لمواجهة التحديات.. كيف سعى المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن إلى بناء مؤسسات أمنية وعسكرية قوية؟
#المشهد_الجنوبي.. مع توالي التطورات على الساحة باتت الحاجة ملحة نحو ضرورة العمل على تعزيز حضور الجنوب العربي وتمكينه على مختلف المستويات بما يمكن أن يساهم في تعزيز حالة الاستقرار.
ففي خضم التحديات الأمنية والسياسية، برز المجلس الانتقالي وهو يقود قضية شعب الجنوبي، كقوة فاعلة في تعزيز الاستقرار ليس فقط في الجنوب لكن على مستوى الإقليم.
على مدار السنوات الماضية ومنذ تأسيسه، سعى المجلس إلى بناء مؤسسات أمنية وعسكرية قوية، مما ساهم في سد الفراغ الناجم عن تقويض قوى الشر، مثل الميليشيات الحوثية والجماعات الإرهابية.
الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي نجح في فرض الأمن وترسيخ معادلة الاستقرار ما أفشل مؤامرات مشبوهة رمت لصناعة فوضى شاملة.
جاء ذلك انطلاقًا من مساعي المجلس نحو بناء مؤسسات دولة جنوبية فاعلة، من خلال تطوير الأجهزة الأمنية والإدارية، وتعزيز ثقة المواطنين في المشروع الوطني.
لهذه الأسباب والعوامل، يتضح جليًّا أن تمكين الجنوب العربي بقيادة المجلس الانتقالي خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
فمن خلال من خلال بناء مؤسسات قوية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، والتواصل الدولي، يمكن للمجلس أن يسد الفراغ الناجم عن تقويض قوى الشر، وبالتالي تفويت الفرصة عليها عن استعادة حضورها من جديد بما يهدد المنظومة الأمنية.
يمثل تدشين بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحضور الدبلوماسي والسياسي للمجلس على الساحة الدولية، ولا سيما لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة.
. تعزيز الاعتراف السياسي والدولي:
إن وجود بعثة رسمية في واشنطن، مقر الحكومة الأمريكية ومركز صنع القرار العالمي، يعزز من فرص المجلس الانتقالي في كسب دعم سياسي دولي لقضيته، ويُعد مؤشرًا على سعيه للعب دور فاعل ومباشر في المشهد السياسي الإقليمي والدولي.
. فتح قنوات للتواصل والتأثير:
تتيح البعثة للمجلس بناء علاقات مباشرة مع الكونغرس، وزارة الخارجية، مراكز البحوث، ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية، مما يسهم في إيصال وجهة نظره والتأثير في السياسات المتعلقة باليمن والجنوب.
. دعم جهود الاستقلال وتقرير المصير:
يُنظر إلى البعثة كخطوة نحو تعزيز مساعي المجلس الانتقالي في الترويج لقضية استقلال الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية، وذلك عبر تقديم ملفات سياسية وحقوقية مدروسة إلى الجهات الفاعلة في واشنطن.
. تعزيز العمل الدبلوماسي والمؤسسي:
يمثل تدشين البعثة نقلة نوعية في العمل الدبلوماسي للمجلس، حيث يتيح له مخاطبة المجتمع الدولي بلغة المؤسسات، ويمنحه إطارًا قانونيًا لتمثيل مصالح الجنوبيين في المحافل الدولية.
. دعم مجتمعات الجالية الجنوبية في الخارج:
وجود بعثة رسمية في واشنطن سيخدم أيضًا الجالية الجنوبية في الولايات المتحدة، من خلال خلق قناة رسمية للتواصل والدعم، وتعزيز ارتباطها بالقضية الوطنية في الجنوب.
واعتبر مراقبون إن تدشين بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في واشنطن يُعد إنجازًا دبلوماسيًا بالغ الأهمية، يؤسس لمرحلة جديدة من الحضور الدولي ويسهم في التمهيد لتحقيق تطلعات الجنوبيين نحو تقرير المصير وبناء دولة مستقلة.
