دعاء القنوت.. ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الناس؟

متن نيوز

تصدر الحدييث حول دعاء القنوت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

 

ماذا يفعل المأموم عند الجُمل الثنائية غير الدعائية في القنوت؟

 

سؤال طرحه الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، ليرد على تلك المسألة مؤكدا أن من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الناس؛ قولهم عند عبارات الثناء في الدعاء، مثل: "إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت...": "حقا" أو "أشهد" أو "يا ألله"، ونحو ذلك من العبارات.

ولفت العشماوي، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إلى أن هذا قد نقله بعض الشافعية - كالخطيب الشربيني في (مغني المحتاج) - عن أبي سعد المتولي؛ أن المأموم يقول: "أشهد"، وعن حجة الإسلام أبي حامد الغزالي أنه يقول: "صدقت، وبررت"؛ إلا أن ذلك خلاف المعتمد في المذهب؛ ولهذا ذهب الخطيب إلى بطلان صلاة المأموم؛ إن قال ذلك، حيث قال: "والأوجَهُ البطلان فيهما".

 

واوضح أستاذ علوم الحديث بجامعة الأزهر أن الصحيح - عند الشافعية، وهو من أحوط المذاهب في العبادات - أن يؤمِّن المأموم على كلمات الدعاء الخمس، وهي: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت"، ويوافق الإمام في الثناء سرًا، يعني يقول مثل ما يقول، وهو من أول قوله: "إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت وتعاليت...إلخ".

 

ويجوز للمأموم عندهم- يقول العشماوي- أن يسكت أيضًا عند قول الثناء، وذهب الإمام النووي إلى أولوية مشاركة المأموم الإمام في الثناء، أي موافقته فيه، فقال في (المجموع شرح المهذب): "والمشاركة أولى؛ لأنه ثناء وذكر لا يليق فيه التأمين".

 

قلت: وهو مُتَّجِهٌ؛ لأنه بين الكلام المبطل للصلاة وبين السكوت.

 

والحاصل: أن المأموم يؤمِّن على الجُمَل الدعائية، وأما الجُمَل الثنائية؛ فهو مُخَيَّرٌ بين أن يقولها بعينها سرا خلف الإمام، أو أن يسكت حين يقولها الإمام.

 

أو بعبارة أخرى: يؤمِّن في الدعاء، ويوافق في الثناء، أو يؤمِّن في الدعاء، ويسكت في الثناء.

 

واضاف العشماوي: كان أستاذنا العارف بالله الشيخ عبد السلام أبو الفضل رضي الله عنه - وكان شافعي المذهب، كأن المذهب بين عينيه - يختار للمأموم السكوت؛ ولهذا كان يدعو بِجُمَل الثناء كلها في نَفَسٍ واحد، حتى لا يترك فرصة للمأموم للكلام، فيضطر إلى السكوت!

 

وما قيل في قنوت الفجر يقال مثله في قنوت الوتر، وفي كل قنوت، وبالله التوفيق.