في ظل حالة الغموض.. كيف يُعد الاستحقاق الانتخابي المخرج الوحيد للأزمة التي ضربت ليبيا؟

في ظل حالة الغموض..
في ظل حالة الغموض.. كيف يُعد الاستحقاق الانتخابي المخرج الوح
يشهد الشارع الليبي حالة من الغضب العارم نتيجة تأجيل الاستحقاق الانتخابي، في ظل حالة الغموض حول الموعد الجديد للاستحقاق، حيث إنه يعد المخرج الوحيد للأزمة التي ضربت البلاد على مدار عقد من الزمان.فقد افتتحت ليبيا السنة الجديدة بموجة من الغموض لفت مصير الانتخابات النيابية التي كان من المفترض إجراؤها في 24 من الشهر الماضي (ديسمبر 2021). وأعربت تنسيقية الأحزاب والتكتلات السياسية فى ليبيا عن تخوفها من تداعيات تأجيل الانتخابات فى البلاد، مشيرة إلى حالة الإحباط الناتجة عن تجاوز الاستحقاق الوطنى الهام الذى يعول عليه وينتظره كل الليبيين، مؤكدة أنها عملت على دعم ومساندة كلّ الأطراف ذات العلاقة للوفاء بمتطلّبات إقامة الانتخابات الليبية فى موعدها، من أجل تجديد شرعيّة المؤسّسات الدّستوريّة الوطنيّة، وللخروج من نفق أزمة تسبّبت فى معاناة تجاوزت عقدًا من الزّمن. ;وأشارت تنسيقية الأحزاب والتكتلات الليبية فى بيان لها إلى أنها حذرت الجميع بأنّ عدم إقامة هذه الانتخابات أو تأجيلها يمثّل تجاهلًا صارخًا لإرادة الشّعب اللّيبى، ويتسبّب فى فراغ سياسى ناتجه الحتمى استمرار حالة عدم الاستقرار، وعودة لدائرة العنف، معربة عن انزعاجها من مشاهدة حشودًا مُسلّحة تتقاطر على طرابلس، ممّا قد يتسبّب فى اندلاع صراع مسلّح ناتج عن هذه التّداعيات. وطالبت الأحزاب والتكتلات الليبية فى بيان لها اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" بوضع برنامج عملى وبتواريخ محدده لتفكيك جميع هذه المجموعات المسلحة فى كل مدن ليبيا وتجميع أسلحتها تحت سلطة الدولة ووضع برامج لإدماج هؤلاء المسلحين فى وظائف مناسبة داخل هياكل الدولة. ;وكنات الولايات المتحدة قد أعلنت أنها تشارك الشعب الليبي "خيبة الأمل"، بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان من المقرر إجراؤها شهر ديسمبر المنصرم. واعتبر السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، في تغريدته عبر تويتر، أن زخم الانتخابات لا يزال قويا وهو ما يظهر من خلال تسجيل نحو 2.5 مليون بطاقة انتخابية. تصريحات السفير الأميركي لم تكن الأولى خلال الساعات الماضية التي أطلقتها واشنطن حول الأزمة الليبية، فمنذ ساعات أعلنت الولايات المتحدة تأييدَها لتحركات الشارع الليبي المطالِب بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ للبدء في بناء مؤسسات شرعية للبلاد. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تقف في صف الشعب الليبي، وتدعم أي عملية لتعزيز استقلالية البلاد، محملاً السلطات الليبية المعنية مسؤولية تحديد موعد جديد للانتخابات في أسرع وقت. وأضافت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستواصل دعمها للجهود المستمرة، التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ولتعزيز عملية يقودها ويملكها الليبيون؛ من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة. التصريحات الأميركية الأخيرة حول الأزمة الليبية جاءت مختلفة عن التصريحات والبيانات السابقة بحسب محللين. وتتجه أنظار الليبيين اليوم الاثنين إلى مجلس النواب في طبرق، حيث من المتوقع أن تعقد جلسة نيابية من أجل مناقشة مصير الانتخابات والحلول والاقتراحات المطروحة بشأنها. كما يرجح أن يحضر الجلسة رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، برفقة مجلس إدارة المفوضية، بعد تلقيهما دعوة من رئاسة البرلمان لتقديم إحاطة حول أسباب تعذر إجراء الانتخابات في موعدها. يذكر أن عدة سيناريوهات مطروحة لحل تلك المعضلة، منها إجراء الانتخابات في فترة أقصاها 6 أشهر، مع التمديد للسلطة التنفيذية الحالية والإبقاء عليها حتى تنظيم الاستحقاق الانتخابي، وهو مقترح مدعوم من بعض الدول الأجنبية على رأسها بريطانيا.