فايننشال تايمز: سياسات ترامب المالية تقوض الثقة العالمية في الدولار الأمريكي

حذرت صحيفة فايننشال تايمز من أن السياسات المالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب هجماته المتكررة على استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قد تؤدي إلى تآكل مكانة الولايات المتحدة كملاذ آمن للمستثمرين الأجانب، مما يهدد الاستقرار المالي العالمي على المدى البعيد.
وجاء التحذير بناءً على استطلاع أجرته الصحيفة البريطانية شمل نخبة من الخبراء الاقتصاديين، حيث عبّر أكثر من 90% منهم عن قلقهم من تراجع موثوقية الأصول المقوّمة بالدولار الأمريكي كملاذ آمن خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، نتيجة السياسات المعلنة لإدارة ترامب.
وأشار الاستطلاع إلى أن خطة ترامب الاقتصادية من المتوقع أن تدفع الدين الفيدرالي الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك قبل نهاية هذا العقد، في ظل اعتماد إنفاق توسعي واسع النطاق.
وعقب إعلان ترامب، في الثاني من أبريل الماضي، عن حزمة جديدة من التعريفات الجمركية المتبادلة، شهدت الأسواق العالمية موجة بيع حادة، خالفت المعتاد في مثل هذه الأزمات، حيث انخفض الدولار الأمريكي بدلًا من أن يرتفع، ما أثار قلق المستثمرين بشأن الثقة المستمرة في العملة الأمريكية كملاذ آمن.
ويُتداول الدولار حاليًا عند أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، وسط تزايد المخاوف من هشاشة السياسة المالية الأمريكية، إلى جانب تراجع استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، خاصة مع الهجمات المتكررة من قبل ترامب على رئيسه جيروم باول، على خلفية امتناعه عن خفض أسعار الفائدة.
وترافق ذلك مع انخفاض توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، حيث انخفض متوسط تقديرات النمو إلى 1.5% خلال العام الجاري، مقارنة بـ1.6% سابقًا، في ظل تراجع ثقة الشركات والمستهلكين بعد قرارات التعريفات الجمركية، رغم بعض التعافي النسبي في الأسواق بفضل هدنة تجارية مؤقتة مع الصين.