بدءُ أعمالِ الدورة الـ 49 لمجلس وزراء خارجية الدول أعضاء التعاون الإسلامي بنواكشوط

متن نيوز

أعرب معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه-خلال كلمته في مستهل أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ49 لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تحت شعار "الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار"، بمشاركة 40 وزير خارجية ووزير دولة من الدول الأعضاء بالمنظمة، لبحث عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية والإنسانية- عن خالص التهاني لموريتانيا على استضافتها ورئاستها هذه الدورة، متمنيًا لها النجاح والتوفيق، معبِّرًا عن تقديره لجمهورية باكستان الإسلامية على رئاستها الدورة السابقة، مثمنًا تقديره وامتنانه للمملكة العربية السعودية بصفتها دولة مقر منظمة التعاون الإسلامي ورئيس الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية؛ لما تقدمه من دعم سخي للمنظمة.

ورحَّب معاليه بالاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيسهم في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، ويعطي دفعة جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مجدِّدًا التعازي والتضامن مع تركيا وسوريا على إثر الزلزال الذي ضرب عدة مناطق بهما خلال الشهر الماضي، مناشدًا من جديد تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لهما.

وأوضح أن التحديات الخطيرة التي تشهدها قضية فلسطين تستدعي توحيد المواقف ومضاعفة الجهود؛ من أجل استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي تجاه وضع حد للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، عبر آليات العدالة الدولية المتاحة، إلى جانب دعم الجهود لإعادة إطلاق عملية سياسية متعددة الأطراف؛ لتحقيق رؤية حل الدولتين، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأفاد طه أن المنظمة تتابع عن كثب التطورات وتنفيذ القرارات الوزارية ومخرجات اجتماع اللجنة التنفيذية الذي انعقد في يناير الماضي، لافتًا الانتباه إلى جهود مبعوثه الخاص إلى افغانستان الذي أجرى زيارات إلى أفغانستان والتقى في كابل وقندهار قيادات من سلطات الأمر الواقع، نقل إليهم رسالة المنظمة ودولها الأعضاء تجاه التزام الدول الاعضاء بدعم أفغانستان علي الصعيد الإنساني، وأهمية إعادة النظر في القرارات الأخيرة التي اتخذتها سلطات الأمر الواقع الأفغانية بخصوص تعليم الفتيات وعمل المرأة، وضرورة بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب بشتَّى أشكاله وصوره، مؤكدًا التزام المنظمة التام بدعم حق المرأة في أفغانستان في التعليم والعمل اتساقًا مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتواصل المساعدات الإنسانية من خلال مكتب المنظمة في كابل، وذلك بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وأكد أن المنظمة ملتزمة بالدفاع عن قضية جامو وكشمير، وتواصل الأمانة العامة ومبعوث الأمين العام الخاص إلى جامو وكشمير، تنفيذ خطة العمل التي اعتمدها فريق الاتصال المعني بجامو وكشمير خلال اجتماعه بإسلام أباد على هامش الدورة الـ 48 لمجلس وزراء الخارجية، إلى جانب ذلك، استعرض جهود المنظمة إزاء قضية مجتمع الروهينجيا المسلم في ميانمار، ومسألة ناغورنو كاراباخ، والصومال، واليمن، وسوريا، والسودان، وليبيا، ودول الساحل، وبحيرة تشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وقضايا مكافحة الفساد، والاستثمار في الإعلام الجديد، وتعزيز التجارة البينية للدول الأعضاء، والعلوم والتكنولوجيا، وتمكين المرأة، وتعزيز قدرات الشباب، وتنمية الرياضة، واستكمال تنفيذ برنامج عمل المنظمة حتى عام 2025م.

بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية كلمة بلاده أمام الدورة رحَّب فيها بضيوف موريتانيا، مؤكدًا الضرورة لعالم إسلامي آمن والحل السلمي للأزمات، معربًا أن بلاده لن تدخر جهدًا لدعم وتطوير العمل الإسلامي المشترك.

كما تحدث في الجلسة الافتتاحية معالي وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الخارجية بيلاوال بوتو زرداري.

وستعقد الدورة الحالية الـ49 لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، جلسة لتبادل الأفكار حول شعار الدورة المتمثل في "الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار"، إضافة إلى عقد اجتماعات فرق اتصال المنظمة الخاصة بفلسطين وجامو وكشمير، واللجنة الوزارية المخصصة المعنية بالمساءلة على انتهاكات حقوق الإنسان ضد الروهينجيا.