كيف يُعد إعلان عدن التاريخي من أبرز المحطات التي وحّدت الصف الجنوبي خلف قيادة وطنية موحدة؟
#يوم_اعلان_عدن_التاريخي.. يحتفل شعب الجنوب، الأحد 4 مايو 2025، بذكرى "إعلان عدن التاريخي"، المحطة المفصلية في مسيرة النضال الجنوبي المعاصر، والذي أعلن في مثل هذا اليوم من العام 2017، مانحًا الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي تفويضًا شعبيًا واسعًا لقيادة المرحلة، وتمثيل قضية استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل عام 1990.
ويكتسب الاحتفاء بذكرى هذا العام طابعًا استثنائيًا، حيث يتزامن مع افتتاح بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي بصفة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في العاصمة واشنطن، في خطوة وُصفت بأنها "تحول استراتيجي" في مسار القضية الجنوبية نحو الحضور الدبلوماسي الفاعل على المستوى الدولي.
يُعد إعلان عدن التاريخي من أبرز المحطات التي وحّدت الصف الجنوبي خلف قيادة وطنية موحدة، بعد عقود من التشتت السياسي. وقد مثّل نقطة انطلاق نحو تأسيس كيان سياسي حامل لقضية الجنوب، وهو ما تم ترجمته لاحقًا عبر تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قاد منذ ذلك الحين تحولات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وفي هذه المناسبة، يجدد شعب الجنوب تأكيده على التفويض الوطني الكامل للواء عيدروس الزُبيدي لقيادة المرحلة القادمة، باعتباره الممثل الشرعي لقضية الجنوب من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
منذ إعلان عدن، ترسخت العاصمة عدن كرمز سياسي ومركز للقرار السيادي الجنوبي، حيث اتخذ منها المجلس الانتقالي الجنوبي مقره الرئيس، ومنها انطلقت القرارات والمواقف التي أعادت للجنوب حضوره في المعادلة السياسية اليمنية والإقليمية.
كما لعبت القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية دورًا بطوليًا في تثبيت الأمن والدفاع عن السيادة، مقدمة منذ عام 2017 تضحيات جسيمة في سبيل حماية الأرض واستعادة القرار الوطني.
شهدت السنوات التي أعقبت إعلان عدن إنجازات سياسية وعسكرية ودبلوماسية لافتة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أثبت فاعليته كحامل سياسي مسؤول لقضية شعب الجنوب.
فمن توقيع اتفاق الرياض، إلى الشراكة في مجلس القيادة الرئاسي، وصولًا إلى الحضور في المحافل الإقليمية والدولية، نجح المجلس بقيادة الزُبيدي في تثبيت موقع الجنوب كرقم صعب في المعادلة السياسية، دون أن يتنازل عن ثوابت القضية الجنوبية وحق الشعب في استعادة دولته.
ويجدد شعب الجنوب، في هذه الذكرى، تمسكه بحقه المشروع في استعادة دولته المستقلة بحدود ما قبل 21 مايو 1990، مؤكدًا رفضه القاطع لأي تسويات سياسية تتجاوز قضيته العادلة أو تحاول فرض حلول لا تُلبي تطلعاته الوطنية.
كما شدد على أهمية تثبيت موقع الجنوب في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، باعتباره شريكًا فاعلًا في جهود تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من تحديات أمنية متفاقمة.
افتتاح بعثة رسمية للمجلس الانتقالي الجنوبي في واشنطن، بالتزامن مع هذه الذكرى، يمثل تتويجًا لجهود سياسية ودبلوماسية متواصلة قادها الرئيس الزُبيدي خلال زياراته ولقاءاته في الولايات المتحدة.
وتُعد هذه البعثة أول تمثيل دبلوماسي جنوبي رسمي في العاصمة الأمريكية، ما يعكس تطورًا نوعيًا في الحضور الجنوبي على الساحة الدولية، ويعزز فرص إيصال صوت الجنوب إلى صناع القرار الأميركيين ومراكز التأثير.
ويرى مراقبون أن افتتاح البعثة في واشنطن يُشكّل لحظة استراتيجية فارقة في مسار مشروع التحرير والاستقلال، إذ لم يعد الجنوب مجرد قضية محلية أو إقليمية، بل بات له تمثيل مؤسسي في واحدة من أهم العواصم العالمية.
في ذكرى إعلان عدن، وبافتتاح بعثة واشنطن، يؤكد الجنوبيون أنهم ماضون في طريق استعادة دولتهم، معتمدين على التفويض الشعبي، والرؤية السياسية الواضحة، والنجاحات الدبلوماسية المتراكمة.
ويُعد هذا الحدث – حسب المجلس الانتقالي – دليلًا على نضج المشروع الوطني الجنوبي، واستعداده للانتقال من مرحلة المطالبة إلى مرحلة الشراكة الدولية، في سبيل تحقيق تطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال، ضمن إطار سياسي مسؤول ومنفتح على العالم.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
