خبير بشؤون كازاخستان لـ"متن نيوز": الرئيس أتوكاييف سبب رئيسي في تزايد حدة التظاهرات

خبير بشؤون كازاخستان
خبير بشؤون كازاخستان لـ"متن نيوز": الرئيس أتوكاييف سبب رئيسي
- الرئيس الكازاخي تسبب في تعاظم الغضب بعد وصف المتظاهرين بـ"الإرهابيين" - أتوكاييف ناشد تحالفًا عسكريًا تقوده روسيا لمساعدته في سحق الانتفاضة - الأوضاع الإقتصادية لكازاخستان كارثية رغم أنها دولة نفطية - الإحتجاجات الحالية في كازاخستان هي الأسوأ منذ 30 عامًا بعد إستقلال الدولة عن الإتحاد السوفييتيأكد الدكتور عبد الرحيم عبد الواحد، الباحث المتخصص في شؤون دولة كازاخستان ودول أوراسيا، أن التظاهرات في كازاخستان بدأت تظاهرات تطالب بمطالب إقتصادية عادية، في ظل إرتفاع لأسعار الغاز المسال للمنازل، وكذلك إنهيار الأوضاع الإقتصادية للمجتمع الكازاخي الداخلي، لكن سرعان ما تحولت المطالب الإقتصادية لتظاهرات سياسية عارمة تطالب بإقالة الرئيس نفسه. وأضاف في حواره مع "متن نيوز" أن الرئيس اتوكاييف حاول أولاً تهدئة الحشود من خلال إقالة الحكومة بأكملها في وقت مبكر من يوم الأربعاء، لكن بحلول نهاية اليوم، كان قد غير مساره. أولاً، وصف المتظاهرين بالإرهابيين ثم عمد إلى إقامة تحالف عسكري مع قوات أجنبية لمواجهة الإنتفاضة الكبيرةوإلى نص الحوار...كيف تصف وضع التظاهرات التي شهدتها كازاخستان خلال اليومين الماضيين؟تعيش كازاخستان أسوأ حالاتها هذه الأيام في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ ثلاثة أيام، وهي الأسوأ منذ استقلالها قبل ٣٠ عاما، من حيث المشاركين وأعدادهم والمدن الخمسة الأكثر اضطرابا، ولكن أشدها العاصمة القديمة وأكبر المدن الكازاخية ألماتي، والتوتر لا يزال سيد الموقف داخليا وخارجيا، ففي الداخل لا تزال حركة الشوارع ضعيفة، بل ومعدومة في بعض المناطق مثل ألماتي وشيمكنت الجنوبية.فسر لنا الأسباب والدوافع التي أشعلت شرارة الإحتجاجات بهذا الشكل؟تعود الأسباب الأولي لاندلاع المظاهرات الإحتجاجية في كازاخستان يوم ; 2 يناير 2022 بسبب الزيادة الحادة المفاجئة في أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى 120 تينغي (0.28 دولارًا) للتر أي حوالي ٥٠ في المئة من السعر الأساسي، وخاصة في منطقة منطقة مانجيستاو، ولكنها سرعان ما امتدت إلى ألماتي العاصمة القديمة وأكبر مدينة في البلاد وشيمكنت في الجنون وأكتاو في الغرب المطلة على بحر قزوين.معنى ذلك أن المطالب كانت تتعلق بتعديل الظروف الإقتصادية فقط؟نعم كانت كذلك في البداية، لكن سرعان ما تحولت المطالب من الاقتصاد ورفض رفع أسعار الغاز المسال إلى مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، فيما حاولت القيادة الكازاخية ممثلة في الرئيس قاسم جومارات توكاييف إحتواء الأزمة بإعلان إقالة الحكومة ورئيس الوزراء واتهمهم بعدم القيام بأعمالهم على الوجه الصحيح المطلوب.صف لنا الأوضاع الإقتصادية لكازاخستان من الداخل والتي أدت لذلك الغضب الكبير؟على الرغم من أن دولة كازاخستان تعتبر من الدول النفطية الغنية بالنفط والغاز، لكنها تعاني من تزايد معدل الديون الخارجية، وتزايد معدلات التضخم، وارتفاع في أسعار الغذاء والسلع الأساسية للمواطنين، كما يبلغ الحد الأدنى للأجور فيها ما لا يتجاوز الـ100 دولار شهريًا، وهو ما ينذر بأزمة إقتصادية وخيمة على الاقتصاد الكازاخي، على الرغم من أن عدد سكان كازاخستان لا يتعدى 19 مليون نسمة فقط.كيف إرتفع سقف المطالب للمتظاهرين؟كانت مطالب المتظاهرين في البداية تتركز حول استقالة الحكومة واستقالة الرئيس توكاييف وإزالة الحصانة والاستقالة من السياسة عن أول رئيس للبلاد الذي يبلغ من العمر 81 عامًا نور سلطان نزارباييف، والذي كان في وقت بدء الاحتجاجات تقلد منصبي رئيس مجلس الأمن الكازاخستاني وعضو المجلس الدستوري الكازاخستاني، إلا أن تلك المطالب لم تتحقق بالكامل بل في جزء منها، مما ساهم في تزايد حدة التوتر في العديد من المدن. وحاول الرئيس توكاييف أولاً إلى تهدئة الحشود من خلال إقالة الحكومة بأكملها في وقت مبكر من يوم الأربعاء، لكن بحلول نهاية اليوم، كان قد غير مساره. أولاً، وصف المتظاهرين بالإرهابيين. ثم ناشد تحالفًا عسكريًا تقوده روسيا، منظمة معاهدة الأمن الجماعي، للمساعدة في سحق الانتفاضة ووافقت منظمة معاهدة الأمن الجماعي على إرسال عدد غير محدد من قوات حفظ السلام.وماذا عن المساعدات الخارجية العسكرية لرئيس كازاخستان؟التوتر الخارجي ليس أقل من الداخلي، حيث تواصل الصين وروسيا تحديدًا التركيز على حل المشكلة الداخلية الكازاخية عبر الدعم السياسي الرسمي من قبل الصين، فيما تجاوزت هذا الحد روسيا وأرسلت فعلا قوات سلام عسكرية لفترة محدودة تابعة، لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، بقيادة روسيا (وحدات من المظليين الروس) بيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان، وكازاخستان العضو السادس. وأعلنت كازاخستان بأن قوات الأمن لديها إنها قتلت العشرات ممن وصفتهم بمثيري الشغب المناهضين للحكومة في عملية لاستعادة النظام في مدينة ألماتي الرئيسية، وفي مؤشر كبير وخطير هو تعيين رئيس جديد لقوات الأمن الداخلي في كازاخستان، مما يؤشر الى أن الأوضاع لا تزال تعيش حالة توتر غير اعتيادية.