درس قاس.. هل يمكن أن يصبح العالم أكثر سعادة بدون «فيس بوك» و«واتس آب»؟

درس قاس.. هل يمكن
درس قاس.. هل يمكن أن يصبح العالم أكثر سعادة بدون «فيس بوك» و
تساؤل قد يطرحه البعض على أنفسهم: هل أصبح العالم أكثر سعادة بدون فيس بوك وواتس آب؟، حيث تسبب العطل الفني الذي ضرب مواقع التوصل الاجتماعي بحالة من الذعر وسط مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وأبرزها فيس بوك وواتس أب وإنستجرام بسبب تعطل الخدمة لفترة طويلة. وأصدرت شركة فيس بوك بيانًا قالت فيه: "ندرك أن بعض الناس يواجهون حاليا مشكلة في الوصول إلى مجموعة تطبيقات فيسبوك"، وأضاف البيان: "نعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن". وردا على الشائعات المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، قالت الشركة إن انقطاع الخدمة لم يكن نتيجة هجمات حجب الخدمة والمعروفة باسم DDoS، وهو نوع من الهجمات الإلكترونية تتم من خلال إغراق خدمة مستهدفة بكميات هائلة من البيانات التي يتم إرسالها وتداولها لإنهاك الخدمة وتوقفها. لكن الجانب الخفى الذى كشفه الانقطاع الذى استمر ليوم واحد، أن مدمنى فيسبوك لا يستطيعون العيش بدونه وانتابتهم حالة من القلق والذعر فما الدوافع وراء حالة إدمان الفيسبوك وما شكل الحياة بدونه؟؟ ويقول خبراء في التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي أن ;مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا فيسبوك سيظل مستمرا برغم تلك الانقطاعات التي تشوبه من وقت لأخر، لافتًا إلى أن السر وراء مجانية التسجيل فى فيسبوك هو استقطاب كل الفئات من جميع أنحاء العالم التى حققت مكاسب بمليارات الدولارات لمؤسسه من خلال الإعلانات التى يطرحها المتصفحون. وتسببت تلك المواقع في حالة من الهوس والإدمان التى أصابت رواد فيسبوك تسببت في حالة من الفراغ بعقول الشباب والأطفال وخلقت حالة من العزلة الاجتماعية مع عدم الإدراك للهدف الفعلى من وراء تأسيس وأسلوب إدارة هذا الموقع. ; منذ 5 أعوام فقط، لم تشغل مواقع التواصل الاجتماعي ;المساحة نفسها التي تشغلها اليوم ;في حياة العرب، ;لكن انخراط صفحات التواصل الاجتماعي في العمل السياسي بشكل أو بآخر، وتقديمها مساحة مفتوحة لكل الشباب في ثورات البلدان العربية في الأعوام الأخيرة، لنقل ;أخبار مناطقهم على طريقتهم، ونشر تعليقاتهم وتحليلاتهم الخاصة عليها، كل هذا جعل هذه المواقع جزءاً رئيسياً من الحياة اليومية لعدد هائل من الناس في العالم العربي.بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الـ"سوشال ميديا" جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الشباب الشخصية، فهل يزيد ;Facebook وأشقاؤه سعادتنا أم العكس؟وقام مجموعة من الباحثين الدانماركيين بتجربة اجتماعية جديدة، على عينة محددة من مستخدمي ;Facebook ، ليعرفوا آثار استخدام هذا الموقع ;النفسية والجسدية على الناس. وقسم الباحثين ;تلك العينة المكونة من 1095 مشارك دانماركي إلى مجموعتين بشكل عشوائي، فكان على المجموعة الأولى أن تتابع استخدام الموقع كما تفعل بشكل يومي، بينما مهمة المجموعة الأخرى أن تتوقف عن استخدامه مدة أسبوع. وكانت النتيجة أن شيئاً لم يتغير في معدلات السعادة الوسطية لدى المجموعة الأولى، بينما تغيرت الأمور بنسبة واضحة لدى المجموعة الثانية، التي هجرت الموقع لأسبوع.قد يكون الأمر صحيحاً، فهناك داراسات كثيرة تجمع على أن مواقع التواصل الاجتماعي، لا تؤدي فقط إلى تراجع في الحياة الاجتماعية الحقيقية، إنما كذلك تضعف ثقة الإنسان بنفسه، لأنه سيرتاح أكثر في التعبير إلى الآخرين عبر شاشة الكومبيوتر بدل أن ينظر في عيونهم ويقول لهم ما يريد. وبالتالي تزيد من ميل الإنسان إلى وحدته وانعزاله، كما تتسبب بقلة التركيز، لأن المستخدم سيعود كل فترة زمنية قصيرة ليفتح صفحاته على هذه المواقع، وهذا ما يجعله مشتتاً وغير منتج في العمل الذي يقوم به. وفي النهاية يقود الأمر إلى الاضطراب المتواصل، الذي لا يدرك المرء سبباً له.