ترامب يعيد خلط أوراق العلاقة بين الدين والدولة
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بشأن مبدأ فصل الكنيسة عن الدولة في الولايات المتحدة، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بإنشاء لجنة رئاسية تُعنى بالحرية الدينية، مؤكدًا في تصريحات علنية ميله الواضح لإعادة الدين إلى صدارة المشهد السياسي.
وخلال مشاركته في فعالية بمناسبة "اليوم الوطني للصلاة" أقيمت في حديقة الورود بالبيت الأبيض، قال ترامب أمام الحضور من الصحفيين ورجال الدين: "يتحدثون دائمًا عن فصل الدين عن الدولة، لكنني قلت لهم: دعونا ننس هذا الأمر ولو لمرة واحدة".
وتشير مجلة "بوليتيكو" إلى أن الدستور الأمريكي، رغم عدم منعه التدين، ينص صراحة على عدم وجود "دين وطني"، ما يُفسر تاريخيًا بأنه فصل ضروري بين مؤسسات الدولة والمعتقدات الدينية.
لكن ترامب، الذي لا يُعرف عنه التردد المستمر على الكنائس، يرى في التيار المسيحي المحافظ قاعدة جماهيرية محورية لحركته السياسية.
وأضاف ترامب: "يقولون إنه يوجد فصل حقيقي.. لا أعلم هل هذا أمر جيد أم لا. ما أعرفه أنكم هنا في البيت الأبيض، تمثلون أمتنا، ونحن نعيد الدين إلى البلاد، وهذا أمر بالغ الأهمية".
ويُعد هذا الإجراء تتويجًا لسلسلة من التحركات التي اتخذها ترامب سابقًا لتعزيز حضوره بين القواعد الدينية، من بينها إنشاء مكتب للإيمان داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض، واستضافة قساوسة للصلاة في المكتب البيضاوي وفي اجتماعات مجلس الوزراء، بالإضافة إلى قراراته الرامية إلى ما وصفه بـ "مكافحة التحيز ضد المسيحية" داخل المؤسسات الحكومية.
وسيرأس اللجنة الجديدة دان باتريك، نائب حاكم ولاية تكساس، فيما يتولى الدكتور بن كارسون، وزير الإسكان والتنمية الحضرية في إدارة ترامب الأولى، منصب نائب الرئيس.
وقال باتريك خلال المناسبة: "لم يسبق لرئيس أمريكي أن استشهد باسم يسوع كما فعلت أنت".
من جانبها، أكدت باولا وايت، كبيرة مستشاري ترامب والمشرفة على مكتب الإيمان، أن "الصلاة ليست مجرد فعل ديني بل ضرورة وطنية"، ودعت في إحدى صلواتها إلى أن يُمنح ترامب "حكمة تتجاوز الفهم البشري"، مشددة على حاجة الأمة إلى "إعادة ضبط روحية" تحترم القيم المقدسة وتتماشى مع المقاصد الإلهية.
