصنع الصلابة، وأن الاحتلال لا يمكن أن ينتصر على إرادة شعب حي، وأن الحقوق تُنتزع حين تتسلّح بالإرادة، والوحدة، والوعي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1