وول ستريت تتراجع بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة على الاتحاد الأوروبي وآبل
شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا، عقب تصعيد جديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدّد خلاله بفرض رسوم جمركية مرتفعة على شركة آبل والاتحاد الأوروبي، مما أثار مخاوف المستثمرين وأعاد حالة التوتر إلى أسواق المال.
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 148 نقطة، ما يعادل تراجعًا بنسبة 0.4%، كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنفس النسبة، في حين شهد مؤشر ناسداك المركب انخفاضًا أكبر بنسبة 0.7%، وفقًا لتقارير شبكة "سي إن بي سي".
جاء هذا التراجع بعد أن نشر ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال" تصريحات صريحة طالبت فيها بأن تكون أجهزة آيفون المباعة في الولايات المتحدة مصنوعة محليًا، محذرًا من فرض رسوم جمركية لا تقل عن 25% على شركة آبل إذا لم تلتزم بهذا الشرط.
وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها ترامب شركة محددة ضمن برنامجه للرسوم الجمركية لهذا العام.
علاوة على ذلك، أعرب ترامب عن استيائه من المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، واصفًا إياها بأنها "لا تحقق أي تقدم"، وأوصى بفرض رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية بدءًا من الأول من يونيو 2025.
في المقابل، حاول البيت الأبيض تخفيف حدة القلق، حيث أوضح مراسل "سي إن بي سي" إيمون جافيرز أن تصريحات ترامب لم تُعتبر بيانًا رسميًا لسياسة الحكومة الأمريكية، ما أدى إلى انتعاش طفيف في الأسهم بعد تسجيلها أدنى مستوياتها في جلسة التداول.
وتأتي هذه التصريحات في وقت كان فيه التوتر التجاري قد انخفض بعد فرض ترامب رسوم جمركية شاملة في أبريل الماضي، والتي أثرت سلبًا على الأسواق وأدت إلى قرب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من الدخول في سوق هابطة.
ثم تراجع ترامب عن فرض بعض الرسوم خلال فترة توقف استمرت 90 يومًا، وأبرم اتفاقيات أولية مع كل من المملكة المتحدة والصين، ما ساهم في تعافي الأسواق.
وكان المستثمرون يراهنون على مزيد من الاتفاقيات خلال فترة التوقف، لكن تحركات ترامب الأخيرة أعادت الأسواق إلى حالة من القلق، ربما تعني أن آمال تحقيق استقرار تجاري قصير الأمد قد تبخرت.
