أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.. رحلة حافلة بالعطاء ومسيرة زاخرة بالإنجازات

الشيخ نواف الأحمد
الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح

وافت المنية اليوم أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عمر يناهز 86 عاما إثر وعكة صحية.

 

ونعى وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح  الأمير الراحل في بيان جاء فيه "ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة المغفور له بإذن الله تعالى أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم السبت الموافق الثالث من جمادي الاخر 1445 هجري السادس عشر من ديسمبر 2023، داعين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وإنا لله وإنا إليه راجعون".

 

وكان وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح قد أعلن يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قد دخل المستشفى إثر وعكة صحية طارئة ألمت به لتلقي العلاج اللازم وإجراء فحوصات طبية، قبل أن يتم الإعلان عن وفاته رسميا اليوم.


ورحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن عالمنا مختتما رحلة حافلة بالعطاء ومسيرة زاخرة بالإنجازات، تسجل بأحرف من نور جهودا بارزة قضاها على مدار 61 عاما في خدمة بلاده ودفاعا عن قضايا أمته ودعم الأمن والاستقرار حول العالم.

 

ويعد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في إرساء دعائم الدولة وشارك في عمليات النهضة والبناء والتنمية التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال في 19 يونيو 1961.

 

بدأت مسيرة عطائه بتوليه منصب محافظ حولي بعد عام واحد من الاستقلال، ثم تولى عددا من الحقائب الوزارية بينها الداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية والعمل، وترك فيها جميعا بصمات واضحة وإنجازات بارزة.

سيرة حافلة بالإنجازات، دفعت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل إلى تزكيته لولاية العهد في 7 فبراير 2006، نظرا إلى ما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب، ليظل على مدى 15 عاما خير عضد ومساعد للشيخ صباح في استكمال مسيرة البناء والنهضة التي تشهدها الدولة.

 

وأكمل تلك المسيرة بعد توليه مقاليد الحكم، خلفا لأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في 29 سبتمبر 2020، ليكون الحاكم السادس عشر للبلاد.

 

وتولى الشيخ نواف مقاليد الحكم في مرحلة مليئة بالتحديات، أبرزها انتشار جائحة كورونا، وتراجع أسعار النفط، إلا أنه تعهد عقب توليه الحكم أن يبذل غاية جهده وكل ما في وسعه "حفاظًا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانة كرامة ورفاه شعبها".

 

واختتم رحلة عطائه بعفو أميري أبوي صدر قبل أسبوعين من وفاته عن بعض المواطنين ممن صدرت في حقهم أحكام، في عفو لم يكن الأول من نوعه في عهده، في مكرمة تأتي ترسيخا لما جُبل عليه حكام الكويت من قيم التسامح والتسامي.


ولد الشيخ نواف في 25 يونيو 1937 في مدينة الكويت، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة من عام 1921 وحتى عام 1950.

 

نشأ وترعرع في بيوت الحكم منذ ولادته، وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط، وإعداد وتهيئة حكام المستقبل، الأمر الذي كان له أثر على شخصيته.

 

درس في مدارس الكويت المختلفة وتميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي.


بدأ الشيخ نواف رحلة عمله السياسي وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بتولي منصب محافظ حولي في 12 فبراير 1962، وذلك بعد نحو عام من الاستقلال.

 

واستمر في هذا المنصب على مدى 16 عاما، نجح خلالها في تحويل المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وتجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو بالمحافظة في كل اتجاه.

 

ونظرا لحبه للناس، كان كثيرًا ما يتدخل بصفة شخصية لحل الكثير من المشاكل الأسرية والحفاظ على خصوصيتها.

 

وبعد توليه منصب محافظ حولي لمدة 16 عاما، تولى الشيخ نواف حقيبة وزارة الداخلية في 19 مارس 1978، وكان هاجسه في بداية تسلم حقيبة الداخلية أن يحفظ لبلاده أمنها واستقرارها وأن يحمي حرية المواطن وكرامته، مثلما يدعم أمنه.

 

وحقق خلال توليه المنصب نقلة نوعية في أداء وزارة الداخلية، قبل أن يتولى في 26 يناير/كانون الثاني 1988 حقيبة وزارة الدفاع.


وبعد توليه المنصب قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة، واهتم بإيفاد البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب على قيادة الطائرات العسكرية والتدريب على قيادة الطائرات الحربية وكل أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي.

 

وحرص الشيخ نواف على تضمين عقود شراء الأسلحة بنودًا تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها.

واستحدث الشيخ نواف في الوزارة إدارة العقود الخاصة إضافة إلى الإدارة القانونية.


وعندما تعرضت الكويت إلى الغزو العراقي عام 1990 ساهم الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت، وأدى دورا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية إلى جانب قيادته للجيش.

 

وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية تم تكليف الشيخ نواف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 2 أبريل/نيسان 1991، حيث قال حينها: "أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه أمير البلاد".

 

وفور مباشرته العمل كوزير للشؤون الاجتماعية والعمل سارع الوزير الإنسان إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، وبرهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.

 

كما قام باستحداث مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية أثناء توليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، واستحدث منصب وكيل مساعد للشؤون القانونية في وزارة الشؤون.

 

وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، فترك بصمته المميزة على هذا المرفق الأمني الحيوي، حيث عمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.

 

وفي 13 يوليو 2003، تم تعيين الشيخ نواف مجددا وزيرا للداخلية.

 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1