آمال التهدئة بين موسكو وكييف تضعف بريق الذهب وسط تقلبات الأسواق العالمية
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأميركي وتزايد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ما قلل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.
وسجّل الذهب في التعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3215.59 دولارًا للأونصة، في حين هبطت العقود الآجلة في السوق الأميركية بالنسبة ذاتها، لتُسجل 3220.70 دولارًا.
جاء هذا التراجع في ظل تعافي طفيف للدولار، الذي صعد بعدما بلغ أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع بجلسة يوم أمس، ما جعل الذهب المقوّم بالدولار أقل إغراءً لحائزي العملات الأجنبية الأخرى.
وأوضح كايل رودا، محلل الأسواق في "كابيتال دوت كوم"، أن ردود الفعل المبالغ فيها على خفض التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية بدأت بالتلاشي، مشيرًا إلى أن الأسواق تستجيب الآن بحذر لأخبار إمكانية التهدئة بين موسكو وكييف.
وقد كشف البيت الأبيض عن مكالمة هاتفية جرت أمس الاثنين بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقش الجانبان مبادرة لبدء مفاوضات فورية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف رودا: "لا تزال هناك عمليات شراء عند الانخفاضات القريبة من حاجز 3200 دولار، إلا أن الاتجاه العام يبدو نزوليًا، لا سيما مع احتمالية تراجع منسوب التوترات الجيوسياسية."
ورغم التراجعات الأخيرة، فقد حقق الذهب مكاسب قوية منذ بداية العام، حيث ارتفع بنسبة تقارب 23%، مدعومًا باضطرابات الأسواق وتزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
وفي سياق متصل، يراقب مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الوضع عن كثب، وسط حذر في التعامل مع آثار خفض التصنيف الائتماني والتقلبات المستمرة، بينما تتجه الأنظار نحو تصريحات مرتقبة لعدد من أعضاء المجلس اليوم، والتي قد توفّر مؤشرات أوضح حول مستقبل السياسة النقدية.
وتُشير توقعات الأسواق إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة الأميركية بما لا يقل عن 54 نقطة أساس خلال العام الجاري، مع احتمال أن يبدأ الفيدرالي أولى خطوات التيسير في أكتوبر المقبل.
أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت تباينًا في الأداء، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.6% إلى 32.17 دولارًا للأونصة، واستقر البلاتين عند 998.04 دولارًا، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 971.84 دولارًا.
