ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج.. الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح
ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج، واحد من الأسئلة المهمة التي تدور في الأذهان، حيث يستعد الحجاج لإنهاء مناسك الحج فالمتعجل منهم يغادر قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق، وغير المتعجل ينتظر إلى الغد ثالث أيام الشريق، وفي كلا الحالتين سيكون طواف الوداع آخر خطوة في مناسك الحج، ولكن ما حكم ترك طواف الوداع.
ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج
لكل من يتساءل ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج، فقد أوضحت الصفحة الرسمية لـ مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بموقع فيس بوك، إنه بعد رمي الجمار يوم النحر ركب سيدنا رسول الله ﷺ فأفاض إلى البيت فطاف في يوم النحر وصلّى بمكة الظهر.
وأمر أصحابه ﷺ بطواف الوداع، وأن يكون آخر عهدهم بالبيت الحرام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ». [أخرجه مسلم]
ووفقا لجمهور أهل العلم، يعتبر طواف الوداع، هو آخر ما يفعله الحاج قُبيل سفره إلى وطنه بعد انتهاء المناسك، ومتى فعلته فيمكنه السفر فورًا، وهذا الطواف سنة، ويستحب له وهو يطوف طواف الوداع أن يجتهد في الدعاء، وأن يقول:
"اللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، حَمَلْتَنِي عَلَى مَا سَخَّرْتَ لِي مِنْ خَلْقِكَ، حَتَّى سَيَّرْتَنِي فِي بِلَادِكَ، وَبَلَّغْتَنِي بِنَعْمَاكَ حَتَّى أَعَنْتَنِي عَلَى قَضَاءِ مَنَاسِكَكَ، فَإِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فَازْدَدْ عَنِّي رِضًا، وَإِلَّا فَمُنَّ الْآنَ قَبْلَ أَنْ تَنْأَى عَنْ بَيْتِكَ دَارِي، فَهَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي إِنْ أَذِنْتَ لِي، غَيْرَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَلَا بِبَيْتِكَ، وَلَا رَاغِبٍ عَنْكَ وَلَا عَنْ بَيْتِكَ، اللَّهُمَّ فَاصْحَبْنِي بِالْعَافِيَةِ فِي بَدَنِي، وَالْعِصْمَةِ فِي دِينِي، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبِي، وَارْزُقْنِي طَاعَتَكَ مَا أَبْقَيْتَنِي... اللهم إني أسألك عِلمًا نافعًا، ورِزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء".
وعند ركوب وسيلة السفر للعودة فعلى الحاج أن يقول: {سبحان الذي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} [الزخرف: 13، 14]. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْل، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ. آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ».

حكم ترك طواف الوداع في الحج
اختلف الفقهاء في حكم ترك طواف الوداع في الحج على النحو التالي:
القول الأول: الوجوب وهو مذهب الجمهور: المالكية والشافعية والحنابلة، وعلى من ترك طواف الوداع ذبح شاة لأنه واجب من واجبات الحج، مستشهدين بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: «أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ، إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْحَائِضِ»
القول الثاني: السنية، وهو مذهب الحنفية، فطواف الوداع سنة مؤكدة وليس واجبًا، فمن تركه لا شيء عليه، وهناك حالات تعفى من طواف الوداع مثل الحائض والنفساء، والمقيم في مكة، لا يجب عليه طواف الوداع لأنه ليس مسافرًا، وكذلك من نسي الطواف، فإذا تذكر بعد مغادرة مكة بمسافة قصيرة قبل مفارقة الحرم، يعود ليؤديه، أما إذا ابتعد كثيرًا فلا يجب الرجوع، ولا عليه شيء لأن النسيان معفو عنه بإجماع العلماء.
