غرامة أوروبية تاريخية على تيك توك تفجّر أزمة متصاعدة بين بروكسل وبكين

الإتحاد الأوروبي
الإتحاد الأوروبي

 

في تصعيد غير مسبوق للتوترات الرقمية بين أوروبا والصين، فرضت هيئة حماية البيانات في أيرلندا غرامة قياسية على تطبيق "تيك توك" بقيمة 530 مليون يورو، في خطوة وصفتها مجلة "بولتيكو" بأنها تمثل تحولًا جذريًا في موقف الاتحاد الأوروبي تجاه سياسات المراقبة الصينية.

وتمثل هذه الغرامة التي تعد الأضخم من نوعها على شركة صينية في أوروبا أول إجراء قانوني صارم يتخذ استجابة لمخاوف أوروبية طويلة الأمد من القوانين الصينية التي تتيح للحكومة الوصول إلى بيانات المستخدمين.

وبحسب "بولتيكو"، فإن القرار الأيرلندي يتجاوز كونه إجراءً تنظيميًا، ليرتقي إلى مستوى الرسالة السياسية الصارمة: الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع انتهاكات خصوصية مواطنيه، خاصة إذا كانت تنبع من دول لا تتماشى قوانينها مع القيم الأوروبية الأساسية، مثل احترام كرامة الإنسان وسيادة القانون.

وذكرت الهيئة أن "تيك توك" أرسل بيانات مستخدمين أوروبيين إلى الصين دون توفير ضمانات كافية لحمايتهم من تدخل السلطات الصينية، وهو ما يُعد خرقًا واضحًا للائحة العامة لحماية البيانات (GDPR).

ورغم أن القرار لا يشمل حظر التطبيق، إلا أنه يمنح الاتحاد الأوروبي سلطة موسعة لمراقبة عملياته، ويضع الشركات الأوروبية أمام تحديات متزايدة في تعاملاتها الرقمية مع بكين، وسط بيئة قانونية صينية تُلزم الشركات المحلية بالكشف بياناتها عند طلب الجهات الأمنية.

ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها مفترق طرق في العلاقات الرقمية بين الجانبين، حيث باتت بروكسل توجه أنظارها الرقابية نحو بكين بعدما ركزت طويلًا على الولايات المتحدة، ما ينذر بمزيد من التوتر في العلاقات الأوروبية الصينية خلال المرحلة المقبلة.