قال شباب الغضب في بيان بمناسبة ذكرى إعلان عدن التاريخي، إننا "نستحضر هذه اللحظة المفصلية في مسيرة نضال شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال".
وجاء في البيان "في مثل هذا اليوم احتشدت جموع غفيرة في ساحة العروض بالعاصمة عدن، معلنة عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض اللواء عيدروس الزُبيدي لقيادة المرحلة القادمة".
في حدث وُصف بأنه محطة استراتيجية فارقة في مسار النضال السياسي والدبلوماسي لشعب الجنوب، دشّن اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة الأمريكية واشنطن، وسط حضور رسمي وشعبي متميز من الجالية الجنوبية وعدد من الخبراء والمهتمين بالشأن اليمني والدولي.
وجاء حفل التدشين في توقيت يحمل رمزية وطنية عميقة، حيث يتزامن مع الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، وهو الإعلان الذي مهّد لانطلاقة المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار سياسي حامل لقضية شعب الجنوب وتطلعاته نحو استعادة دولته المستقلة.
وأكد الزُبيدي في كلمة ألقاها خلال الحفل أن تدشين بعثة المجلس في واشنطن يمثل "محطة مفصلية في مسار العمل السياسي والدبلوماسي الجنوبي"، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتثبيت الحضور الجنوبي في الساحة الدولية، وتفعيل قنوات التواصل مع صناع القرار في الولايات المتحدة ومؤسساتها السياسية والفكرية.
وأوضح الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتطلع إلى بناء "شراكات فاعلة" مع المجتمع الأمريكي، بما يخدم مصالح شعب الجنوب ويُسهم في دعم جهود السلام والتنمية في المنطقة. وأضاف: "نعمل بكل التزام ومسؤولية على توسيع دائرة التفاعل الإيجابي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما يخدم قضيتنا ويُعزز حضورنا السياسي والدبلوماسي".
وأشاد الزُبيدي في كلمته بالجهود الحثيثة التي بذلها فريق المجلس في الولايات المتحدة، مثمنًا ما وصفه بـ "الدور الوطني الرائد" للجالية الجنوبية هناك، التي لم تتوانَ منذ انطلاق الحراك الجنوبي عن إيصال صوت الجنوب إلى المنابر السياسية والحقوقية والإعلامية في أمريكا.
وأشار إلى أن افتتاح بعثة واشنطن يُعد بمثابة الخطوة الأولى في خطة استراتيجية تهدف إلى افتتاح بعثات تمثيلية للمجلس في عواصم القرار العالمي، لنقل القضية الجنوبية من إطارها المحلي والإقليمي إلى نطاق دولي واسع، يعكس حقيقة تطلعات الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته على حدود ما قبل عام 1990.
وتُعد بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في واشنطن أول تمثيل رسمي من نوعه للمجلس في الولايات المتحدة، وتأتي في سياق جهود دبلوماسية مكثفة يقودها المجلس منذ سنوات، تمثلت في المشاركة في محافل ومؤتمرات دولية، ولقاءات مع مسؤولين ومراكز أبحاث ودوائر صنع القرار في عدة عواصم كبرى.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها مؤشرًا واضحًا على تطور الأداء السياسي والدبلوماسي للمجلس، ونجاحه في ترسيخ القضية الجنوبية كملف قائم بذاته في أجندة الحوار الإقليمي والدولي حول مستقبل اليمن والمنطقة.
وفي ختام كلمته، عبّر الزُبيدي عن ثقته الكاملة بأن هذه الخطوات الدبلوماسية ستسهم في استعادة كافة حقوق شعب الجنوب المشروعة، قائلًا: "إن غدًا لناظره قريب"، في إشارة إلى ما يعتبره كثيرون حتمية تحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة دولته كاملة السيادة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الجنوب تحولات سياسية وأمنية متسارعة، وسط تأكيد شعبي واسع على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل السياسي والوطني لقضية الجنوب، وحامل مشروع التحرير والاستقلال.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
