تقدم حذر في مفاوضات النووي الإيراني وسط جهود وساطة عمانية وتحذيرات من تصعيد إسرائيلي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تحقيق "بعض التقدم الفعلي" في المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في مؤشر على تحريك المياه الراكدة في مسار التفاوض المتعثر منذ أشهر.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن طهران تدرس حاليًا مجموعة من المقترحات التي قدمتها سلطنة عمان، في إطار مساعيها لإزالة العقبات التي تعيق استئناف المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن.
وأوضح عراقجي، في تصريحات أدلى بها مساء الأحد خلال مشاركته في فعالية "يوم إفريقيا 2025" بالعاصمة الإيرانية طهران، أن المبادرات العمانية تخضع للتقييم من قبل كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية، مشددًا على أن الهدف منها هو كسر الجمود الذي يخيّم على المحادثات منذ فترة طويلة.
ويتمحور الخلاف الرئيسي بين الجانبين الأمريكي والإيراني حول ملف تخصيب اليورانيوم، حيث تطالب واشنطن بتخلي طهران الكامل عن هذه الأنشطة، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي تمامًا، معتبرة أن التخصيب يمثل "حقًا سياديًا غير قابل للتفاوض".
وكانت العاصمة الإيطالية روما قد استضافت، الجمعة الماضية، الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة، بمشاركة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي يضطلع بدور الوسيط الأساسي في هذا المسار الشائك.
وفي تصريح له، أشار الوزير العماني إلى أن الاجتماعات الأخيرة أسفرت عن "تقدم ملموس لكنه غير حاسم"، معربًا عن تفاؤله بوجود إرادة سياسية من الجانبين للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، وتهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل في المستقبل القريب.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية وسط تصاعد التوترات الإقليمية، لا سيما مع تصاعد التحذيرات الغربية بشأن إمكانية إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربات استباقية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يضفي أهمية بالغة على أي جهد يهدف إلى تجنب انفجار الموقف في المنطقة.
