كيف أفشلت إرادة المقاومة خطة "العفاف والحجاب” في إيران؟

متن نيوز

يتعثر مجلس الشورى للنظام الايراني في مستنقع مشروع قانون فرض الحجاب الالزامي، في الوقت الذي يتجاوب ابراهيم رئيسي مع ضغوطات الباسيج، بالتعهد بايجاد الحلول التي تلزم الايرانيات بارتدائه.
تقرر في جلسة مغلقة للبرلمان إعادة النظر في مشروع قانون ما يسمى بـ “العفاف والحجاب” على أساس المادة 85 من دستور النظام، وبناء على هذه المادة سيكون تنفيذ القانون محدودا وتجريبيا، في حال الموافقة عليه.
وصف البعض المشروع بإنه “قشرة موز تحت أقدام البرلمان” مما يجعل الاداء البرلماني في هذه القضية اقرب إلى الهروب، ومحاولة التملص، حيث يشير عضو مجلس الشورى أحمد علي رضا بيكي إلى خشية البرلمان من إبداء رأيه، وتفضيله التعامل مع الموضوع في مكان آخر، وترك المجال امام الراي العام لمعالجته.
تحاول ديكتاتورية ولاية الفقيه بعقلية العصور الوسطى المعادية للمرأة باستمرار فرض الحجاب الإلزامي وتكثيف أجواء القمع، لكنها تخشى في المقابل أن يؤدي التركيز على هذه النقطة إلى اندلاع  شرارة انتفاضة مثل التي حدثت في سبتمبر 2022، ودفع المجتمع الناقم على الفقر والفساد والقمع إلى الانفجار.
خوفًا من ردود الفعل الشعبية، لم تظهر دورية إرشاد في الشوارع بعد قتل مهسا أميني بوحشية في 16 سبتمبر الماضي، فقد أشعلت الحادثة فتيل انتفاضة 2022 التي استمرت لفترة طويلة، لكن  المتحدث باسم قوة الشرطة القمعية اعلن في 16 يوليو من الشهر الماضي عن قيام الشرطة بدوريات راجلة وراكبة للتعامل مع مخالفي الأعراف في جميع أنحاء البلاد.
انتشرت الدوريات المعلن عنها في شاحنات بيضاء دون اسم اوعلامة “دورية ارشاد” وقوبلت بمقاومة من النساء والفتيات، وتعرضت لضربات من قبل شبان الانتفاضة، مما اضطرها للانسحاب بهدوء.
تلا ذلك احكام غير إنسانية مثل الحكم على المنتفضين بغسل الموتى لمدة شهر، والإحالة إلى طبيب نفسي، والملاحقة عبر كاميرات المراقبة، وإغلاق بعض الشركات التي لم تخضع موظفاتها للحجاب الإجباري، وبعض المحلات والأماكن العامة التي تقدم خدمات للنساء، والإعلان عن غرامات ضخمة.
اخر خطط الملالي لفرض الحجاب الإجباري هي “حراس الحجاب” التي ستنشر  بلدية طهران بموجبها 400 عنصر من وحدة الأمن البلدية المسماة “حراس الحجاب” في مترو الأنفاق براتب شهري قدره 12 مليون تومان، بهدف منع ما يسمى “النساء غير المحجبات” من دخول عربات المترو، وتسليمهن بعد إلقاء القبض عليهن لرجال الشرطة.
قالت مريم رجوي: إنها تری المرأة الإيرانية جديرة أن تنتخب بحرية وتشارك في قيادة المجتمع بشكل فاعل ونشط وبالمساواة مع الرجل وشعارها: ولا للحجاب الإجباري ،لا للدين القسري ولا لحكم الجور.
ارادة المقاومة التي افشلت وفضحت المخططات القمعية السابقة كفيلة بافشال خطة  “العفاف والحجاب” التي ولدت ميتة، وخطة “حراس الحجاب” السخيفة، واظهار عجز النظام عن فرض ذهنية العصور الوسطى على الشارع الايراني.