ألمانيا تتجه لتسجيل أدنى عدد من طلبات اللجوء منذ أكثر من عقد وسط إجراءات حكومية مشددة
توقعت وزيرة الداخلية الألمانية المنتهية ولايتها، نانسي فيزر، أن يشهد العام 2025 تراجعًا كبيرًا في عدد طلبات اللجوء المقدمة في ألمانيا، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات.
وفي تصريحات صحفية، أوضحت فيزر أنه "إذا استمر تراجع الهجرة غير النظامية بنفس الوتيرة القوية التي شهدناها خلال العامين الماضيين، فقد يُسجَّل أقل من 100 ألف طلب لجوء هذا العام"، وهو ما سيكون أدنى عدد منذ عام 2012، حيث تشير بيانات المكتب الاتحادي للهجرة إلى أن آخر مرة سُجل فيها رقم مماثل كانت في ذلك العام.
يُذكر أن عدد طلبات اللجوء في عام 2024 بلغ نحو 251 ألفًا، منخفضًا من 352 ألفًا في عام 2023.
ومن جانبه، أعلن خليفة فيزر المرتقب، ألكسندر دوبرينت، المنتمي إلى حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ، عن نيته اتخاذ تدابير أكثر صرامة لضبط الحدود عند توليه مهامه رسميًا الأسبوع المقبل.
وفي تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ"، أكد دوبرينت أن "خفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين أولوية"، مشيرًا إلى خطة لتعزيز الرقابة الحدودية وإرسال آلاف الموظفين الإضافيين لدعم الشرطة، فضلًا عن تكثيف المراقبة الجوية في المناطق الحدودية.
وتأتي هذه التحركات في إطار سعي الحكومة الألمانية الجديدة إلى تشديد سياساتها تجاه الهجرة، في محاولة لكبح صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي استثمر في حالة الإحباط الشعبي المتزايدة من أوضاع الهجرة وأمن الحدود.
وتشهد ألمانيا منذ سنوات حالة من الجدل المستمر حول سياسات اللجوء والهجرة، في ظل تزايد أعداد الوافدين والضغوط السياسية والاجتماعية الناجمة عن ذلك، ويبدو أن برلين مقبلة على مرحلة جديدة أكثر حسمًا في هذا الملف المعقد.
