برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته لمناطق الحوثيين بعد نهب مستودعاته
في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين جماعة الحوثي والمنظمات الإنسانية الدولية، أعلن نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، عن تعليق شحنات وتوزيع المواد الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمال اليمن، وذلك بعد تعرض أحد مستودعات البرنامج في محافظة صعدة لعملية نهب واسعة.
وأوضح سكاو، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في البرنامج، أن المستودع الذي تمت السيطرة عليه في منتصف مارس الماضي، تمت سرقة مساعدات غذائية منه تُقدّر قيمتها بنحو 1.6 مليون دولار.
وقد دفع هذا الحادث برنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ قرار بوقف إرسال أي شحنات جديدة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
ويأتي هذا التعليق في وقت يواجه فيه اليمن أزمة إنسانية متفاقمة، حيث أشار استطلاع أجراه البرنامج في وقت سابق إلى أن حوالي 62% من الأسر اليمنية تعجز عن تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، فيما يعاني نحو 17 مليون شخص – أي ما يقارب نصف سكان البلاد – من انعدام الأمن الغذائي.
ويُعدّ نهب المستودع أحدث حلقة في سلسلة من التوترات بين الحوثيين والأمم المتحدة، إذ أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الجماعة احتجزت في الأشهر الأخيرة العشرات من موظفي الأمم المتحدة، إلى جانب أفراد مرتبطين بمنظمات إغاثية ومجتمع مدني، وحتى بعض العاملين في السفارة الأمريكية السابقة في صنعاء.
وكان برنامج الأغذية العالمي وعدد من الوكالات الأممية قد قرروا في فبراير الماضي تعليق عملياتهم في محافظة صعدة، عقب اعتقال 7 موظفين تابعين للبرنامج وموظف أممي آخر، وتوفي أحدهم لاحقًا أثناء احتجازه.
ورغم استمرار بعض الأنشطة الإنسانية المحدودة في مناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين، إلا أن قرار وقف شحنات الغذاء يمثل انتكاسة خطيرة لجهود الإغاثة، في بلد أنهكته الحرب والانهيار الاقتصادي وتفاقم الأوضاع المعيشية.
